رفع دعوى قضائية ضد القرضاوي بتهمة التطاول على quot;الشيعةquot;
خسرو علي أكبر من طهران: ليس القرضاوي شخصية مغمورة في إيران ولعل المناظرة التلفزيونيةالتي جمعته والرئيس الايراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني ساهمت بدور كبير في اتساع شهرتهفي إيران، وقد أشادت الحكومة الإيرانية بموقفه المؤيد للمشروع النووي الإيراني في تصريح للناطق باسم الحكومةآنذاك محمد علي حسيني، أما وسائل الإعلام الإيرانية فقد ساهمت بخلق شهرة عريضة للقرضاوي باعتباره شخصية إسلامية معتدلة. واللافت في تصريحات القرضاوي آنذاك دعوته إلى جميع مسلمي العالم للدفاع عن إيران بإعتبارها بلدًا إسلاميًا.
ويلاحظ المتابعون للشأن الإيراني أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها القرضاوي والتي تحذر من غزو شيعي للمجتمع السنية، ووصف إيران ببلد ذي مطامع فارسية كسروية، لم تواجه بهجوم اعلامي ايراني بحجم الاتهامات التي وجهها القرضاوي للإيرانيين، فالإعلام الإيراني غير قادر على تغيير تقييمه لشخصية القرضاوي على الشاكلة نفسها التي استطاع فيها الأخير أن يغير فيها مواقفه من الحكومة والشعب الإيرانيين.
تنطوي تصريحات القرضاوي على بعدين مذهبي وسياسي، ومن الملاحظ أن ردود الأفعال الايرانية اهتمت بالبعد الأول لما يتوفر على موروث ضخم من الجدل المذهبي الشيعي- السني. أما البعد الثاني من هذه التصريحات المثيرة فيتطرقإلى تحذير من تنامي النفوذ الايراني في دول عربية عديدة عبر تشكيلجماعات شيعية موالية لإيران ولسياستها. وإن كان القرضاوي قد شدد في أمثلته عن quot;الغزو الشيعي الايراني quot; بمصر والمغرب ، الا أن احمد حيدريان وهو محرر في القسم الثقافي في الاذاعة الايرانية اعتبر ان هذه التصريحات تشكل خطرًا على الشيعة في الدول العربية في الخليج الفارسي quot;بعد تصريحات نائب برلماني كويتي عن وجود أكثر من 25 الف خلية نائمة تابعة للحرس الثوري الايراني في الكويت، وهي التصريحات التي نفاها ، تأتي تحذيرات القرضاوي من الغزو الشيعي ، وهي سلبية ومرفوضة لأنها تحاول ان تكرس خطأ تبعية الشيعة لايران ، الاعلام العربي لم يناقش قضايا الأقليات الدينية والمذهبية بحيادية ، هذه الأقليات هي اما عميلة لايران اولاسرائيل أو للشيطان ان لم تكن هناك جهة محددة تنسب اليها العمالة ، الشيعة في البلدان الخليجية هم اما من أبناء البلد أو من الايرانيين العاملين في الحقلين الاقتصادي والتجاري ، بالنسبة إلى الشيعة العرب في هذه البلدان فقد برهنت مقاومتهم وتضحياتهم في الكويت على وطنيتهم ، اما شيعة المملكة العربية السعودية وحسب علاقتي بعشرات منهم يأتون لزيارة العتبات الشيعية المقدسة في ايران ، فهم يعتزون ويحبون بلادهم ويحرصون على مصالح بلدهم . ليس هناك ثقافة سياسية شيعية ثابتة المعالم في جميع البلدان ، يمكن أن يكون الشيعي ثوريا في ايران وان يكون ليبراليا في بلد آخرquot;.
شاهرخ مرادي وهو طالب جامعي ايراني قال لايلاف quot; وردت عبارة المطامع الامبراطورية الايرانية ، لا أعرف كيف استطاع السيد قرضاوي ان يبلور هذا الاتهام ، فالحالمون بالامبراطورية الفارسية العظمى هم من أبرز أعداء الحكومة الايرانية ويعتبرونها حكومة اسلامية عربية فرضت دينًا عربيًا على البلاد .
فاطمة ارش المسؤولة عن جمعية سيد الشهداء الخيرية في مدينة قزوين قالت لايلاف quot; التحول العقائدي أمر طبيعي بين الأديان ولايستوجب تحريضا طائفيا قد يؤدي الى العنف المذهبي ، خطورة تصريحات السيد القرضاوي أنها جاءت في ظرف غير مناسب ، فالمنطقة شئنا أم ابينا شهدت عنفا طائفيا في العراق ، في العامين الأولين اللذين تلا سقوط نظام صدام ، شهد العراق مئات العمليات الارهابية التي وصفت بالعنف المذهبي الأحادي ، وكان بإمكان عالم بمنزلة القرضاوي أن يوظف مكانته لايقاف هذا العنف ، صمت السيد القرضاوي وعلماء اخرين هو الذي جعلدائرة العنف المذهبي في العراق تتسع وتتحول الى عنف مذهبي متبادل ، شارك القرضاوي في حوار مع السيد هاشمي رفسنجاني وقد أكد الشيخ رفسنجاني على حرمة قتل المسلم وتحريم سفك دمه ، هذه العبارة سمعها السيد قرضاوي جيدا ومع ذلك يصدر تصريحات قد تستغل لاشعال حرب طائفية quot;.
رجل الدين الايراني آيت الله جعفر سبحاني وجه رسالة مفتوحة للشيخ يوسف قرضاوي ونشرتها الصحافة الايرانية اليوم رأى فيها ان تصريحات القرضاوي انها تندرج ضمن مخطط أعداء الأمة الاسلامية والترويج ل (شيعة فوبيا وايران فوبيا )، وقد جاء في هذه الرسالة quot;حضرتكم تعتقدون ان الشيعة فرقة مبتدعة وتعتقدون أن أهل السنة هم الفرقة الناجية من بين سائر الفرق الاسلامية الاخرى ، وتعتقدون ان جميع الفرق الأخرى هم من أهل النار وتستدل بحديث نبوي في هذا المضمار ، فان كان هذا هو مستوى فهمك للدين فما علينا أن نتوقع من شاب سني متطرف، يتجه من الاردن الى العراق ليفجّر نفسه بحزانم ناسف ليقتل عددا كبيرا من الشيعة معتقدا أنه يسلك طريق الجنة ، والأنكى من ذلك هو أن يقيم له أهله في الأردن حفلة عرس لأنه لم يكن متزوجا؟
في شارع نياوران حاورنا مجموعة من الشباب الايراني عن آرائهم بتصريحات القرضاوي ، حسين 22 عاما قال : شخصيا ألاحظ أن أغلب أصدقائي لم يعد لديهم اهتمام بالفكر المذهبي ، أدرس الأدب الأنجليزي في جامعة طهران ، وأعتقد أن التحدي الأساسي الذي يواجه مجتمعاتنا الشرقية ليس في التحول المذهبي وانما في التحول الى التفكير الديمقراطي ، اطلعت على رد السيد محمد حسين فضل الله وكانت دهشتي كبيرة حينما استغرب من القرضاوي أنه لم يبد موقفًا من التيارات الالحادية والعلمانية التي تتنامى في العالم الاسلامي ، وواضح ان كلام السيد فضل الله ينطوي على تحريض ضد العلمانيين في العالم الاسلامي علمًا ان إقران العلمانية بالالحاد يعني الدعوة الى القضاء عليها ، كان الشاغل الاساس هو الانتقال الى الحداثة والمعاصرة في الدول الاسلامية وصار السؤال وللأسف هل انت سني أم شيعي .
تخاف زهراء . ح وجهة نظر حسين وهي تنطلق من تصور ديني منفتح : من خلال البحث في ماكنات البحث الالكترونية تبين لي أن السيد قرضاوي هو رجل دين مصري ، وهذا مدهش فكان حريًا ان يكون امتدادًا لفكر السيد جمال الدين الأسد آبادي (الأفغاني) الذي كان اول داعية لوحدة العالم الاسلامي ورمز الليبرالية الدينية ، أن فسحة التسامح صارت تضيق وتضيق في العالم الاسلامي ، وهذا أمر مؤسف.
كريم .م .ز quot;يقول القرضاوي ان هناك محاولات اغراء للسنة بالمال والزواج للتحول الى المذهب الشيعي ، ليت ان الاسلام قد دخل بلادنا بنفس الطرق وليس بالسيف quot;.سارا سبهلو تعتقد ان الاهداف السياسية هي وراء تصريحات الشيخ قرضاوي :لاسباب سياسية اعتبر القرضاوي الريئس العراقي السابق انسانا مسلما لأنه نطق بالشهادتين ، مع العلم انه نفس الشخص الذي شن حربًا عدوانية ضدنا وضد الشعب الكويتي راح ضحيتها الملايين ، ولكنه يحاول بطريق ملتوية أن يكفرنا لأننا شيعة مع أننا نطق بالشهادتين !
واذا كانت سارا قد أشارت بوضوح الى هذه الازدواجية في المعايير ، فان أغلب الايرانيين الذين حاورناهم بخصوص اراء القرضاوي أكدوا أنه لايمتلك الصلاحية والتأهيل الديني ليحدد الفرق الضالة عن الفرقة الناجية فهذا المنطق قد تجاوزته جميع المذاهب الاسلامية المعتدلة.
التعليقات