أبهة ملكية بعربات من ذهب واحتفالات تحتفي بالتقاليد العريقة

صلاح حسن من لاهاي: في كل ثالث ثلاثاء من شهر أيلول من كل سنة تحتفل العائلة الملكية الهولندية بيوم الأميرات الذي يعود تاريخ أول احتفال به إلى سنة 1850حيث أصبح تقليدا سنويا تقوم خلاله ملكة البلاد مع الأسرة الملكية بالظهور أمام المواطنين وتقديم خطاب مهم تستعرض فيه الملكة الأحداث التي حصلت خلال سنة كاملة.


قبل إن تتجه الملكة بياتريكس بعربتها الذهبية الأسطورية إلى مبنى البرلمان من اجل إلقاء خطابها التاريخي يكون الأمراء والأميرات قد ركبوا عرباتهم التي لا تقل أبهة عن عربة الملكة الأم وسبقوها لتحية الحشود التي تنتظر في الشوارع في وقت مبكر لحضور الاحتفال. الاستعراضات العسكرية التي تقدمها القوات الملكية والقوات المتعددة الأخرى تسمع موسيقاها من بعيد وهي الإشارة التي يفهم منها إن الاحتفال قد بدأ رسميا حيث تعزف الأبواق الكبيرة مارشات متنوعة تبين صنف هذه القوات المشاركة.

تنطلق الحركة من القصر الملكي الذي يقع في الجهة الغربية من المدينة باتجاه مبنى البرلمان الذي يكون في وسط المدينة تماما بحشود من الجنود الشبان يمثلون صنوفا مختلفة من القوات قياسا إلى ملابسهم الخاصة والتي تختلف من صنف إلى أخر بألوانها وأشكالها وسلاحها. يقوم هؤلاء الجنود بتطويق مبنى البرلمان من كل جهاته قبل إن تصل العربة الملكية حاملة الملكة والأمراء والأميرات مرورا بالحشود التي حضرت لتحيتهم. غالبا ما يكون الأمير الكسندر ولي العهد وزوجته الأميرة الشابة مكسيما مع الملكة، في حين تكون باقي العربات بالتتابع حسبا لأهمية الأمراء والأميرات.


في هذه المرة بدت العائلة المالكة صغيرة قياسا بالسنوات الخمس الأخيرة، فقد فقدت المملكة قبل سنتين والد الملكة الأمير المسن برنارد الذي طلب إن يزرقوه بإبرة الرحمة، ثم تلاه الأمير كلاوس المريض زوج الملكة وغابت إحدى الأميرات بعد إن تزوجت من رجل غريب ما فتئت إن طلقت منه بعد فترة وجيزة.


زوجة ولي العهد الهولندي الاميرة ماكسيما
الملكة الأم تشعر بالوحدة بعد إن فقدت الكثير من الأحبة في الوقت الذي تتصاعد فيه شعبية الأميرة مكسيما التي تقوم حاليا بالكثير من النشاطات الخيرية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها. فهي بابتسامتها العذبة وذكائها الواضح استولت على قلوب الهولنديين وأصبحت تحتل مكانة بارزة في المجتمع الهولندي بعد إن شجعت زوجها ولي العهد على المشاركة بالنشاطات الكثيرة التي تقوم بها وخلصته من صفة الكسل التي كان الهولنديون يطلقونه عليها. وفوق ذلك فقد أنجبت له حتى ألان ثلاث أميرات صغيرات بمنتهى الشفافية والجمال.

خطاب الملكة بياتركس لهذا اليوم كان أكثر صرامة من خطابها السابق في العام الماضي الذي وجهت فيه النقد واللوم وبلغة صارمة إلى بعض أعضاء البرلمان، وكان أكثر هذا النقد منصبا على النائب اليميني المتطرف ويلدرز الذي كاد إن يشعل فتنة كبيرة في هولندا حين قام بعرض فيلمه البائس quot; فتنة quot;. هذا النائب الذي يسعى إلى النجومية بسرعة كان قد انتقد خطاب الملكة في العام الماضي أمام البرلمان وطلب إن يكون نشاط القصر الملكي محدودا ومقتصرا على الأنشطة الملكية البعيدة عن السياسة، لكن طلبه جوبه بالرفض والانتقادات الكثيرة.


وبرغم إن اليوم ليس يوم عطلة مثل باقي الأيام الملكية إلا إن الجمهور الذي حضر ملأ الشوارع التي غصت بالرجال والنساء والاطفال ووصل عدد الحاضرين إلى ما يقرب الربع مليون نسمة جاءوا من جميع المدن الهولندية لمتابعة هذا اليوم الذي يعده الكثير من الهولنديين يوما للاحتفاء بحرية المرأة وان كانت أميرة. من جانب أخر يمكن لكل العاملين في الدوائر الرسمية وغير الرسمية في هذا اليوم بالتحديد طلب إجازة زمنية لا تتجاوز الثلاث ساعات من اجل متابعة هذا الاحتفال، لذلك فقد تدفق جمهور غفير من الشباب والشابات بعد انطلاق الاحتفال بساعات. لقد كانت الشمس مشرقة على غير العادة في مثل هذا الوقت وكانت فرصة أخرى تدعو الجميع للاستمتاع في مشاهدة هذه الفعاليات التي يسود فيها جو من المرح والسعادة برؤية الأميرات الجميلات وهن يترجلن من عرباتهن الملكية.