الصامتون أول فرقة موسيقية للصُم والبُكم في مصر

القاهرة: رغم أكثر من ثلاث سنوات على تأسيسها، لم تتلق فرقة quot;الصامتونquot; الاهتمام الذي يليق بها من جانب المسؤولين في وزارة الثقافة المصرية، باعتبارها أول فرقة موسيقية جميع أعضائها من الصُم والبُكم، ليس في مصر فقط، بل في المنطقة العربية، وربما كذلك في القارة الأفريقية.

هذا ما جاء على لسان المخرج رضا عبد العزيز، مؤسس الفرقة الموسيقية الأولى من نوعها، التي تضم 22 شاباً وفتاة، فقدوا قدرتهم على السمع والكلام، لكنهم لم يفقدوا قدرتهم على تحدي الإعاقات التي أُصيبوا بها، ليبتكروا معاً أسلوباً جديداً يوفر لهم التواصل مع الآخرين.

وقد أخذ عبد العزيز على عاتقه عبء تشكيل فرقة quot;الصامتونquot; للأداء الحركي، في عام 2005، في مدينة quot;المحلة الكبرىquot; في محافظة الغربية، إلى أن بدأ الاهتمام بها رسمياً مؤخراً، على ضوء الانجازات التي حققتها الفرقة في عدد من المهرجانات الدولية.

ولفتت فرقة quot;الصامتونquot; الأنظار إليها أثناء مشاركتها في المهرجان الدولي السابع للرقص المسرحي الحديث، الذي عُقد في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، في أبريل/ نيسان الماضي، بمشاركة فرق من أربع دول أوروبية، هي فرنسا وأسبانيا وبلجيكا وإيطاليا.

وحسبما جاء على مدونة خاصة بالفرقة على شبكة الانترنت، فقد quot;أعربت وفود تلك الدول عن انبهارها بأداء أعضاء فرقة quot;الصامتونquot;، وأكدوا أن الفرقة تُعد تطوراً لفن المسرح الحديث، إذ إنها تساهم بشكل كبير في خدمة الإنسانية، وفتح آفاق جديدة لفئة الصُم في العالم العربي.quot;

روابط ذات علاقة
التوقيع على ميثاق دولي لحماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
عدد أكبر من الأطفال المعاقين يعيشون مع النساء العازبات
إدماج المعاقين أقل كلفة وأكثر ربحية
الكشف عن شريحة إلكترونية تعيد البصر للمكفوفين
كما نقل الموقع عن مدير المهرجان، وليد عوني، قوله إن فرقة الصامتون quot;كانت مفاجأة المهرجانquot;، وإن quot;الصامتون استطاعوا أن يجعلوا الرقص المسرحي بديلاً للكلامquot;، معتبراً أنها تعتبر quot;واجهة فنية وإنسانية مشرفة، لأي مهرجان تشارك فيه، ليس لأدائها الفني المتميز، ولكن لرسالتها الإنسانية السامية.quot;

مؤسس الفرقة قال إن فكرة تشكيل فرقته الموسيقية جاءت بعدما لاحظ أن العروض المسرحية التي يقدمها الأطفال الصُم والبُكم بلغة الإشارة الخاصة بهم، لا تحقق دمجهم في المجتمع، حيث إن معظم الجمهور العادي يصعب عليه فهم تلك اللغة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن عبد العزيز قوله إن فرقة quot;الصامتون للأداء الحركيquot;، تُعد الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي، التي تقدم عروضاً فنية خالية من لغة الإشارةquot;، موضحاً أن فرقته تعتمد على تقديم quot;لوحات حركية، تعبر عن حالات مختلفة، تكون بمثابة لغة ثالثة للتواصل بين الصُم والأسوياء.quot;

وأعرب المخرج الشاب عن أمله في أن تلقى فرقته رعاية دار الأوبرا، وإتاحة الفرصة لأعضاء الفرقة لتقديم عروضهم الفنية أمام جمهور الأوبرا، لافتاً إلى أن quot;الصامتون قدموا عروضاً مسرحية رائعة، ذات بعد إنساني عميق، من خلال لوحات استعراضية على مقطوعات موسيقية لا يسمعون من أنغامها شيئاً.quot;

وقال إنه تعايش مع الأطفال الصُم والبُكم وتعرف إلى عالمهم الصامت، وعايش معاناتهم حين تتعثر بهم السبل للتواصل مع أقرانهم العاديين، فأراد أن يبتكر اتجاهاً فنياً جديداً يساهم بشكل كبير في دمج الصامتين في المجتمع، فلجأ إلى الاعتماد على لغة التعبير الحركي داخل العروض الفنية.


واختتم رضا تصريحاته لوكالة الأنباء الرسمية بتوجيه نداء باسم أعضاء فرقة quot;الصامتونquot; إلى وزارة الثقافة المصرية بتوفير الرعاية والاهتمام بفرقته، واستغلال النجاح الكبير الذي حققته الفرقة، في العديد من المحافل الفنية، سواء المحلية أو الخارجية، على مدار السنوات الثلاث الماضية.

ووفقاً لما ذكر الموقع الرسمي للتلفزيون المصري فإن من أشهر أعمال الفرقة مسرحية quot;أجنحة صغيرةquot;، التي تحكي عن العزلة التي يعيش فيها الصُم والبُكم، حيث تصورهم داخل أصداف يخرجهم منها ملاك صغير، فيكتشفون أن العالم الذي كانوا معزولين عنه قاسٍ وعدائي، ويفضل الشبان والفتيات العودة إلى عزلتهم، لكنهم يخرجون منها مرة أخرى ليصمموا على العثور على مكان لهم في العالم.