التجار تحدثوا لإيلاف عن اهمية مهنتهم وتمسكهم بها
رائحة الذكريات تنبعث من تحف سوق البسطة ببيروت
ريما زهار من بيروت: في سوق العتق دائمًا دعوة الى الحلم، الى اكتشاف الاسرار وسبر الاغوار، دعوة مجانية الى ماضٍ تهادى بثقله على تحف تروي بصمتها العميق الف حكاية وحكاية. وللماضي في سوق العتق في منطقة البسطة في بيروت رائحة الذكريات، وحنين اليوم للامس والمستقبل للحاضر. وسوق العتق او الانتيكا اسم اقترن بمنطقة حوض الولاية في البسطة، حيث يتم في هذا السوق بيع وشراء الاثاث والتحف القديمة (يعود الى 100 او 200 عام) والرجوع الى القديم بجماله ومتانته. ويقصد السوق اناس من مختلف الجنسيات والطبقات للبيع والشراء، والمعروضات كثيرة من قطع نحاسية وزجاجية زخرفية وخشبية من مختلف الاحجام، تنتظر من تجذبه ليشتريها فتدخل منزله شاهدة على حقبة من حياة ايام وناس.
منطقة البسطة التي تنتشر في شوارعها القديمة اسواق العتق والانتيكا قصدتها ايلاف للاطلاع على مدى انتشار بيع العتق فيها وكيف يتم توارث هذه المهنة بين العائلات، فهذه المهنة بالنسبة للكثيرين هناك انطبعت في وجدانهم ويتوارثونها ابًا عن جد.
يقول علي (احد البائعين في سوق البسطة) انه يزوال مهنة بيع الانتيكا منذ عشرين عامًا، وهو يبيع قطعًا قديمة مصدرها لبنان يعود تاريخ صناعتها من اربعين الى 120 عامًا، اما اعمار المشترين فهي ما فوق الخمسين عامًا، واكثرهم من النساء ثم الرجال.
رياض عبدالله يزوال هذه المهنة منذ خمسين عامًا، ويقول ان سوق العتق في البسطة متواجد منذ القدم، وفي البدء تم فتح محلين او ثلاثة بعدها تم فتح اكثر من اربعين محال للعتق وتم تطوير الامر وكبرت المصلحة، واليوم يحتوي السوق على اكثر من مئتي محال تجاري للعتق، وهو تعلم المصلحة هنا ثم عاد وفتح محله وكان في الاصل يعمل كصدّاف للموبيليا ثم اصبح يعمل في مجال الثريا وهو سيورث هذه المهنة لاولاده في ما بعد، وقبل الاحداث في لبنان كان يقصد السوق اجانب من فرنسيين وانكليز واميركيين، اما اليوم فقد قل عددهم ليحل محلهم ابن البلد وبعض العرب والخليجيين، وتغيرت المصلحة اليوم ففي الماضي كان السوق يحوي البضائع اللبنانية القديمة، بينما اليوم نرى فيه البضائع المصرية، اما هو فاغلب بضائعه من المنازل القديمة في لبنان، ويقول ان هناك بعض الشبان اليوم يهتمون بهذه المصلحة، لكن العرق القديم يهتم اكثر للامور الكلاسيكية ولديه حنين للموبيليا القديمة.
محمد شقير يقول انه بدأ بمزاولة مهنة بيع الانتيكا منذ السبعينات وهناك حركة بيع جيدة في السوق والزبائن من كل الاعمار، والنساء اكثر من الرجال، وهو يملك بضائع مصرية واندونيسية قديمة، ويقول ان البضائع المصرية طغت على سوق الانتيكا في البسطة، وهي بضاعة رخيصة لان اليد العاملة في مصر ارخص من لبنان، وبعضها جديد لكن التصميم قديم، وهناك خليجيون كثر يؤمون السوق والاجانب كانوا يقصدون السوق قديمًا، ومنذ فترة قصد السوق بعض القطريين منهم وزير وزوجته.
وهو لا يعرف اذا كان سيورث هذه المهنة لاولاده، رغم انه ورثها عن والده، وفي القدم لم يكن هناك بضاعة مصرية في السوق وبدأت بكثرة منذ 15 عامًا، وهو يشتري من بعض المنازل ايضًا تحفًا قديمة.
ومنذ القدم كان شراء التحف القديمة مقتصرًا على الطبقة الراقية، اما اليوم فان الطبقة المتوسطة ايضًا بوسعها الشراء.
يوسف عمار يقول ان المحل في سوق البسطة بدأ منذ نحو 60 عامًا، وهو ورثها عن والده، ويبيع قطعًا قديمة وبعض التحف، وبعض البضائع الحديثة، وهو يستورد بضائعه من اوروبا ومن اسطنبول ومن الشام وبعضها محلية ومن مصر ايضًا، ومن خلال العلم والخبرة التي يملكها يستطيع التمييز اذا كانت القطعة قديمة ام لا، والزبائن من الجيل القديم اكثر، لكن هناك بعض الاقبال من الجيل الجديد، والنساء يقصدن السوق اكثر من الرجال.
حسين هزيمة بدأ مزاولة مهنة بيع العتيق منذ 20 عامًا، والمحل من ايام جده، منذ 150 عامًا، وسوف يورث هذه المصلحة ايضًا لاولاده، وبضائعه اوروبية فرنسية وبلجيكية ومن لبنان، وبحسب خبرته تعلم المصلحة من خلال الممارسة، والزبائن نساء اكثر من الرجال علمًا ان الخليجيين ايضًا يقصدون المعارض خصوصًا تلك التي تتم في سوق البرغوث في وسط بيروت، واللبنانيون يهتمون بالقديم كثيرًا ويساومون على الاسعار. وتجارة العتيق تمر ببعض الاوقات حيث لا يكون لها تصريف، ومنطقة البسطة التحتا مشهورة خصوصًا بالانتيكا ويقصدها الجميع من كل المناطق.
* تصوير ريما زهار
التعليقات