إيلاف تتحدث الى بعض هواة التزلج في عيون السيمان
تأخر الثلج في لبنان لم يمنع المتزلجين من ممارسة هوايتهم
ريما زهار من بيروت: بعد تخوف من دخول لبنان موجة من الجفاف، انعمت الطبيعة عليه في الاسبوع الماضي خيرات بيضاء كللت قممه واخرجته من شبح التصحر، وهكذا استطاع اللبنانيون ان ينعموا بهواية التزلج ولو اتى الثلج متأخرًا هذا العام. وما يميز لبنان عن غيره من البلدان تمتعه بأربعة فصول متتالية ينعم فيها بدفء الصيف وثلوج الشتاء. واللافت هذا العام تساقط كميات كبيرة من الثلوج في شهر آذار اي بتأخر نسبي، الأمر الذي أتاح للبنانيين والعرب والأجانب التمتع بهواية التزلج، وشكلت الثلوج التي كللت جبال لبنان متأخرة هذا العام متنفسا لهواة التزلج العرب والاجانب لممارسة هوايتهم المفضلة من جهة وانعاشًا لقطاع السياحة والفنادق من جهة اخرى. وعجت مراكز التزلج وخصوصًا في منطقة فاريا وعيون السيمان التي تبعد عن العاصمة بيروت نحو 50 كيلومترًا بالسياح وخصوصًا اولئك الذين قدموا من دول الخليج العربية والاوروبية للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتمتع بها تلك المنطقة ولممارسة رياضة التزلج بعيدًا عن تلوث المدينة وزحمتها. ومن اعالي فاريا ومن المزار يمكن للناظر ان يمتع نظره بمشهد رائع يمتد من سهل البقاع وجبل الشيخ الى منطقة اللقلوق والارز والساحل.
ووصفت المسؤولة في فندق فاريا المزار في عيون السيمان هذا العام بانه quot;ممتاز حتى الان حتى لو اتى متأخرًاquot; معربة عن تخوفها من قدوم الرياح الخمسينية التي تأتي عادة في شهر نيسان (ابريل).
جورج استغل اجازته السنوية ليتمتع بهواية التزلج ويقول ان لبنان جنة ويجب ان نحافظ عليه، ولا نخربه بالخطابات السياسية التي تعكر اجواء السياحة فيه، ويؤكد انه تخوف في البدء من عدم سقوط الثلوج باكرًا في لبنان لكن آذار كما يقولquot;بيضهاquot; بثلوجه.
رولا قالت انها تبحث عن عمل لانها استقالت من عملها القديم لذلك استغلت هذه المناسبة لتروح عن نفسها في اجواء فاريا المزار، وتقول انها بدأت اخيرًا تعلم رياضة التزلج وهي لا تزال مبتدئة واحبت هذه الرياضة التي تميز لبنان عن سائر الدول العربية، وقالت ان بعض البلدان كدبي مثلاً استحدثت مراكز للتزلج لكنها تبقى اصطناعية ولا توازي منتجعات لبنان للتزلج.
فابيان سائحة فرنسية من اصل لبناني قالت انها في اجازة شتوية واستغلتها للتوجه الى لبنان وممارسة رياضة التزلج، وقالت انه من الضروري استحداث اجازات شتوية اسوة بفرنسا كي يتمتع اللبنانيون بممارسة رياضة التزلج، وقالت ان ثلج لبنان جيد ومراكزه لا بأس بها لكن يجب دائمًا الاهتمام بها.
لبنان مجهز
ويعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الاوسط المجهزة لممارسة انواع الرياضات الشتوية.
وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الاقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالاضافة الى تسهيلات كثيرة تشمل ادوات التزلج.
وفي لبنان ستة منتجعات سياحية شتوية هي الارز وفاريا-عيون السيمان واللقلوق وكفرذبيان وقناة باكيش والزعرور.
يذكر ان رياضة التزلج ادخلت الى لبنان في العام 1913 حين عاد شاب لبناني يدرس الهندسة في سويسرا الى لبنان محترفا هذه الرياضة وبعد 20 عامًا اصبحت هذه الرياضة تمارس بكثرة على المنحدرات اللبنانية حتى يومنا هذا.
التزلج في التاريخ
تقول المراجع المختصة أن التزلج رافق الإنسان القديم الذي عاش في المناطق الشمالية والجنوبية الباردة.
فقد عرفت القبائل البدائية التي استوطنت شمالي أوروبا وآسيا المزالج قبل تعرفها للدولاب.
من المرجح أن الإنسان في العصور الأولى تحول تدريجيًا من انتعاله الحذاء الجلدي إلى المزلاج الخشبي الذي ساعده على الانتقال والانزلاق على الثلج. وقد تنوعت أشكال هذا المزلج وفق العصور والمناطق والحضارات، فتارة كان شكل المزلج عريضًا وقصير الطول شبيهًا بالمضرب (الراكيت) وقد غطي في أغلب الأحيان بجلد الحيوان السميك، وطورًا كانت المزالج طويلة ورفيعة يناهز طولها المترين أو الثلاثة.
وقد استعملت قبائل اللابون نوعين من المزالج: مزلج طويل للقدم اليسرى ومزلج قصير للقدم اليمنى مهمته تيسير الانطلاق على الثلج باندفاع أقوى وزخم أكبر، وبقي التزلج من خصائص البلاد الشمالية الباردة حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي .
بلد التزلج الأول
في أواسط القرن التاسع عشر، عرف التزلج تطورًا جديدًا وبخاصة في بلاد النروج، ولم يعد فقط وسيلة مفيدة ومساعدة للانتقال بل رياضة يمارسها الهواة والمحترفون.
فالنروج هي التي أعطت للتزلج وللمزلج اسم quot; سكيquot; فالكلمة نروجية أصلًا، والنروج هي الدولة الأوروبية الأولى التي أضفت على التزلج طابعه الرياضي المنظم.
وبفخر كبير، ذكر النروجيون العالم أجمع بفضلهم هذا، عندما أتيحت لهم إقامة المباريات الأولمبية الشتوية في أوسلو العام 1952 ، وقد رفضوا نقل الشعلة الأولمبية من اليونان ومن جبل الاولمب بالذات، كما هي العادة، وإنما أصروا على انطلاق المشعل الأولمبي من قلب مقاطعة من بلادهم هي منطقة تليماك حيث عرفت أولى المباريات الرسمية في التزلج في العصر الحديث .
رياضة أولمبية
أما بالنسبة للتزلج كرياضة أولمبية عالمية، فقد انطلقت العام 1924 من فرنسا وبالتحديد من منطقة شامونيكس وهي اليوم رياضة معترف بها كشكل من أشكال الرياضات الأولمبية المختلفة، ويقام لها دورة شتوية خاصة مرة كل أربع سنوات .
* تصوير ريما زهار
التعليقات