محمد ولد الشيخ من موريتانيا: تعتبر الخيمة و الأغنية السياسية من ابرز الوسائل التي اعتاد المتنافسون في الانتخابات استخدامها في موريتانيا، وبما ان الانتخابات هذه السنة تشهد تنافسا محموما بين عشرة مرشحين، انتشرت الخيام الانتخابية كالفطر في الشوارع والساحات العمومية لتحتضن السهرات الليلية الدعائية التي يتوافد عليها المواطنون بكثرة و اغلبهم شباب تشده الحفلات الغنائية التي تحتضنها تلك الخيام. هوس الشباب الموريتانيين بالأغاني و الرقص في ظل انعدام ثقافة الملاهي الليلية و المنتزهات، كلها أمور جعلت فترة الحملات الانتخابية فترة محببة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر خصوصا عندما تصادف فترة الصيف التي يطيب فيها السهر، و يحلو التجول.


انتعاش الفن

يمكن القول إن الفنانين الموريتانيين هم اكبر المستفيدين من المواسم الانتخابية، حيث يتم التعاقد معهم لتسجيل أشرطة دعائية للمرشحين بمبالغ ضخمة غالبا ما تكون في حدود المليون أوقية أي ما يعادل أربعة آلاف و خمس مائة دولار وهو مبلغ كبير بالنسبة للكثير من الموريتانيين.

كما تتم استضافة الفنانين لإنعاش السهرات الانتخابية التي تعتبر مظهرا ثابتا من مظاهر الحملة الانتخابية في موريتانيا و التي تستمر لمدة أسبوعين يتوجه بعدهما الناخبون لاختيار رئيس من بين عشرة مرشحين.

تقول الفنانة المعلومة بنت الميداح الناشطة في حزب تكتل القوى الديمقراطية ان موسم الانتخابات موسم ابداع يتم فيه إنتاج الكثير من الأغاني.


تجارة موسمية


إضافة إلى كونها جزءا من الثقافة الموريتانية المستعصية على المدنية، يعتبر العامل المادي السبب الرئيس و راء انتشار الخيام في فترة الحملات و ترسخها كعادة ثابتة في كل حملة انتخابية.

فهذه الخيام يتم استئجارها بمبالغ مهمة حيث تعرف سوقها مضاربة قوية في موسم الانتخابات، و غالبا ما تكون مملوكة لنساء بعضهن يخيطها بنفسه و يمتهن تأجيرها في مثل هذه المناسبات.

و مع تحول الدعم في موريتانيا إلى تجارة تجنى من وراءها الأرباح نشأة هذه السنة ظاهرة طريفة في إطار بيع الأصوات و الدعم حيث تقوم بعض المجموعات بنصب خيام في أماكن استراتيجية دون أن تضع عليها أيا من شعارات المرشحين و ذلك بهدف استقبال العروض من طرف مديري الحملات ليتم الاتفاق مع من يدفع أكثر و مباشرة يتم وضع صور المرشح و تشغيل الأشرطة الدعائية الخاصة به.

و عادة ما يتم الاتفاق بين الطرفين على مبلغ مقابل تأجير الخيام و آخر لتمويل الأنشطة إضافة الى تجهيز الخيام لتكون مقار دائما لحملة المرشح تستضيف الأنشطة و الجماهير.


جمهور للجميع

لا تكاد خيام الحملات تخلو من تجمعات كبيرة مهما كان مرشحها، لكن ذلك لا يدل دائما على كثرة شعبية المرشح بل على القبول الذي يحظى به الفنان الذي يستضيفه و مستوى جودة الانعاشات التي يقدمها مقر الحملة.

و هذا ما يؤكده أغلب الشباب المتجمعين امام المقرات الانتخابية، امامة بنت احمد تقول انها تتوجه رفقة بعض صديقاتها الى اكبر المخيمات في حي تفرغ زينة لأنهم يستضيفون فنانين مرموقين، لكنها لا تهتم كثيرا بالاقتراع و ليست متأكدة أنها ستصوت أصلا.

الشاب المختار ولد الصبار صرح انه يسعد كثيرا بموسم الانتخابات حيث يقوم بالتجول في السيارة مع بعض الأصدقاء و يتنقلون بين المكاتب الانتخابية الى ساعات متأخرة في الليل، لكن المختار لم يبد تفاعلا عندما سئل لمن ستصوت، حتى انه اعترف انه لم يسجل اسمه على اللائحة الانتخابية.

لكن هذين النموذجين لا يعبران عن كل الشباب الموريتاني فالكثير من الشباب ينشطون بقوة في الأحزاب السياسية و حملات المرشحين حتى ان مرشحا كمحمد جميل ولد منصور قال ان اعتماده الأساس على القوة الشبابية المتحررة من ضغوط الأطر الاجتماعية