بعد توقف استمر نحو مئة عام يعود تصدير مياه نهر الاردن من موقع المغطس من جديد إلى دول العالم المختلفة.
سهير جراداتمن عمان:حمل مهاجرون عرب عندما كانوا يبحثون عن مواطن استقرار لهم ، هذه المياه إلى بلاد المهجر وبالذات عندما كانت تتجه الهجرات إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية.
وتثبت صورة نشرت في مجلة الحياة التركية التي ما زالت تصدر في اسطنبول لغاية الان أن مياه نهر الأردن كانت تصدر إلى الولايات المتحدة الأميركية من موقع المغطس الذي عمّد به السيد المسيح عليه السلام حيث quot; كانت المياه تعبأ في براميل خشبية محكمة الإغلاق ليستعملها المسيحيون في تعميد أبنائهم quot; وفقا لما يقوله الكاتب والباحث زياد أبو غنيمة لوكالة الانباء الأردنية ( بترا ).
ويؤكد أن الصورة التي يعود تاريخها إلى العام 1906 وعليها شرح في أسفلها مكتوب باللغة التركية الحديثة بحروف لاتينية يبين والي أريحا العثماني علي رضا يتوسط ممثل مطران القدس الخوري مكسيموس والمشرف على عملية نقل المياه إلى أميركا.
ويقول ان المهاجرين العرب القدماء إلى أميركا الشمالية لم يعتمدوا فقط في تكوين أنفسهم على جلب المياه من منطقة المغطس بنهر الأردن وتعبئتها في زجاجات لبيعها للطوائف المتدينة ، بل انهم كانوا يجلبون معهم مجسمات مهد السيد المسيح إلى جانب المسابح المصنوعة من خشب الزيتون الفلسطيني العائد إلى مدينة بيت لحم.
ويؤكد مدير عام مؤسسة النهر المقدس المهندس محمد الشوملي على استثمار المياه في منطقة المغطس عن طريق تأهيل مؤسسة واحدة من بين ثلاث شركات تم تأهيلها لتصدير المياه إلى دول العالم مشيرا إلى أن التكاليف لا تتعدى ثمن الملصق الذي تزوده هيئة موقع المغطس لهم بسعر 750 فلسا للملصق الواحد يتم تثبيته على القارورة التي تم تصميمها على غرار تصاميم القوارير التي كانت مستخدمة في عهد السيد المسيح عليه السلام ، إلى جانب تصميم ختم للقوارير محكمة الإغلاق بطريقة تؤكد للزبون عدم تزويرها.
وتصل هذه المياه وفقا لما يقوله الشوملي إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا ، والمكسيك ، وافريقيا ، ومعظم الدول الأوروبية إلى جانب السوق المحلية.
ويبين أن الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي يقوم بإعداد الأدوات بالطريقة اليدوية تبلغ حوالي ألفي قارورة يوميا إلا أن الإنتاج يتم حسب الطلب،وبسعة 90 مليمترا للعبوة الواحدة.
يقول مدير هيئة موقع المغطس المهندس ضياء المدني إن تصدير هذه المياه توقف بعد انتهاء عهد الحكم العثماني بالمنطقة ، واستمر حظر تصديرها كون منطقة المغطس كانت تقع ضمن منطقة عسكرية أغلقت بعد الحرب العالمية الأولى واستمر الإغلاق لتوالي الحروب على المنطقة.
ويشير إلى انه بدىء بتطوير مغطس السيد المسيح عليه السلام في عام 1997 من قبل فريق اثري بدائرة الآثار العامة قام بالتحري واكتشاف الموقع الديني الذي يضم معمودية السيد المسيح المتمثلة بأديرة وكنائس وبرك العماد وكهوف الرهبان وقاعات الصلاة ومحطة للحجاج تعود إلى أوائل القرون الميلادية والممتدة من منطقة الخرار إلى نهر الأردن.
ويعرض المدني الشروط التي تتبعها الشركات التي يسمح لها بالاستثمار بهذه المياه إذ عليها الحصول مسبقا على موافقة الهيئة، والتنسيق مع الكنائس قبل عملية الإنتاج.
ويوضح المهندس المدني أن ثمن الملصق هو نظير الخدمات التي تقدم لغايات ضخ وتخزين المياه ,ويشير إلى بيع ما بين 100- 150 ألف ملصق سنويا ، وأن عدد زوار وحجاج الموقع في النصف الأول للعام الحالي تجاوز 100 ألف زائر وحاج ، فيما تراوح عدد العماد الذي اقيم في الموقع خلال النصف الاول من العام الحالي بين 200 الف - 300 ألف عماد.
ويلفت إلى توجه الهيئة لإنشاء ثلاث كنائس جديدة لطوائف مسيحية لتقديم الخدمة لجميع الحجاج من صلاة وعماد ، كما انه سيتم العمل على تحويل الموقع من اثري ديني إلى حج مسيحي.
عملت الهيئة على إصدار شهادة منشأ لغايات تصدير المياه لضمان عدم تزويرها ،واتفق مع دائرة الجمارك ودائرة مراقبة الشركات بوزارة الصناعة والتجارة على منع تصدير المياه من أي شركة ما لم تمتلك شهادة منشأ تثبت انها من الموقع ومنعا من استيرادها من المناطق المجاورة.
التعليقات