هل نحن فعلاً أبناء وطن واحد يجمعنا حبه ولا يفرقنا؟ وهل يرفع هاماتنا عزه وكل إنجاز يحقق باسمه؟ أم يطأطئها بعض أبنائه وهم يمسحون وباجتهاد وإخلاص كل حرف يكتب عنه. ويمزقون كل صفحة تمجده ويدسونها في التراب كأن إثماً تلبسهم وألصق بهم عاراً وجب وأده في مهده.

أقول هذا وقد راعني وأطار صوابي ما صاحب إعلان فوز الهلال (السعودي ) بلقب فريق القرن في آسيا من فواجع يبدو أنها أصابت من يحسبون على الوطن كمواطنين سعوديين في مقتل. على رغم أن ثرى أرضه احتواهم وسماءه ظللتهم وماءه العذب رواهم وهيهات لمن ذاق ذلك كله وتنعم به ألا يفرح به إلا من كان ذا فطرة غير سوية. وهو ما كان ممن يحسبون على إعلام الوطن الذين اخذوا يلهثون كالمجانين في كل اتجاه ويهاتفون من عله يطفئ النار التي اشتعلت في دواخلهم يبحثون عن نفي ويستجدون حواراً ويتقولون بهتاناً.

كل من يستطيعون قابلوه زوراً وعلى لسانه كذبوا كثيراً وأفردوا صفحات وزوايا لا لتمجيد الوطن الذي أنجب الهلال وأعلى منازله على أكبر قارات العالم بل لتقزيمه لأن الهلال الذي شرفه.

أي عقليات هذه التي تتأمر على سلب نادي من أندية الوطن تاجاً مضيئاً وضعه التاريخ على جبينه ويتعاهدون إطفاء النور عنه بدل أن يضيئوا طريقه.

هؤلاء يجعلوننا نخجل أمام كل العالم ونحن نسمع من يكاد ينفطر قلبه غيظاً وهو يتداخل في كل البرامج ومع كل القنوات، وتقطر حروفه حسداً وهو يحشد قوته ليثبت أن أي ناد يستحق اللقب إلا أن يكون هلال الوطن ويشكك في اللجنة التي قامت بالإحصاء ويبحث عما يثبت عدم أهليتها وصدقيتها مع الهلال فقط. في ما هي مع غيره (تمام التمام)، ثم أتوارى خجلاً وأقول: يا ناس استحوا وأنا أكتشف أن كل ما قالوا وما انفردوا به من تصريحات عار عن الصحة وكذب وافتراء وهو ينفي جملة وتفصيلاً ممن ادعي عليهم.

أحزن لك كثيراً يا وطني حد البكاء وبيننا من يهتم ويغتم من فرحك لأن من لا يهوون هو من رسم لك تلك الفرحة وأعادك للواجهة بعد نكسة الرحيل من كأس العالم.

* نقلاً عن صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية