لم نعرف ارتباكاً في الوسط الرياضي كالذي عرفناه عقب زيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الى الرياض مطلع الاسبوع الحالي, لا أحد يعرف لماذا جاء بلاتر وماذا يريد ومن سيقابل.. حتى أن بعض الاعلاميين صوروا لنا الزيارة وكأنها تتم للمرة الأولى أو أن بلاتر يزور نيبال أو هاييتي, بل أن البعض نثر علامات التعجب حول الزيارة بطريقة جعلتنا نشك في أن طائرة بلاتر هبطت عن طريق الخطأ في الرياض, علماً أن بلاتر تردد طويلاً على أكثر من مدينة سعودية وحضر غير مناسبة ولا تعتبر زيارته سابقة تستحق التوقف عندها طويلاً.. اللافت في الأمر تعاطي الاعلام السعودي مع هذه الزيارة وارتباك بعض الاعلاميين في نقل أخبار الزيارة أو حتى الحديث عنها, ومن ذلك أن وكالة الانباء السعودية بثت على لسان بلاتر أنه جاء للحصول على دعم السعودية في انتخابات الفيفا, وهو ما نفاه الامير سلطان بن فهد في اللحظة نفسها, فضلاً عن صحافيين تحدثوا بطريقة مضحكة عن الاثار الايجابية لزيارة رئيس الفيفا, حتى أن أحدهم طلب استغلال الفرصة ومطالبة بلاتر باسقاط القضايا المعلقة في الاتحاد الدولي ضد الاندية السعودية, وكأن بلاتر شيخ قبيلة وليس مسؤولاً في منظمة عالمية تديرها القوانين وتحكم عملها الأنظمة.. ومع الأسف اصبحنا لا ندرك احتياجاتنا ولا نستطيع تحديد مطالبنا بطريقة تجعلنا محل احترام مسؤولي الفيفا, على اعتبار أن الاتحاد الدولي يؤمن دائماً بالشراكة وتبادل المصالح ولا يوجد في قاموسه quot;الفزعاتquot; وquot;حب الخشومquot; وهي الطريقة التي تسير كثيراً من أمور حياتنا اليومية.

وقبل ثلاث سنوات جاء بلاتر في زيارة رسمية الى الامارات والتقى القيادات السياسية في ابوظبي, وانتهت تلك الزيارة بمشروع ضخم لاستضافة نهائيات كأس العالم للأندية لدورتين متواليتين, ولم يكن أمام رئيس الفيفا إلا أن يدعم ملف الامارات على اعتبار أن إقامة البطولة في ابوظبي سيحقق فائدة مزدوجة للاتحاد الدولي لكرة القدم وللبلد صاحب ملف الاستضافة, ما انتهى لاحقاً بتنظيم كأس العالم للأندية في ابوظبي وتحقيق نجاح لافت لم يكن quot;فيفاquot; ينتظره لو أقيمت البطولة في بلد ثان.

وبين ماحدث في زيارة بلاتر للرياض وأبوظبي فرق كبير, إذ أن رئيس الفيفا هبط في الرياض ونحن نعلم أنه صندوق ذهب مغلق, غير أننا لم نكن نمتلك الأدوات للاستفادة من الفرصة, ولم يكن لدينا ما نخطط له في الأصل, لذلك ارتبكنا في التعامل مع الزيارة, حتى أنني اكاد اجزم أن بلاتر نال ما اراد من الزيارة بينما لم نستطع الاستفادة من زيارته.. كان أمامنا فرصة لإعادة السعودية الى واجهة الاحداث الرياضية من خلال بحث استضافة كأس العالم للشباب أوالناشئين أو كأس العالم للاندية أو حتى الاستفادة من برامج الفيفا في تطوير كرة القدم.. جاء بلاتر ورحل كما جاء وما زلنا نتخبط ونبحث عن سبب الزيارة لأننا على يقين أننا لا نمتلك اسباباً كثيرة تفسر إلتفات بلاتر إلينا عقب سنوات كانت الرياض وجهته قبل أن تتوقف شراكتنا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم وتصبح زيارة بلاتر حدثاً تاريخياً !!.

* نقلاً عن quot;الحياةquot; اللندنية