عقب اجتماع اللجنة التنظيمية لبطولات أندية الخليج لكرة القدم في المنامة وجه الزميل نايف الثقيل سؤالاً للأمين العام للاتحاد السعودي فيصل عبدالهادي قال فيه: laquo;هل صوت السعودية ضعيف بوجودك؟raquo; فما كان من الأمين إلا توزيع النظرات بين الثقيل والكاميرا في محاولة لاستجماع قواه قبل أن يجيب بعبارات لا توازي صدمة انصار الكرة السعودية بنتيجة الاجتماع... وحقيقة لا ألوم عبدالهادي لو عجز عن الاجابة لأنه لا يريد أن يتحدث بصراحة ولا يريد أن يكشف الضعف الذي كان عليه في الاجتماع الغريب، بل ولا يريد أن يسترسل في الحديث عن التفاصيل ولو من باب الدفاع عن نفسه أمام الملايين الذين انتظروا أن يتحصل النصر على قرار يرد الاعتبار لممثل الكرة السعودية ... كثيرون في الشارع الرياضي على يقين أن ما قاله عبدالهادي لا يمت للحقيقة بصلة وأن القرار لم يكن صادراً من الفيفا بصفة رسمية، خصوصاً أن القرار صدر بصيغة استشارة من أعلى جهة رياضية في العالم خلال ثلاثة أيام على طريقة الـ laquo;ديلفريraquo;... شخصياً لا أعتقد أن الفيفا أصدر قراراً laquo;ولا هم يحزنونraquo; وما قرأناه في الرسالة التي نشرتها صحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; لا يعدو كونه استشارة قانونية ومن العبث أن نعتبره قراراً، ومعظم الظن ان المجتمعين اتفقوا على طريقة laquo;كلام رجالraquo; أن يحتكموا إلى أحد القانونيين في الفيفا بصفة شخصية وليست رسمية وأن يقبلوا بحكم ذلك الأحد أياً كان الحكم وهذا الأرجح، خصوصاً أن نادي النصر لم يزود بنسخة من قرار الفيفا المزعوم والاتحاد السعودي لكرة القدم أصدر بياناً قبل أن يصل إليه القرار رسمياً هذا إن كان هناك قرار يمكن أن يصله بعدما اتضح أن الخطاب المرسل مجرد استشارة!

وقبل أن نلوم أعضاء اللجنة التنظيمية على القرار النهائي يجب أن نفتش حولنا ونرى من يمثلنا في الهيئات الاقليمية والدولية وهل ما يحدث في السنوات الأخيرة أمر منطقي، خصوصاً أن الكرة السعودية باتت الطرف الأضعف في القضايا والنزاعات، حتى أصبحنا نسمع عن قرارات تصدر من هنا وهناك ضد الأندية والمنتخبات السعودية من دون أن نسمع صوتاً laquo;يشفي الغليلraquo; للممثل السعودي. ومع الأسف كلما ظهر الممثل السعودي طرفاً ضعيفاً خرج ليبرر موقفه ويعتبر الانتقادات التي توجه له مواقف شخصية يراد منها النيل من مكانته ... وفي حالة فيصل عبدالهادي واجتماع المنامة اصبحنا أمام نقلة نوعية في استراتيجية laquo;الترقيعraquo; بعدما ظهر الأمين من الاجتماع ليفهمنا أننا أمام قرار من الفيفا ولا نمتلك إلا الخضوع لأعلى سلطة رياضية في العالم من دون الحاجة الى استئناف أو مراجعة... إذا كان كذلك فعلى الأمين أن يكمل laquo;الفيلمraquo; وأن يحيط المسؤولين عن كرة القدم السعودية بخطورة تحدي قرارات الفيفا ومقاطعة بطولة أندية الخليج لأن بلاتر ومعاونيه لا هم لهم إلا حماية هذه البطولة والسهر على راحتها بل ان الاهتمام بلغ مرحلة تسخير القانونيين في زيوريخ للاطلاع على ملف أحداث زعبيل واصدار قرار laquo;ملزمraquo; خلال ثلاثة أيام! وفي حال قاطعت الاندية والمنتخبات السعودية بطولات الخليج فالأرجح أن يصدر laquo;الفيفاraquo; عقوبات بالجملة ضد كرة القدم السعودية قياساً على ما قاله فيصل عبدالهادي... اعتقد شخصياً أن الإعلام وصل لتفاصيل الاستشارة أو laquo;قرار فيفا منامةraquo; ومن الامانة المهنية أن توضح الحقيقة أمام جماهير الكرة السعودية لأن لا أحداً يستطيع حجب الرؤية عن الشارع الرياضي لا بالمراوغة ولا التذاكي.


* نقلاً عن صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية