في بطولة النخبة الدولية الثالثة لكرة القدم الثالثة في مدينة أبها تكرر مشهدان مستهجنان، الأول رأيناه في البدء والآخر سمعناه في الختام...

في استهلال البطولة، تكررت حركات الصبية والمراهقين في اقتحام الملاعب والتقافز يميناً وشمالاً وترقيص رجال الأمن وجعلهم في وضع يرثى له أمام أنظار الجماهير وعدسات المصورين.

حقيقة لم أستغرب الموقف ولم أضحك عليه كما فعل غيري لأنه صار مألوفاً وعادياً، لكن الذي أستغربه هو تكراره في كل الملاعب وفي كل المسابقات الرسمية أو الودية على رغم ما يقال إن هناك عقوبات قاسية وغرامات، لكن يبدو أنها حتى الآن ليست إلا حبراً على ورق ولم يطبق منها شيء أو تنفذ على أحد.

وفي ختام البطولة وبحضور المسؤولين والقيادات عادت نغمة الهتافات المسيئة لنجم المنتخب وقائده ياسر القحطاني وبشكل مقزز تنفر منه الآذان وبلا مبرر لاسيما والبطولة ودية ليس فيها أي ضغط نفسي على أحد خصوصاً ممن لم تشارك فرقهم في البطولة، ولكن يبدو أن من أمن العقوبة أساء الأدب، ومع سبق الإصرار والترصد فقد صارت الإساءة أغنية وموالاً في كل الملاعب دون أن تجد رادعاً من لجنة الانضباط أو المسؤولين في اتحاد الكرة الذي يتحمل مسؤولية حماية نجوم المنتخب نفسياً كما يحافظ عليها طبياً وفنياً.

عبث الصبية والمراهقين الفعلي والقولي يجب أن يوقف وبالقوة... فليست ملاعب كرة القدم ميداناً للتحدي وكسب الرهان مع الأصدقاء في أيهم يجرؤ على الفعلة وينفذها، كما أنها ليست مضماراً لاستعراض المهارة في الجري وسباق الحواجز، لان لذلك مكاناً ووقتاً آخر، والأهم أنها يجب ألا تكون مكاناً يستغل للإساءة لأحد والضغط عليه نفسياً لاعبين أو سواهم.

أعلم أن جماهيرنا ليست بدعاً فهي كسائر الجماهير في العالم تحب النجوم وتعشق مصافحتهم، وقد تطلق عليهم بعض صرخات الاستهجان أو ما لا يليق أحياناً، ولكن ذلك يتم بطريقة أكثر رقياً وينتهي في وقته. بينما يتم كل ذلك هنا بكثير من التخلف والقصد للإساءة لان الغاية ليست مصافحة لاعب أو تحيته بل الفوضى والتحطيم، وهذا ما يجب التعامل معه وبقسوة والتشهير بمن يفعله مع رفع سقف العقوبات المالية أو البدنية أو النقطية بالخصم على الفريق من مخزونه النقطي علّه يجدي في القضاء على ظواهر غير حضارية، لكنها للأسف صارت موسمية.

جريدة الحياة اللندنية