كشف السويسري جوسيب بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم عن العديد من الموضوعات التي شغلت الرأي العام العالمي خاصة الفترة التي اعقبت خروجه من الباب الضيق بـ"الفيفا" في عام 2015 &بسبب فضائح الفساد التي طالته وعددا من المسؤولين البارزين في الهيئة الكروية.

وتناول بلاتر في مستهل مقابلته مع صحيفة "ماركا" الإسبانية بالحدث عن بداية عهده بالفيفا، حيث قال:" كنت اعمل في اللجنة الأولمبية السويسرية ، وتلقيت حينها اتصالاً من الامين العام بالاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1966 ، بهدف مساعدتهم ، مما دفعني لترك كل شيء والالتحاق بهم لأنها فرصة ذهبية قد لا تعوض ".&

وتابع :" لقد كان الفيفا بالنسبة لي حلماً&و قد تحقق ذلك ، وتبوّأت مناصب قيادية من امين عام إلى رئيس منذ عام 1998 وحتى إقالتي في عام 2015 ، رغم أنه قيل حينها بأن الرئيس السابق البرازيلي الراحل جواو هافيلانج كان يريد لاعب كرة ليس ليسجل الاهداف ولكن ليضع برامج لتطوير كرة القدم ".

واشاد السويسري بجهوده التي بذلها لتحسين الوضع المالي لاتحاد اللعبة، حيث قال :" بعد وصولي للاتحاد الدولي لكرة القدم لم يكن حينها لديه أي راعٍ باستثناء شركة اديداس ، ولكن بعد ذلك تم استقطاب شركة كوكا كوكا العالمية ثم ازداد عدد الرعاة مع بداية البث التلفزيوني في السبعينات".

وبالنسبة لبلاتر فإن مونديال 1998 بفرنسا كان آخر مونديال للفقراء ، حيث كان البث التلفزيوني مجانياً قبل ان يصبح بمقابل اشتراكات مالية بداية من مونديال كوريا واليابان 2002 ، وهي الاشتراكات التي لا يقدر عليها الفقراء الذين يشكلون قاعدة جماهير كرة القدم في العالم.

وبسؤاله عن سر التغيير الذي طرأ على الاتحاد الدولي ، أجاب بلاتر قائلاً :" إن التدخل السياسي في كرة القدم للاستفادة من شعبيتها كان له تأثير على الفيفا ، واستشهد بذلك بما حدث في مونديال 1978 بالارجنتين خلال الحكم العسكري ثم امتد التأثير إلى اختيار مستضيف كأس العالم ، اذ قررت اللجنة التنفيذية إسناد مونديال 2018 لقارة أوروبا وتحديداً لأوروبا الشرقية ، على ان تكون الدورة التي تليها في الولايات المتحدة الأميركية من اجل إبراز قيم التعايش السلمي والتعارف والتقارب بين الثقافات و الاجناس عن طريق كرة القدم".

وتابع :" التدخل السياسي تواصل في تحديد مستضيف مونديال 2022 ، حيث تم اختيار قطر بدلا من الولايات المتحدة بسبب الضغط السياسي الذي مارسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الاتحاد الدولي من خلال صديقه ميشال بلاتيني الذي كان عضواً في المكتب التنفيذي ، مثلما تدخل مؤخراً الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اختيار مستضيف مونديال 2026".

واعترف بلاتر بعجز الاتحاد الدولي عن القيام بأي دور عندما تتحرك السياسة لان كرة القدم اصبحت حيوية في الخير والشر.

ونفى رئيس الاتحاد السابق أن يكون قد وعد رئيس الحكومة البريطانية السابق ديفيد كاميرون بمنح إنكلترا شرف استضافة مونديال 2018 ، حيث قال:" الخساران&لتنظيم مونديال 2018 - يقصد واشنطن و لندن- قادا تحالفاً للإطاحة بي ، ولو تم منحهما شرف الاستضافة لما حدث ما حدث ، فالهدف كان إبعادي وفي النهاية تحقق لهما ما اراداه".

وكشف بلاتر عن وجود خيانة من قبل مقربين منه في المكتب التنفيذي بـ "الفيفا" إلا انه أكد بأنه ليس مسؤولاً عن اختيارهم لان ذلك مسؤولية الاتحادات القارية .

وعاد بلاتر بذاكرته إلى فجر يوم السابع والعشرين من شهر مايو لعام 2015 الذي شهد الإطاحة به بعد ايام قليلة من إعادة انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي ، حيث قال :" واجهت تدخلاً سياسياً في فندق راقٍ بمدينة زوريخ في حضور إعلاميين أميركيين ".

وتابع :" القضاء الأميركي وصف الفيفا بأنها منظمة مافيا ، ويجب تحطيمها و إزالتها ، وبعدما وضعت &استقالتي امامهم انقلبوا في موقفهم و قالوا بأن الفيفا كان ضحية للمافيا" .

ونفى بلاتر ان يكون قد علم مسبقاً بإجتياح الشرطة الأميركية لفندق إقامته غير انه اقر بوجود علم مسبق لدى وزارة القضاء السويسري التي اخبرته بأنه ليس ضمن قائمة المتهمين .

وعن أسوأ أيام حياته ، كشف بلاتر قائلاً : "اجتياح الشرطة لمكتبي في فندق إقامتي، و رمي الدولارات خلال مؤتمري بالعاصمة لندن".

ورغم اعتراف بلاتر بأن مسؤولي "الفيفا" تحولت حياتهم و اصبحوا يعيشون في ظروف معيشية أفضل ، إلا انه استبعد ان يكون لذلك تأثير على دوافع الإطاحة به ، حيث اوعز ذلك ببقائه سنوات طويلة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم ، حيث قال :" عائلتي طلبت مني ترك الفيفا ، وقد قررت ذلك فعلاً بعد مونديال البرازيل 2014 ، إلا ان غياب البديل بعد تراجع ميشال بلاتيني عن ترشيح نفسه ، وفشل الاتحادات القارية في ترشيح ممثل لهم ، قد فرضا عليّ الاستمرار".

ولا يزال بلاتر يُصر على انه بريء من كل التهم التي نسبت إليه و يؤكد انه سيستمر في مواصلة جهوده لاثبات براءته ، حيث قال :" انا هادئ البال وأنام مرتاح البال رغم مواجهتي لبعض الصعوبات في النوم ، &بعد منعي من ممارسة أي نشاط ".&

استغرب بلاتر من اتهامه بالفساد وهو الذي ترك مليارات الدولارات في حساب اتحاد اللعبة ، مشيراً الى أن أكثر ما يؤلمه أن يتأثر افراد اسرته بمثل هذه التهم مثلما حدث مع حفيدته وزملائها في المدرسة.

وفضل بلاتر الرد بدبلوماسية عن سؤال يتعلق بشعوره بالخيانة من قبل صديقه بلاتيني ، عندما قال :" بلاتيني فضل اللجوء إلى العدالة الفرنسية لإثبات براءته ، بينما اخترت اللجوء إلى المحكمة الرياضية واتوقع ان تحل كافة المشاكل بنهاية العام الجاري".

واكد بلاتر ان مشاكل الاتحاد الدولي لا تزال قائمة رغم انتخاب رئيس جديد ممثلاً بجياني إنفانتينو ، حيث علق قائلاً :" &كرة القدم استفادت مني اكثر مما استفدت منها ، فقد كنت مبشراً للعبة بفضل الجهود التي بذلتها في سبيل تطويرها" ، نافياً في ذات السياق ان يكون "الفيفا" قد تحول إلى "مافيا" لأنه &يستحيل السيطرة على إتحاد اللعبة.

وتحدث بلاتر عن التحكيم في عهده والاتهامات التي طالت الاتحاد بوجود تلاعب ، حيث قال ": لم تكن&هناك أية توجيهات من اتحاد اللعبة لحكام المباريات لينحازوا لأي فريق" ، معترفاً بأن قضية التحكيم معقدة و لا تزال كذلك حتى الآن .

واعترف بلاتر بوجود رشاوى للحكام ، حيث قال ": انه في احدى مباريات الأندية، سمعت مسؤولا رسميا لاحد الأندية يقول لآخر هل اعطيت الظرف للحكم ؟ ليجيبه بأنه نسي" ، نافياً وجود كرات ساخنة و اخرى باردة خلال عمليات القرعة الخاصة بالمسابقات الدولية ، وأن "الفيفا" لم يلجأ إطلاقاً لمثل هذه السلوكيات.

واختتم بلاتر حديثه بأنه لا يشعر بالندم حول رأيه في البرتغالي رونالدو عندما وصفه بالقائد العسكري قبل سنوات مفضلا عليه الأرجنتيني ميسي الذي يعتبره موهبة فنية طبيعية .