تسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد الى ارجاء كل الدوريات الاوروبية الصغرى والكبرى حتى بداية الشهر القادم في محاولة من الحكومات للتصدي لانتشاره بعدما فشلت الابواب الموصدة في المهمة.

ورغم ان الارجاء حتى الان يبقى موقتا والجماهير تترقب عودة النشاط للملاعب في غضون الاسبوع الاول من شهر ابريل ولو بإجراء مباريات بدون جمهور خاصة في حال اعطت الاجراءات الاحترازية نتائج ايجابية إلا ان التخوف من الانتقال الى حالة الغاء منافسات الموسم الحالي يبقى خيارا و احتمالا قائما في حال واصل كورونا زحفه.

ويحفل تاريخ الدوريات الاوروبية بمواسم اضطر فيها المسؤولون الى وقف النشاط الكروي لمدد مختلفة حسب دواعي التوقيف التي لم تكن بينها حالات مشابهة لكورونا مما جعل التوقيف موقتا .

الدوري الانكليزي سبق له ان عرف توقيفا لنشاطه وكان ذلك في الموسم الرياضي 1962-1963 ولمدة ثلاثة اشهر والسبب تردى الاحوال الجوية بعدما عرفت انكلترا تساقط كميات كبيرة من الثلوج لفترة زمنية طويلة ادت الى انخفاض درجة الحرارة حتى بلغت 16 درجة تحت الصفر، الامر الذي ادى الى تجميد النشاط الكروي للدوري لمدة بلغت ثلاثة اشهر قبل ان تعود الامور الى طبيعتها وانتهت المنافسات بتتويج نادي ايفرتون بلقب البطولة.

الدوري الفرنسي سبق له هو الاخر ان عرف حالة الاضطراب في البرمجة والتوقف منتصف الموسم في اكثر من مرة اشهرها كانت خلال سنوات الحرب العالمية الثانية بين 1939-1945، ورغم ظروف الحرب الا ان النشاط الكروي استمر من خلال تغيير صيغة المنافسات حيث استبدل نظام البطولة الوطنية الى بطولات جهوية سواء في المناطق التي كانت تخضع للاحتلال الالماني النازي او غيرها من المناطق المحررة.

و خلال الاضطرابات السياسية التي عاشتها فرنسا في مايو عام 1968 بسبب الاضرابات و الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس الراحل شارل ديغول توقفت منافسات الدوري المحلي بسبب استحالة تنقل الاندية في ظل حركة مرور شبه متوقفة عرفتها البلاد لعدة اسابيع .

تاريخ الدوري الايطالي حافل بحالات التوقف وتعليق منافسات ولأسباب عدة، فقد توقف خلال الحرب العالمية الاولى موسما واحدا 1914-1915 وخلال الحرب العالمية الثانية توقف في الفترة بين 1943 و 1945 أي خلال موسمين قبل ان يعود نشاطه .

كما اضطر الدوري الايطالي الى توقيف نشاطه عام 1973 وتأجيل انطلاقته في الموسم 1973-1974 والسبب انتشار وباء الكوليرا في مدن جنوب البلاد واودى بحياة عشرات الاشخاص و اصابة اخرين وبسبب الكوليرا رفضت اندية التنقل الى الجنوب لإجراء مبارياتها تخوفا من عدوى الوباء القاتل على غرار جنوه امام نابولي في مسابقة كاس ايطاليا.

وتلقت ايطاليا مساعدات هامة من قبل الولايات المتحدة الاميركية جعلتها تنجح في مواجهة الوباء وعودة الحياة الى طبيعتها بما فيها منافسات الدوري الذي شهد تتويج لاتسيو روما بلقبه الاول في تاريخه.

وفي عشرية التسعينات توقفت منافسات الدوري الايطالي وكان ذلك موسم 1994-1995 ولمدة اسبوع والسبب كان وفاة احد مشجعي نادي جنوه بعد تعرضه لطعنات سكين قبل المباراة امام أي سي ميلان .

و في عام 2007 تم تعليق مباريات الدوري الايطالي مجددا و لمدة اسبوعين و لنفس السبب بعدما تعرض احد افراد الشرطة المحلية للقتل في مواجهات عنيفة بين جماهير كاتانيا وباليرمو.

الحرب العالمية اوقفت المونديال

بطولة كأس العالم لم تسلم هي الاخرى من التوقف بل من الالغاء وكان ذلك في دورتين، الاولى كان من المتوقع اجراؤها عام 1942 غير انها الغيت والفيفا لم يكن قد حدد البلد المستضيف للبطولة بعدما اندلعت الحرب في سبتمبر من العام 1939 في وقت كانت البرازيل و الارجنتين مرشحتين لاحتضان الدورة و معهما كانت المانيا النازية التي بددت احلام اقامة البطولة بعدما غزت بولندا وتسببت في اشعال فتيل نار لم تخمد إلا بعد نحو ستة اعوام.

ورغم نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 إلا ان نهائيات المونديال لم تقم الا بعد خمس سنوات حيث كانت دورة البرازيل عام 1950 في نسختها الرابعة والتي انتهت منافساتها بتتويج تاريخي لمنتخب اوروغواي.

ايبولا كاد يلغي امم افريقيا 2015

اختير المغرب من قبل الاتحاد الافريقي لاستضافة نهائيات كاس امم افريقيا لعام 2015 و قبل اشهر قليلة من الحدث شهدت بلدان افريقية انتشار وباء ايبولا الذي فتك بأرواح آلاف الاشخاص في اكثر من بلد، الامر الذي ادخل الرعب في المغرب تخوفا من دخول مشجعين لمنتخبات تلك البلدان الى المغرب حاملين الفيروس وطلب من الكاف تأجيل الدورة الى ما بعد يناير 2015 لتقام صيف نفس العام غير ان الكاف رفض وأسند تنظيم الدورة لغينيا الاستوائية التي تطوعت لهذه المهمة، بينما تعرض المغرب لعقوبة منها حرمان منتخبه في المشاركة.

وبسبب فيروس ايبولا تعالت اصوات عديدة ضغطت على الكاف لإلغاء البطولة غير ان رئيسه الكمروني عيسى حياتو اصر على تنظيمها في وقتها المحدد سلفا مستندا الى تقارير منظمة الصحة العالمية التي كان لها دور في دعم موقفه.

احتلال العراق للكويت يوقف النشاط الكروي العربي

شكل غزو العراق واحتلاله للكويت في الثاني اغسطس من العام 1990 صدمة عربية شديدة خاصة ان تداعياتها لا تزال قائمة حتى الان في المنطقة وعلى اكثر من صعيد وفي مختلف الميادين بالنظر الى خطورة ما قام به العراق .

ورغم تباين مواقف الحكومات العربية من هذا الغزو وقتها إلا انها اتخذت موقفا واحدا حيال النشاط الكروي بعدما تقرر وقف منافسات كافة المسابقات في جل البلدان العربية خاصة في فترة ذروة الازمة بين منتصف شهر يناير و نهاية فبراير 1991 والتي عرفت تدخلا عسكريا دوليا لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

ولم يقتصر توقيف الدوريات على البلدان الخليجية بل حتى البلدان العربية في افريقيا على غرار مصر والجزائر والمغرب لتفادي الاستغلال السياسي لتلك المباريات.

وفي وقت عرفت الملاعب العربية مع بداية العام 1991 توقفا كانت الدوريات الاوروبية تستمر في نشاطها على الرغم من ان جيوشها كانت تحارب في الكويت.

ثورات الربيع العربي التي اندلعت مطلع العام 2011 ادت هي الاخرى الى توقيف منافسات العديد من الدوريات لفترات مختلفة حسب الظروف الامنية اطولها كانت في مصر وليبيا وايضا في تونس وحتى في بلدان لم تعرف الربيع لكنها اضطرت الى توقيف مسابقاتها المحلية.