مدريد: تعهد الهولندي رونالد كومان الأربعاء بـ"المكافحة من أجل إعادة برشلونة الى القمة"، وذلك بعد تقديمه رسميا كمدرب للفريق الكاتالوني بعقد حتى عام 2022 خلفا لكيكي سيتيين الذي أقيل من منصبه بعد الخروج المذل من ربع نهائي دوري الأبطال على يد بايرن ميونيخ الألماني (2-8).

وقال كومان من ملعب النادي الكاتالوني "كامب نو" الذي تألق فيه كلاعب، إنه "يوم سعيد. الكل يعرف ما كان برشلونة بالنسبة لي. إنه منزلي. إنه تحد ولن يكون سهلا. سيتطلب أفضل ما لدي وأنا أحب ذلك".

وكشف "لقد كان حلما وأصبح هذا الحلم حقيقة. سنكافح من أجل إعادة برشلونة الى القمة".

وقال برشلونة الأربعاء بعد يومين من إقالة سيتيين "توصل إف سي برشلونة ورونالد كومان إلى اتفاق لتولي تدريب الفريق الأول حتى 30 حزيران/يونيو 2022".

وأضاف "الهولندي لديه بالفعل خبرة كبيرة كمدرب، مع أكثر من 20 عاما على مقاعد البدلاء وثمانية ألقاب. يأتي إلى نادي برشلونة بعد أن خاض تجارب تدريبية في الدوري الإنكليزي الممتاز، الدوري الإسباني، الدوري الهولندي والدوري البرتغالي، بالإضافة الى تدريبه للمنتخب الهولندي" الذي يشرف على تدريبه كومان منذ 2018 وكان من المقرر أن يقوده حتى مونديال 2022 في قطر.

من جهته، قال الاتحاد الهولندي للعبة في بيان له الأربعاء "رونالد كومان يترك منصبه مدربا للمنتخب الهولندي. سيبدأ المدرب البالغ من العمر 57 عامًا الاشراف على نادي برشلونة. كان كومان موظفا (في الاتحاد الهولندي) منذ شباط/فبراير 2018، وقد لعب المنتخب البرتقالي بإشرافه 20 مباراة".

وأضاف أن كومان الذي كان مقررا أن يقود المنتخب البرتقالي في كأس أوروبا 2020 التي تأجلت إلى العام المقبل بسبب فيروس كورونا المستجد، سيترك مكانه لمساعده دوايت لودويغز الذي سيصبح مدربا أساسيا بانتظار تعيين الاتحاد لمدرب جديد على رأس المنتخب الوطني.

وتوجه كومان في بيان الاتحاد الهولندي بالشكر للأخير، قائلا "لقد كان شرفا لي أن أكون المدرب الوطني لهولندا. لمدة عامين ونصف، فعلت كل شيء للنجاح مع المنتخب البرتقالي. عندما أنظر إلى الوراء، أنا فخور بما حققناه معا خلال هذه الفترة. أنا متأكد من أن المنتخب الهولندي له مستقبل مشرق".

وبات كومان الهولندي الخامس الذي يشرف على تدريب برشلونة، بعد رينوس ميتشلز (1971-1975 و1976-1978)، يوهان كوريف (1988-1996)، لويس فان غال (1997-2000 وأيار/مايو 2002 حتى كانون الثاني/يناير 2003) وفرانك رايكارد (2003-2008).

ويعود كومان الى الفريق الذي تألق في صفوفه كلاعب بين 1989 و1995 وساهم في قيادته لاحراز لقب الدوري الإسباني اربع مرات متتالية بين 1991 و1994 خلال حقبة "فريق الأحلام" باشراف مواطنه الراحل كرويف. كما لعب دورا أساسيا في نيله لقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا) عام 1992 بتسجيله هدف المباراة الوحيد في النهائي ضد سمبدوريا الإيطالي من ركلة حرة.

وخاض كومان بالمجمل 264 مباراة بقميص "بلاوغرانا"، سجل خلالها 88 من الأهداف الـ253 في مجمل مسيرته الاحترافية التي دخل خلالها التاريخ كأفضل مدافع هداف.

وسبق للهولندي أن عاد الى "كامب نو" بعد اعتزاله اللاعب بقميص فيينورد عام 1997، وذلك باستلامه مهمة مساعد المدرب مواطنه لويس فان غال بين 1998 و2000.

"إذا كانت هناك حاجة للقرارات، فسنفعل ذلك"

بالنسبة لرئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو الذي وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد أن خرج الفريق من الموسم خالي الوفاض إن كان محليا أو قاريا، فـ "كان مكتوبا، بأن ذات يوم سيصبح رونالد كومان مدربا لبرشلونة. والوقت حان لذلك".

ومن المؤكد أن كومان كان يفضل المجيء في وضع أفضل لكنه "وقعت، أنا مدرب برشلونة وسنعمل بدءا من الآن. يجب إجراء تغييرات. الصورة التي رأيناها في ذلك اليوم (ضد بايرن ميونيخ) ليست الصورة التي نريد العودة اليها، ليس أنا، ولا اللاعبين، الإداريين، المشجعين أو أي كان".

وقال كومان إنه سيلتزم بأسلوبه الهولندي الذي يعتمد على الاستحواذ بشكل خاص، من أجل الحفاظ على تقاليد النادي، لكنه رفض تأكيد ما يشاع عن إمكانية التخلي عن لاعبين مثل الأوروغوياني لويس سواريز وسيرجيو بوسكتس وجوردي ألبا.

وشدد "إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ قرارات، فسنفعل ذلك. اللاعب الذي يبلغ من العمر 31 و32 عاما، لم ينته بعد. الأمر كله يتعلق بمدى تعطشه ليكون في هذا النادي واعطاء أقصى ما لديه".

وتأكد هذا الموسم أن قوة الفريق مرتبطة وحسب بالأداء الذي يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، رغم أن أحدا ليس باستطاعته وحيدا قيادة فريق الى المجد بغض النظر عن عظمته وقدراته.

الاعتماد حصرا على ميسي كان له ثمنه أمام فريق لا يرحم مثل بايرن في أوج عطائه كشف النقاب عن نقاط ضعف النادي الكاتالوني، وأبرزها التقدم بالعمر، وهذا ما كان يحذر منه النجم الأرجنتيني طوال الفترة الماضية.

تذمر الأرجنتيني من تقدم الفريق بالعمر في كانون الثاني/يناير الماضي، ثم كرر الأمر في تموز/يوليو حين تنازل برشلونة عن لقب الدوري المحلي لصالح ريال، داعيا الى "القيام بعملية نقد ذاتي تبدأ من اللاعبين، لكن عملية نقد ذاتي شاملة...".

ونهاية المشوار القاري بهذه الطريقة ستدفع الإدارة الى التفكير بالتجديد، لاسيما في ظل تقدم اللاعبين بالعمر، على غرار جيرار بيكيه (33 عاما) وسواريز (33 أيضا) وبوسكتس (31) وألبا (31)، على أمل التمكن من الاحتفاظ أيضا بميسي وسط التقارير التي تتحدث عن رغبته بالرحيل وعدم تجديد عقده الذي ينتهي في صيف 2021.