ميزانو ادرياتيكو: كأستاذ مدرسة كرس حياته من أجل بناء جيل المستقبل، كان أسطورة الدراجات النارية الإيطالي فالنتينو روسي، الملقب بـ"الدكتور"، فخورا كل الفخر بمشاهدة تلامذة أكاديميته يتألقون الأحد في جائزة سان مارينو الكبرى للدرجات النارية.

وعلى رغم أعوامه الـ41 وموسمه الخامس والعشرين من مسيرة أسطورية بدأت عام 1996 في الفئة الصغرى 125 سنتم مكعب في طريقه لإحراز تسعة ألقاب، بينها سبعة في الفئة الكبرى موتو جي بي، أثبت روسي الأحد على حلبة ميزانو التي استضافت المرحلة السادسة من بطولة هذا الموسم، أنه ما زال قادرا على المنافسة بقوة من أجل الصعود لمنصة التتويج.

اكتفى الإيطالي في نهاية المطاف بالمركز الرابع بعد أن تم تجاوزه في اللفة الأخيرة من سباق الأحد، إلا أن فرحته كانت كبيرة لأن المركزين الأولين ذهبا لصالح تلميذي أكاديمية "في آر 46" التي تحمل اسمه ورقمه، وهما مواطناه فرانكو موربيديلي (ياماها) وفرانشيسكو بانيايا (دوكاتي).

والأمر الوحيد الذي تأسف عليه دراج ياماها بعد تفريطه بفرصة الصعود الى منصة التتويج هو أنه "لو تمكنت من تشاركها (المنصة) مع فرانكو و+بيكو+ لكان ذلك مذهلا".

يوم الأحد في ميزانو التي تبعد بضعة كيلومترات عن مزرعة روسي في تافوليا، حمل نكهة خاصة إضافية للأسطورة الإيطالية ليس بسبب نيل موربيديلي وبانايا المركزين الأول في فئة موتو جي بي وحسب، بل لأن خريجين آخرين من الأكاديمية أخوه غير الشقيق لوكا ماريني وماركو بيتزيكي نالا المركزين الأولين أيضا في الفئة الوسطى موتو 2.

وعلق روسي على ذلك بالقول "كان سباق موتو 2 لحظة لا تنسى أيضا حتى لو كان من الصعب دائما رؤية اثنين من دراجَيّك يتنافسان وجها لوجه".

بعيدا عن التنافس على الحلبة، هناك في المرآب علاقة ود وصداقة حميمة بين كل من موربيديلي (25 عاما) وبانيايا (23 عاما) وماريني (21 عاما) وبيتزيكي (21 أيضا)، ويبدو حتى أنهم قادمون للاستمتاع بالسباقات بقدر رغبتهم بالفوز.

ورغم تدفق المشاعر بعد تحقيقه الفوز الأول على الإطلاق في فئة موتو جي بي التي بدأ مشواره فيها عام 2018 بعد تتويجه بلقب موتو 2، لم ينس موربيديلي فضل روسي عليه، قائلا "أريد أن أشكر الجميع وأولهم +فالي+. أنا مدين له بكل شيء. أن تتاح لي الفرصة للتنافس معه، فهذه نعمة".

وأضاف "لكني أردت حقا التغلب عليه لكي أظهر له أنه قام بالخيار الصحيح حين وضع ثقته بي".

خلال جائزة إسبانيا في نهاية تموز/يوليو والتي شهدت أداء متميزا لتلامذة روسي في موتو 2 وموتو 3، وحتى لـ"الدكتور" نفسه بنيله المركز الثالث في الفئة الكبرى، أعرب الإيطالي عن "فخري الكبير بشباني لأنه تربطنا علاقة رائعة. هم لا يستسلمون أبدا والتواجد معهم يجعلني أقل تقدما في العمر، أو لنقل أصغر سناً".

- الخصومة الإيطالية-الإسبانية -

وعلى الرغم من أن لقبه الأخير يعود الى عام 2009 وفوز الأخير الى جائزة هولندا عام 2017، يرفض روسي التنحي وما زال واثقا من قدرته على المنافسة والصعود الى منصة التتويج.

كل ذلك يساهم في تعزيز أسطورته وحقيقة أن مدرجات سباقات موتو جي بي لا تزال مزينة باللون الأصفر الفاتح، لون الإيطالي.

لكن كان لا بد لمشجعيه أن يفسحوا المجال خلال الأعوام العشرة الماضية الى اللون البرتقالي، لون الإسباني مارك ماركيز، ابن الـ24 عاما الذي توج باللقب العالمي ست مرات منذ 2013، بينها أربع في المواسم الأربعة الماضية.

ويتخلف ماركيز بفارق لقب واحد عن الأسطورة الإيطالية، لكنه لم يسجل أي نقطة هذا الموسم بعد تعرضه لكسر في ذراعه خلال السباق الأول على حلبة خيريز في إسبانيا.

وخلافا لعلاقته المميزة بتلامذته، يشوب التوتر العلاقة بين "الدكتور" وماركيز وذلك في إطار الأجواء التنافسية العامة بين الإيطاليين والإسبان في عالم الدراجات النارية.

وقد فشل روسي الأحد في الصعود الى منصة التتويج للمرة المئتين في مشواره ضمن الفئة الكبرى بسبب دراج إسباني هو الشاب جوان مير (23 عاما) الذي خطف المركز الثالث من الإيطالي في الأمتار الأخيرة من السباق.

وفي وجه الصراع الإيطالي-الإسباني، برز الى الساحة في الموسمين الأخيرين الفرنسي فابيو كوارتارارو (ياماها) الذي كان متصدرا للترتيب العام حتى جائزة سان مارينو نتيجة فوزه بالسباقين الأولين، قبل أن يتنازل عن المركز الأول للإيطالي الآخر أندريا دوفيتسيوزو (دوكاتي) بعد انسحابه من السباق.

من المؤكد أن الوجود الفرنسي على حلبات الدراجات النارية لا يهدد الهيمنة الإيطالية-الإسبانية لأن هناك دراج آخر فقط الى جانب كوارتارارو في الفئة الكبرى وهو يوهان زاركو، في حين لا يوجد أي فرنسي في فئتي موتو 2 وموتو 3.

ولدى سؤاله عما إذا كان يرغب بالسير في يوم من الأيام على خطى روسي وإنشاء أكاديمية لتخريج دراجين فرنسيين، أجاب زاركو أنه يستبعد ذلك، متوجها بالتهنئة الى أكاديمية "في آر 46".

ورأى الدراج الفرنسي أنه "لن أكسب ما يكفي من المال لإنشاء إمبراطورية مثل +في آر 46+، لاسيما طالما أني مقيم في فرنسا".