قصيدة من التراث الشعبي لقبائل أفريقيا الوسطى
ترجمة: حكمت الحاج

ذهب الأب والإبن إلى الغابة لكي ينصبا فخاخا
فوصلا إلى طريق سالكة جدا
قال الإبن أريد أن أنصب فخاخا هنا
أجابه الأب ليس هذا بالشئ الجيد
هذه الطريق للناس
قال الإبن ومع ذلك سأنصبها هنا
ونصب الإبن فخاخه في ذلك المكان
الإبن في اليوم التالي كان أخو أمه قد وقع في الفخ
فصاح يا أبي هنالك حيوان
وصاح الأب أي حيوان
أجاب الإبن إنه أخو أمي
قال الأب ألم أقل لك
الآن تطلق سراح أخي أمك
ولا تنصب فخا في هذا المكان ثانية
ولكن الإبن لم يسمع كلام أبيه
فنصب فخا من جديد في نفس المكان
في اليوم التالي
وجد الإبن أبا أبيه واقعا في الفخ
في اليوم الثالث وجد أمه واقعة في الفخ
في اليوم الخامس
وجد الإبن الطريق نفسها وقد وقعت في الفخ
قال له الأب دعها تذهب لحال سبيلها
إذا لم تفرج عن الطريق
فنحن لن نعرف كيف نعود إلى القرية
ولكن الإبن لا يطيع أباه
أخذ الإبن الطريق ولفها وأدخلها في كيس
وحمل الكيس على ظهره
ولكن عندما أراد أن يرجع مع أبيه إلى القرية
لم يريا أمامهما إلا الأدغال
وهكذا تاها وأضاعا القرية
أخيرا
رمى الإبن الكيس على الأرض
فخرجت الطريق على الفور من الكيس
وركضت باتجاه القرية
وركض الأب وراءها
وركض الإبن وراءه
وفي القرية
أمسك الإبن بالطريق من جديد
وقال الناس الآن الطريق ملك للإبن
لأنه قد قبض عليها
وقال الإبن
نعم وهو كذلك
هذه الطريق طريقي
ولا يحق لأحد أن يمشي عليها
وفعلا لم يعد أحد يمشي على تلك الطريق
وحزنت الطريق كثيرا
واكتأبت
وفي الأخير
توفيت الطريق من المرارة.