ياسر حماية من القاهرة : ظاهرة جديدة على مجتمعاتنا العربية بدأت تظهر بوضوح وبشكل مثير جدًا وهي ظاهرة الأوتو ستوب، تلك الظاهرة التي تعد في المجتمعات الغربية شيئًا عاديًا جدًا وأمرًا مألوفًا للجميع، لكنها للأسف وعلى الرغم من وجودها بكثرة في مجتمعنا العربي لم تلاقِ أي قبول نظرًا للمخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها مستخدموها، كما أن الكثيرين يعتبرون مستخدمي الأتو ستوب ليسوا محل ثقة في غالب الأحوال .
والأوتوستوب بشكل مبسط AUTOSTOP) ) يعني بأنك إذا كنت في طريقك لأي مكان ولم يكن معك المال الكافي للذهاب أو تعطلت سيارتك في الطريق ، فيمكنك بكل سهولة أن تقف وتشير بيدك في الاتجاه الذي تريد أن تسلكه، هنا سوف تجد سيارة تقف ويسألك قائدها عن إتجاه طريقك، فإذا كان في الاتجاه نفسه سوف تركب معه ويصحبك إليه، وفي حينها يمكنك فقط أن تقول له شكرًا، هذا ما يحدث في الغرب. لكن عندنا قد يكون الأمر مختلف فقد يكون الهدف من البداية عذريًا، كأن يكون الدافع توفير نفقات المواصلات لكن في غالب الأحيان يكون الهدف شريرًا، إلا أنه أسلوب متطور تلجأ إليه بائعات الهوى واللصوص من أجل اصطياد ضحية جديدة .
على الرغم مما سبق، فإن بعضهم يرى في ظاهرة الأوتوستوب وسيلة لإيجاد رفيق درب يسايره ويسليه خلال مشواره، لاسيما إذا كانت الرحلة طويلة ولا يوجد من يخفف عنه طول الطريق .
محمد صلاح طالب في جامعة القاهرة ndash;أحد المؤيدين لهذه الفكرة - يقول للأسف إن ثقافة الأوتوستوب غير منتشرة في مصر بصورة واضحة مع أننا أكثر شعب يحتاج إليها بسبب سوء الأحوال الاقتصادية كما أنها من منظور ديني هي فكرة مقبولة، بل ومستحسن إتباعها لأنها فيها تعميق لروح التعاون ومساعدة الآخرين على الرغم من أنها أحد الأفكار المستوردة من الغرب، إلا أنها في الأصل تحمل طابعًا إسلاميًا لكن للأسف ونظرًا للمخاطرة الكبيرة التي قد يتعرض لها بعضهم جراء توصيل أشخاص غرباء، يرفض الكثيرون من أصحاب السيارات التوقف لاصطحاب أحد من على الطرق.
وعن تجاربه الشخصية مع هذه الظاهرة قال محمد صلاح لقد جربتها مرة في طريق الإسكندرية عندما أردت توفير بعض النفقات ووقفت بعض الوقت على الطريق السريع , محاولاً أن أجذب انتباه سائقي السيارات المتجهة إلى الإسكندرية، وعلى الرغم من عدم استجابة الكثيرين إلا أنني في النهاية وبعد فترة طويلة نجحت في أن احصل على توصيلة مجانية والمدهش أن صاحب السيارة الذي وافق على توصيلي رفض أن يتركني إلا في المكان الذي كنت متوجهاً إليه على الرغم من انه كان في طريق مخالف لطريقي.
نهي ناجي طالبة في جامعة حلون لها وجهة نظر تبدو غريبة بعض الشيء في حد ذاتها، فهي تتساءل لماذا لا يقوم أصحاب السيارات بالمرور مثلا على محطات الأتوبيس واصطحاب فرد أو إثنين في طريق عودته للبيت، فمنها يرحم إنسان من مشقة انتظار المواصلات العامة ومنها يكتسب بعض الحسنات .
نهى تروي تجربتها مع الأوتوستوب , مؤكدةً أنها تعتمد عليها غالبا في السفر خاصة وأنها كونت وبعض صديقاتها مجموعة أطلقوا عليها إسم فتيات الأوتوستوب , وهي المجموعة التي تهدف إلى زيارة أي مكان في مصر بتكاليف بسيطة جدا وهو ما يحققه توفير ثمن المواصلات الذي يعد أحد الأمور التي تستنزف ميزانية أي رحلة وبالتالي لجأت هي وصديقاتها لابتكار فكرة الحصول على توصيلة مجانية خلال رحلاتهن
وحول الخطورة التي قد يتعرضن لها جراء ركوب سيارات مع غرباء قالت نهى الخطورة موجودة في كل مكان وزمان ونحن نكون مجموعة ولدينا القدرة على حماية أنفسنا كما أننا عادة ما نرفض الركوب مع بعض الأشخاص إذا شعرنا بقلق أو ريبة من صاحب السيارة .
(مخاطرة مشبوه)
على عكس رأي نهى، ناجي جاء رأى منار صبري خريجة جامعية والتي أكدت أن أي بنت محترمة لا يمكن لها أن تركب مع شخص غريب كما أنه من المؤسف أن نجد في مجتمعاتنا العربية بنات لديهن الجرأة على استيقاف أصحاب السيارات في الطرقات
منار أكدت أن ما يحدث أمرًا مستفزًا ومثيرًا للدهشة وللأسف الشديد لولا أنها لا تريد أن تسيء الظن بالآخرين، لقالت إن من يفعلن هذه الطريقة مشكوك في سلوكهن الأخلاقي، وإلا فمن يضمن لي أو لهن سلوك ذلك الشخص الذي سوف أركب بصحبته في الطريق خاصة أن هذه الطرق غالباً ما تكون في طرق السفر الطويلة التي تفتقد لعناصر الأمن والأمان
وتضيف إيناس نبيل طالبة .. بما أن الناس أصبحوا سيئي النية إذن سوف تظل هناك بعض المشاكل إذا استمر الأوتوستوب في مصر وكل الناس عملت به، فمثلا إذا توقف شاب لفتاة سوف يفتح على نفسه وعلي الفتاة مجال للكلام، ويظل أن تستقل الفتيات سيارات فتيات مثلهن.
ويطرح حسن نجاتي طالب مثلا آخر لفكرة هذه المجموعة , فإذا كنت مثلا على محطة الباص ووقف لي رجل بسيارة وقال 6 أكتوبر مثلا وكنت في طريقي إلى هناك فلن أذهب معه، فمن يضمن لي عودتي سالما مرة أخرى , وإذا كان من قام بهذا الفعل فتاة سوف أنظر لها نظرة سيئة وسأعتبر نواياها غير سليمة .
ويؤكد المحامي محمد عزت أن ظاهرة الأوتوستوب لم تعد تجذب المصرين عامة بعدما تحولت إلى وسيلة معتمدة ومباحة لبنات الهوى والحرامية الذين وجدوا فيها طريقة ناجحة للوصول لضحايا جدد يمكن أن يستولوا على أموالهم إما عن طريق الجنس أو السرقة
وينصح عزت سائقي السيارات بعدم الوقوف لمثل هذه النوعية من البشر لأن من ينصاع إليهم قد يعرض حياته للخطر وهو أمر يحدث في أغلب الأحيان ، وبالتالي على الجميع توخي الحذر من هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا .
التعليقات