يواصل صحافيو quot;الدستورquot; إعتصامهم أمام مقر النقابة فيما تتصاعد الأزمة مع إستقالة الصحافي محمود خيرالله.
القاهرة: دخلت أزمة جريدة quot;الدستورquot; المصريَّة منعطفًا جديدًا أمس الأربعاء، بعدما نفى الكاتب الصحافي، محمود خير الله، علاقته بالتحقيق الرئيسي المنشور في عدد أمس بعنوان quot;الجوع ينهش بطون المصريينquot; والذي يتناول تاريخ المجاعات في مصر، مؤكِّدًا أنَّه لم يقم بتسليم الموضوع لجريدة quot;الدستورquot; للنشر، ولم يعلم بنشره إلاَّ قبل صدور الجريدة بساعات قليلة.
وقال محمود خير الله لـquot;إيلافquot; إنَّ هذا الموضوع سلَّمه إلى أيمن شرف، زميله في جريدة quot;الشَّارعquot; الَّتي كانا يعملان بها سويًّا قبل أكثر من عامين، إلاَّ أنَّ شرف الذي يشغل منصب رئيس التَّحرير التنفيذي quot;للدستورquot; في الوقت الحالي نشر الموضوع في الجريدة من دون الرجوع إليه.
وأشار خير الله إلى أنَّه إعتذر عن التعاون مع جريدة quot;الدستورquot; وكتابة المقالات فيها في الوقت الحالي، بسبب أزمتها وإستمرار اعتصام الصحافيين في مقر النقابة على خلفيَّة إقالة رئيس تحريرها، إبراهيم عيسى، مؤكِّدًا رفضه الزج باسمه في الخلافات الحالية للجريدة الَّتي لا تربطه بها أيَّة صلة.
وشدَّد خير الله على أنَّ أي موضوع سيتم نشره بإسمه في الجريدة لن يكون سوى موضوعًا قديمًا سبق أنّْ سلَّمه إلى الزميل أيمن شرف في وقت سابق، مشيرًا إلى أنَّ الموضوع المنشور أمس لم يره، ولم يقم بتحديثه، أو يعرف به إلاَّ بعد أنّْ ذهبت الجريدة إلى المطبعة، الأمر الذي آثار غضبه ودفعه إلى اتخاذ الموقف السابق.
من جهته قال، أيمن شرف، رئيس التحرير التنفيذي لـquot;إيلافquot; أنَّه لا يعلم شيئًا حول هذا الموضوع وأنَّه سيتصل بالكاتب، محمود خير الله، لأنَّه لا يعتقد أنَّه قال ذلك، موضحًا أنَّه سيردُّ علينا، إلاَّ أنَّه لم يرد على اتصالاتنا فيما بعد.
ويأتي هذا في الوقت الذي لا زالت الجريدة تمر بمشاكل متعدِّدة في الإصدار اليومي، كما تراجعت مبيعاتها وعدد نسخها المطبوعة إلى الثلث منذ بداية الأزمة في مطلع الشهر الجاري، فضلاً عن إحتواء أعداد quot;الدستورquot; على مواضيع قديمة سبق نشرها في أكثر من جريدة، أو مواد منقولة من مواقع إلكترونيَّة من دون ذكر المصدر، وهو ما اتضح في الحوار المنشور قبل أيَّام مع الدكتور، يسري الجمل، وزير التَّعليم السابق والذي كتب في مضمونه 3 مرَّات أنَّ الحوار لجريدة quot;نهضة مصرquot; وليس لجريدة quot;الدستورquot; بخلاف العنوان الذي كتب يقول quot;يسري الجمل في حوار خاص لـquot;الدستورquot;.
أمَّا الصحافيون الأساسيون للجريدة فهم معتصمون في مقر نقابة الصحافيين في وسط القاهرة، ويرفضون العودة إلى العمل قبل الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في عودة الكاتب إبراهيم عيسى رئيس للتحرير، والإعلامي أحمد منصور، مع ضمان عدم تغيير السياسة التَّحريريَّة للجريدة الَّتي تعد أبرز صحيفة مصريَّة معارضة، وتعيين صحافيين كأعضاء في مجلس الإدارة.
ونفى المعتصمون أمس أنّْ يكون 75% منهم قد عاد إلى العمل في مقر الجريدة كما قال رئيس التحرير التنفيذي مساء الثلاثاء، مؤكِّدين استمرارهم في الإعتصام، وأشاروا إلى أنَّ 90% منهم مستمرون في الاعتصام.
ونظم الصحافيون وقفةً احتجاجيَّة للمرَّة الثانية مساء أمس الأربعاء أمام مقر حزب الوفد، احتجاجًا على مشاركة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب في صفقة quot;الدستورquot;.
وبدأت أزمة جريدة quot;الدستورquot; بعد انتقال ملكيتها من مؤسِّسها عصام الدين إسماعيل فهمي إلى الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، ورجل الأعمال رضا إدوارد، قبل أنّْ يقوم البدوي ببيع الصحيفة بأكملها إلى إدوارد بعد إقالة إبراهيم عيسى من منصبه بسبب ما وصفه بالمخالفات الماليَّة.
والطريف أنَّ الأزمة لم تمنع الصحافي رضوان أدم من إتمام خطوبته حيث قام بتنظيم الخطوبة خلال اعتصام الصحافيين الأسبوع الماضي.
التعليقات