بيروت: quot;لشحد حبكquot; هو عنوان الأغنية الجديدة للفنانة اللبنانية نجوى كرم، التي تعود بها للتعاون مع الملحن quot;جورج مارديروسيانquot; بعد توقف دام قرابة العقد من الزمان، وبعد أن حققا نجاحات كبيرة معاً في أغنيات مثل quot;سهرانة، وتغزل فييquot; وغيرها...
ورغم أن نجوى صرحت بأنها تعود بهذه الأغنية إلى لونها القديم quot;لحناًquot;، لكنها في الواقع لا تختلف كثيراً لجهة التوزيع والإيقاع عن أغنيات الدبكة الصاخبة الأخرى التي ملأت الساحة، وباتت موضة خلال العامين الماضيين، حتى تعبت آذاننا من كثرة الصخب المنبعث على مدار اليوم عبر الإذاعات، وكأن الأغنية اللبنانية اختزلت في الدبكة فقط.
كنا نتوقع من نجوى أن تأخذنا إلى أسلوب جديد، كما كانت تفعل في السابق حين تحلق خارج السرب بأغنيات مثل quot;عاشقةquot; مثلاً، فتحقق النجاح، وتقدم روحاً مختلفة عن السائد في الوقت نفسه
ولأنها فنانة كبيرة يفترض بها أن تخلق الموضة الفنية، لا أن تلحق بها.
لكنها على ما يبدو قررت اللحاق بالدارج، واستثمار نجاح هذه الأغنيات الراقصة التي تجد شعبية كبيرة في الأعراس، والحفلات، وباستخدام كلمات أو أفكار تستفز المستمع،بشكل يوحي بأنها تبحث عن النجاح quot;بأي ثمنquot;، في زمن بات النجاح فيه من أصعب ما يكون.
بين الجرأة المستهجنة والجرأة المحببة
في أغنية quot;خليني شوفك بالليلquot; كانت مثيرة للجدل لجرأة الطرح، لكن كلمات الأغنيةلم تكن نافرة، ولم تستخدم لفظاً مبتذلاً، أو تعبيراً مستهجناً،وإنما قدمت جرأة محببة، سبق وطرحت في أغنيات لعباقرة الفن، ففيروز مثلاً غنت quot;إمي نامت عَ بكير... وسكر بيي البوابة ... وأنا هربت من الشباك ... إلخquot;، وفي حينها أشدنا بجرأة الطرح، وكملته بصورة مشهدية جميلة ومختلفة مع المخرج يحيا سعادة، واعتقدنا بأنها وضعت قدمها على الطريق الصحيح للتجديد، ونجحت الأغنية عند المستمع، ولاقت شعبية واسعة.
لاحقاً أرادت نجوى أن تتطرف في إثارة الجدل، فقبلت أن تغني أهزوجة quot;بالروح بالدمquot; التي اعتادت أن تهتف بها الشعوب العربية المسحوقة لدكتاتوريها، موجهة إياها لحبيبها، وهي أبعد ما تكون عن الرومانسية معنى ومشهدية، فوجد المخرج فادي حداد مخرجاً، وبرر المعنىبتقديمها عاشقة لجندي في الجيش.
لكن جديدها هذه المرة تقول في مطلعه quot;أنا لشحد حبك من عند الله شحادة .... أنا لعبد حبك من بعد الله عبادةquot; ... جملة في شطرها الأول تحمل معنى مستهجناً، والشطر الثاني لا معنى له، مجرد صف كلام ليخدم القافية.
فما معنى أن نشحد محبة الحبيب من عند الله ... لم تجد تعبيراً أنسب لفظاً ومعنى؟
وفي الشطر الثاني لم نفهم كيف quot;يعبد الحبquot; ... وما معنى أن تقول quot;لعبد حبك من بعد الله عبادةquot;؟
هذه الجملة إستوقفت كثر من محبي نجوى الذين لم يفهموا كيف وافقت على غنائها، ففيها امتهان لمعنى الحب،ولشكل العلاقة بين الحبيبين، وماهيتها،فأن يصل الأمر بالشخص لأن يشحد حب الطرف الآخر quot;شحادةquot; أمر مستهجن وغير مقبول، الضعف في الحب موجود نعم، لكن التعبير عنه يفترض أن يكون بالفاظ أكثر رقياً وشاعرية.
نجوى التي غنت quot;سهرانة ... ورفيقي المدىquot;، أو quot;تغزل فييquot; كانت تعرف كيف تنتقي كلمات أغانيها جيداً، فتمس قلب المستمع قبل أذنه، نجوى التي غنت quot;لا تبكي يا ورود الدارquot; ليس من المقبول أن تغني quot;لشحد حبك شحادةquot; ... وأعذار من نوع:الجمهور عايز كدة، وشكل الحب تغير، والزمن اختلف، وأسلوب التعبيرولغة العصر اختلفت،أعذار واهية لم تعد تقنعنا ولا نقبلها، خصوصاً من quot;الكبارquot;.
ولا نعتقد بأنها لو غيرت هذه الجملة لأخرى أرقى تعبيراً كانت ستخسر الكثير، فالموال الذي تبدأ به الأغنية جميل، واللحن فيه رومانسية محسوسة، خصوصاً في المقطع الذي تقول فيه quot; أنا بتنفس غرامquot; لكنها قتلتها، عندما أغرقتها بكل هذا الصخب عند توزيعها موسيقياً.
وتمنينا لو قدمت لنا أغنية مصممة لأذاننا، وليس لأقدامنا، وكانت فعلاً حينها ستذكرنا بنجوى في عز نجاحاتها ومجدها. فعناصر النجاح كلها كانت موجودة لكن أسيء خلطها.
المنتظر من نجوى مختلف
هذا لا يعني حكماً بأن الأغنية بشكلها الحالي لن تنجح تجارياً، لكن ما أردنا قوله إن quot;نجوى كرمquot; ليست quot;فارس كرمquot;، ولا محمد اسكندر، والمنتظر منها quot;مختلفquot; عن المنتظر منهما،على الأقل لمن يحبها فعلاً.
فقدت الأمل بعودتها إلى روتانا
على صعيد آخر تعلن نجوى للمرة الأولى وصراحة، أن هذا العمل من إنتاجها وليس إنتاج روتانا، بعد أن كانت طيلة العامين الماضيين تدفع من جيبها على أمل أن تسدد روتانا لاحقاً، وتسرب للصحافة هذه المعلومات، فتكتب الصحف لتحرج روتانا، لكن تعود نجوى لتضع لوغو روتانا على أعمالها، فتحرج من كتب، لتبرهن للشركة عن وفائها وولائها، واستمرت اللعبة، أملاً في الضغط لتحصيل الحقوق بعد أن تنهض روتانا من أزمتها، ولكن يبدو أن روتانا تقع أكثر فأكثر، ولا بوادر لنهوض قريب. وفي ظل عدم وجود بديل على الساحة كان لا بد من الإنتاج الخاص.
نجوى اشتكت علانية في لقاء لها مع إذاعة quot;ميلوديquot; التابعة للشركة المنافسة لشركة إنتاجها، بأن هناك مماطلة غير مقبولة من طرف روتانا، في تجديد العقد تهدف إلى كسب الوقت، وهذه المماطلة لا تناسبها، فالحلول موجودة، وبإمكان الطرف الثاني أن يأخذ بها، لكنه يسعى لفرض ما يناسبه فقط، ولكنها كعادتها أبقت على حبل الود بالقولquot;روتانا بيتي ... لكن أنا خارج سربهمquot;.
استمع لجديد نجوى quot;لشحد حبكquot;
كلمات عادل رفول، الحان جورج مارديروسيان، توزيع طوني عنقه
التعليقات