عادت quot;بهيجة رحالquot; مطربة الحوزي الجزائريَّة، لتتصدر الواجهة الفنيَّة في بلادها مجدَّدًا، من خلال إصدار مزدوج أهدت من خلاله نصوص أعمالها الكاملة لعشَّاق النوبة المغاربيَّة الأندلسيَّة، كما سلَّط الكتاب الثاني الضوء على مسيرة بهيجة الَّتي كرَّست حياتها لخدمة التراث الموسيقي الأندلسي.


الجزائر: تضمّن مصنّف quot;بهجة النفوس في بهاء جنات الأندلسquot; الذي ألفه quot;سعدان بن بابا عليquot; الباحث الجزائري في الموسيقى الأندلسيَّة بالتعاون مع بهيجة رحَّال، حصيلة لمختلف روائع نجمة النوبة المغاربيَّة، فضلاً عن قرص مضغوط سمعي وآخر بصري، ويمكن لقارئ الكتاب تتبُّع المسار الشعري والغنائي لبهيجة وما يتصل بجماليات أدائها لسائر أزجال النوبة المغاربيَّة الأندلسيَّة.

كما أسهب كتاب quot;العشق والمرأة والحدائق في الموشحات الأندلسيَّةquot;، وهو الشق الثاني للمصنَّف، في تصوير المرأة في الموشحات الأندلسيَّة وعلاقتها بجمال الطبيعة، في وقت احتوى المصنَّف أيضًا على تراجمات بالفرنسيَّة لما لا يقلّ عن مئتي قصيدة أندلسيَّة لبهيجة، حيث جرى انتقاء الكم المذكور من مجموع 650 قصيدة تفننت بهيجة في الشدو بها على مدار الخمسة عشر سنة المنقضية.

وعلى هامش حفل توقيع الكتاب، أوضحت بهيجة لـquot;إيلافquot;، أنّها إشتغلت على الموسيقى والتسجيل والحفلات، بينما اعتنى سعدان بالتحليل والترجمة، مع الإشارة إلى أنَّ بهيجة وسعدان سبق لهما التعاون في تجربة أولى حملت مسمى quot;القلم والصوت والريشةquot; قبل سنتين.

من جهته، قال سعدان بن بابا علي لـquot;إيلافquot; إنَّه اختار مضمون كتابه بالتنسيق مع بهيجة، في وقت أوضحت الأخيرة:quot;فكرة إعداد كتاب بهذا الحجم ظلت وليدة تفكير عميق منذ العام 2007، حيث عملت مع سعدان والفنان التشكيلي quot;ناجي حامةquot;، على تلبية تطلعات الهائمين بالفن الأندلسي والاستجابة لمطالبات كثيرة ليس في الجزائر والمنطقة المغاربيَّة فحسب، بل في الوطن العربي وأوروبا أيضًاquot;.

وترى صاحبة التسعة عشر ألبومًا، أنَّ جمع أعمالها وتيسير الإطلاع عليها إلى غير العرب، سيمكِّن من التحول إلى مرحلة جديدة تسمح بنقل وترقية التراث الموسيقي الأندلسي، مبرزةً حرصها من خلال الإصدار المزدوج على تقديم ومضة بيداغوجيَّة تعين على تعليم هذا الفن بشكل أكثر مرونة وفعالية، علمًا أنَّ بهيجة تواظب منذ سنة 2000، على تقديم دروس في الموسيقى الأندلسيَّة للأطفال بباريس.

وسبق لسيِّدة الطرب الأندلسي الَّتي غنت لابن زيدون وولاَّدة بنت المستكفي، أن طالبت بتدوين فن quot;النوبةquot;، مبديةً انزعاجها إزاء ما سمته quot;الواقع المؤسفquot; للأغنية الأندلسيَّة في بلادها، خلافًا لما يشهده كل من المغرب وتونس من حراك.

وأبدت من تلقب بـquot;سفيرة النوبة الأندلسيَّةquot;، معارضتها لطريقة الحفظ المعتمدة حاليًا من ممارسي الغناء الأندلسي، حيث جزمت إنَّ هذه الطريقة تتناقض مع التعلم الصحيح لأساسيات أي نوع موسيقي، متصوِّرةً أنَّ ذلك سيٌفقد مع مر الوقت الكثير من خصوصيات النوبة، كما جزمت ببطلان النظريَّة القائلة بـquot;رجاليَّةquot; النوبة الأندلسيَّة، مشيرةً إلى أنَّ رواة التّاريخ يذكرون أنَّ النساء كنَّ السبَّاقات للتتلمذ على يد زرياب.

يُشار إلى أنَّ بهيجة اشتهرت كثيرًا بشاعريتها الَّتي عنت طعمًا خاصًا لاستخباراتها سيما مع مزاوجتها بين الموشحات والأزجال، وكانت لبهيجة تجارب متفردة مع الجوقين التونسي والمغربي.