بالتزامن مع صدور ألبوم الفنانة وردة الجزائرية quot;اللي ضاع من عمريquot; سألت إيلاف قراءها في إستفتاء فنون الأسبوعي عن رأيهم بالألبوم الجديد، فكان جواب ما نسبته 48.78% من المشاركين في التصويت أنهم لم يستمعوا اليه بعد، وتساوى عدد الذين أحبوه مع عدد الذين لم يحبوه، بينما رأى نقاد أنها لم توفق في إختياراتها وعليها مراجعة نفسها، وطالبها آخرون بالإعتزال للحفاظ على رصيدها الكبير في أذهان الناس.


القاهرة: شكلت الفنانة وردة الجزائرية حالة خاصة، وإعتبرتها فنانات كثيرات من الأجيال التي تلت جيلها quot;مدرسة فنيةquot; تتلمذن على أسلوبها الغنائي، وجددن لها عشرات الأغنيات التي حفل بها أرشيفها.
وكانت وردة من القلائل من فناني الزمن الجميل الذين تمكنوا من الصمود أمام موجة الأغنية الشبابية التي إجتاحت الوسط الفني في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي، فحققت نجاحاً باهراً بأغنيات مثل quot;بتونس بيكquot; و quot;حرمت أحبكquot;وغيرها.
لكنها عادت وإبتعدت لبضع سنوات قبل أن تعود بمسلسل quot;آن الأوانquot; وتصدر أغنياته في البوم لم يحققا لها النجاح المرجو، ثم غابت لبضع سنوات أخرى وعادت الينا مؤخراً بألبوم جديد من إنتاج شركة روتانا بعنوان quot;اللي ضاع من عمريquot;.
إيلاف سألت قراءها عن رأيهم بالعمل الجديد فكان جواب ما نسبته 48.78% من المشاركين في التصويت أنهم لم يستمعوا للالبوم بعد، بينما تساوى عدد القراء الذين لم يعجبهم والذين وصفوه بالممتاز فكانت نسبة كل منهم 20.45%، وأفاد 10.32% منهم بأن مستوى الألبوم متوسط. فيما إنتقد خبراء العمل مؤكدين على ان أغاني وردة القديمة هي التي ستبقى في أذهان الجمهور.
الملحن المصري حلمي بكر يرى أن معيار نجاح أي ألبوم بلغة السوق هو نسبة ما يحققه من مبيعات، وهو ما لم يتحقق في البوم quot;اللي ضاع من عمريquot; فهو لم ينجح في تصدر قوائم الألبومات الأكثر مبيعاً، بالإضافة الى أن الألبوم على المستوي الفني كان ضعيفاً بشكل عام، ولا يليق بتاريخ الفنانة الجزائرية.
وأضاف أن وردة لديها خبرة طويلة في مجال الغناء وأن عمرها الفني الطويل كان يؤهلها لاختيار أغاني أفضل من ذلك بكثير، لافتاً الى أن من تعاملت معهم في هذا الألبوم لم يتمكنوا من فهم شخصيتها الغنائية، ليخرجوا أفضل ما لديها، وكان عليها أن تتعامل مع من يمتلكون خبرات تلائم صوتها وموهبتها.
وأكد على انه عندما استمع الى الالبوم لم يجد وردة التي عرفها سوى في أغنية أو إثنين فحسب لافتاً الى ان كلمات الأغاني لم تكن ملائمة لها.
ولفت الى أن الاغاني مشكلتها أن معناها واحد وهي المشاعر الرقيقة والتي لا تناسب المرحلة العمرية التي تعيشها وردة، ومن ثم كان عليها ان تقدم أغاني تلائمها مشيراً الي ان الحديث عن خطط للتحضير في الالبوم لفترة طويلة امر لم يظهر في النتيجة.
واتفق معه في الرأي الناقد الغنائي أشرف عبد المنعم الذي أكد على ان الإمكانيات الصوتية للفنانة ورده تراجعت كثيراً، فوردة التي قدمت أغاني خالدة في الموسيقي العربية منها quot;حكايتي مع الزمانquot; ليست وردة التي استمع اليها في الالبوم بسبب علامات التقدم في العمر التي ظهرت بوضوح على صوتها.
وأشار عبد المنعم الى ان الفنان عندما يصل الى مرحلة عمرية معينة يجب عليه الاعتزال كما فعلت ليلي مراد، والتي حافظت على صورتها وصوتها في ذاكرة الجمهور.
موضحا ان هناك فنانين لا يظهر التغيير الكبير في صوتهم مع تقدمهم بالعمر كما حدث مع أم كلثوم، وشادية، فالأولي ظلت تغني حتى آخر يوم في حياتها والثانية إعتزلت وهي لا تزال في مجدها.
ولفت الى أن وردة خارج المنافسة ولا يمكن وضعها في مقارنة مع أي فنان أصدر البوم في آخر العام، مشيراً الى أنها تنتمي الى جيل العمالقة من الغناء، وقدمت أغاني خالدة، وتعاملت مع كبار الملحنين، والشعراء، لكن من تعاملت معهم في هذا الالبوم اختاروا الحاناً بسيطة ربما لمعرفتهم بإمكانيات صوتها في الفترة الحالية.
وأكد على أن الالبوم يعتبر بمثابة تراجع لها لأنها لم تكن بحاجة الى إصداره من الأساس، خاصة وأنها لم توفق فيه على الإطلاق.
من جهته قال الناقد محمد خليل أن الجمهور والنقاد إنتظروا البوم وردة الجديد الذي تعود به بعد غياب نحو 10 سنوات، لكن الأمر لم يكن سوى دعاية إعلامية لها ولم نسمع صوت ورده الذي اعتدنا عليه، ويبدو انها سجلت الأغاني وهي في حالة مزاجية غير جيدة، خاصة وان علامات تقدم العمر لم تكن السبب الوحيد في تغيير نغمة صوتها.
وأشار الى أن وردة اختارت كلمات وأغاني غير موفقة لها ولسنها، بإستثناء أغنية quot;مللquot; والتي كانت موفقة فيها، لافتاً الى ان ورده بحاجة لمراجعة نفسها جيداً، ومراجعة أغانيها بشكل كبير خاصة وانها تستعد لتقديم مجموعة من الدويتوهات ويجب عليها ان تختار كلماتاً والحاناً تليق بها كفنانة.