في حوارٍ مع quot;إيلافquot; تحدَّث الفنان المصري، أشرف عبد الباقي، عن مسلسله الكارتوني الجديد quot;بني أدمين من عصر التنينquot;، وموقفه من ثورة quot;25 ينايرquot;، مؤكِّدًا أنَّ مسلسله quot;مش ألف ليلة وليلةquot; الذي عرض خلال رمضان الماضي تنبأ بالثورة لذلك قرَّر مسؤولو التلفزيون حرمان الجمهور من مشاهدته.


القاهرة: قال الفنان المصري، أشرف عبد الباقي، إنَّ مسلسله الكرتوني quot;بني أدمين من عصر التنينquot; يتناول إسقاطات سياسيَّة عن النظام السابق، مشيرًا إلى أنَّquot;مش الف ليلة وليلةquot; الذي عرض خلال رمضان الماضي كان يتنبأ بالثورة لذلك ظلم في توقيت العرض لحرمان الجمهور من مشاهدته.

وأكَّد عبد الباقي في حواره مع quot;إيلافquot; أنَّه على الرغم من قرب انتهاء التَّسجيل الصوتي للعمل، إلَّا أنَّه لا يعرف أجره، مشيرًا إلى أنَّه لم يقم بتوقيع أيَّة عقود مع الشَّركة المنتجة.

لماذا اخترت quot;بني أدمين من عصر التنينquot; لتعود به؟
قبل الثورة كان لدي أكثر من عمل كان من المفترض أنّْ أختار من بينهم وأتفاوض مع منتجيهم حول الأجر، ومن ضمنهم مسلسل تحفظَّت عليه، لكن بعد الثورة توفقت عجلة الإنتاج وفوجئت بالشَّركة المنتجة تتصل بي، وعندما حضرت إلى مقرها لمقابلتهم كانوا قد استقروا على أشكال الكرتون الَّتي سنقدِّمها وغيرها من التَّفاصيل الدقيقة، ووجدت فريق عمل مكوَّن من 20 شخصًا يعملون فيه، وعندما شاهدت كل هذه الأمور وافقت على الفور على المسلسل من دون تردد.

والأجر؟
ستضحك عندما تعلم أنني أوشكت على الإنتهاء من تسجيل الحلقات ولم أتقاضَ مليمًا واحدًا من المنتج، ولم نتفق على الأجر حتَّى الآن، ولم يتم إبرام أيَّة عقود بينا، ولكن ما شغلني هو الفرحة الَّتي وجدتها في عيون كل من تمَّ إختياره للعمل في الوقت الذي لا توجد فيه أعمال، والجميع يجلس في منزله من دون مورد دخل له.

حدثنا عن المسلسل؟
quot;بني أدمين من عصر التنينquot; ينتمي إلى نوعيَّة مسلسلات الكارتون، ويحمل إسقاطات سياسيَّة على النظام السابق، وتدور أحداثه في العصر الحجري من خلال ملك بعيد تمامًا عمَّا يحدث في المملكة الَّتي يديرها، حتَّى يسقطه شعبه، ومن بين أحداث المسلسل يردِّد شعب المملكة quot;واحد إثنين تنينو راح فينquot;.

هل تعتبر أنَّ هذا المسلسل بمثابة تعويض لك عن غيابك في رمضان المقبل؟
لست الوحيد الغائب بل غالبيَّة الفنانين، لأنَّ الإنشغال بالأوضاع السياسيَّة والمشاكل الَّتي نمرّ بها في الوقت الحالي أدَّت إلى توقف العديد من الأعمال وصعوبة تقديمها خلال العام الحالي، لذا لن تجد خلال رمضان المقبل سوى عدد محدود جدًّا من الأعمال، يكفي أننا وصلنالحد أنَّبعض الصحف في مصر باتت تملأ صفحة الفن بأخبار الفنانين العالميَّة نظرًا لحالة الركود الشديدة الَّتي نمر بها.

البعض يؤكد أنَّ أجور الفنانين هي السبب وراء قلَّة الأعمال، لاسيما مع ضعف التسويق هذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية؟
الأجور ليست المشكلة الوحيدة الَّتي تواجه الإنتاج، لكن هناك تخوف من إستمرار حالة عدم إستقرار الأوضاع، ومن ثمَّ تحقيق خسائر ماليَّة كبيرة، بالنسبة لي عرض عليَّ مسلسل بعد الثورة، ووافقت على تخفيض أجري إلى النصف والحصول عليه بعد تسويق المسلسل وليس مقدَّمًا، لكنَّه تعثر بسبب تخوف منتجه من إستمرار الوضع كما هو عليه إلى رمضان، أيضًا لا تنسى أنَّ إجراء الإنتخابات البرلمانيَّة بعد انتهاء رمضان بعدَّة أسابيع سيكون له تأثيرٌ سلبيٌّ على الدراما بخلاف تراجع الإعلانات بسبب الخسائر الَّتي تعرض لها رجال الأعمال خلال الفترة الماضية، إضافة إلى أنَّ المنتجين في السابق كانوا يعتمدون على التسويق المبكر للقنوات الفضائيَّة حيث كانوا يحصول على تكاليف الأعمال مبكرًا أمَّا الآن فهم مطالبون بدفع تكاليف تلك المسلسلات مقدَّمًا من دون أن يكونوا على علم ما إذا كانوا سينجحون في استعادة أموالهم أم لا.

هل ترى أنَّ تخوفات المنتجين في محلها؟
لو كنت منتجًا كان هذا التوقيت سيكون الأفضل بالنسبة لي في الإنتاج، لكن ستكون هناك مغامرة نسبيَّة، لأنَّ الرهان ليس مرتبطًا فقط بالإستقرار في مصر فقط، وإنَّما في مختلف البلاد العربيَّة الَّتي تشهد اضطرابات حاليًا مثل سوريا، والجزائر، وليبيا، واليمن، وغيرها.. لذا الأمر يحتاج إلى مغامرة كبيرة.

قدَّمت خلال العام الماضي مسلسل مش quot;ألف ليلة وليلةquot; ولم يأخذ حقَّه في العرض، هل..
(يقاطع) المسلسل ظلم من قبل وزير الإعلام السابق أنس الفقي، ومسؤولي التلفزيون المصري الذين قرَّروا حرمان المواطنين من مشاهدته لأنَّه كان يتنبأ بالثورة، وتمَّ عرضه في توقيت سيئ حتَّى يقال إنَّه فشل ولا يتم تسويقه بالمقابل، وذلك لأنَّ العمل كان يقدِّم إسقاطات سياسيَّةحول نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فشهرزاد كانت دائمًا ما تفتح مكتبات وتدير شؤون القصر ومسؤول العلاج على نفقة الملكة ، ووزير الصحَّة وقتها كان إسمه حاتم الجبلي، ومسؤول التعليم في المسلسل يدعي حامد إتاخد غدر، وغيرها من التَّفاصيل الَّتي تتحدَّث عن انتشار الفساد في المملكة من دون علم شهريار حتَّى يتمَّ الإطاحة به في ثورةٍ شعبيَّةٍ، على الرغم من أنَّهم ظلموا المسلسل في العرض إلَّا أنَّ الثورة قامت أيضًا.

لكنك لم تظهر في ميدان التحرير؟
لم يذهب الشعب المصري كله إلى ميدان التحرير، عندما تكون لديك أسرة وبنات تخاف عليهن لن تفكر سوى في حراستهن وكيفيَّة توفير الحماية لهن مع اختفاء الأمن من الَّشوارع، خلال الثورة كنت أجلس مع اللجان الشَّعبيَّة في الشَّارع لحماية منازلنا حيث ضبطنا عددًا كبيرًا من البلطجية ووفَّرنا الحماية لأسرنا، لذا دور كل واحد منا كان مهمًّا حتَّى تنجح الثورة.

أفهم من حديثك أنَّ التلفزيون المصري أثَّر فيك؟
لم أكن بحاجة إلى التلفزيون المصري ولم أتابعه خلال الثورة، لكن ما وجدته أمامي كان قويّصا للغاية، ويكفي أنّْ أقول إنَّنا كنا نستيقظ على أصوات الرصاص لدى القبض على بلطجيَّة ولصوص، الوضع كان سيئًا جدًّا وكل منا أدى دوره في مكانه.

ماذا عن مسلسل quot;راجل وست ستاتquot;؟
هناك جزء منه لم يعرض بعد، وأعتقد أنَّه في حال إستقرار الأوضاع فإنَّ منتجه سيطرحه للعرض، لكن حتَّى الآن لم نتحدَّث عن مدى إمكانيَّة تقديم أجزاء جديدة.