أثير مؤخرًا العديد من الأنباء حول عودة الإعلاميَّة، هالة سرحان،إلى مصر في حين أشير إلى صعوبة إتمام هذا الأمر لأنَّها مطلوبة للمثول أمام القضاء بسبب قضية quot;فتيات الليلquot;.
القاهرة: في نهاية شهر ديسمبر من العام 2006، قدمت حلقة مثيرة من برنامجها quot;هالة شوquot; عن فتيات الليل في مصر، مما أثار حفيظة المصريين، فإتهموها بالإساءة لسمعة المرأة المصرية، وتشويه صورة المجتمع، ونشر معلومات كاذبة، وتقدم عدد من المحامين ببلاغات ضدها للنيابة العامة، وفجأة إختفت قبل مثولها للتحقيق، وظهرت في دبي لتدافع عن نفسها، ومنذ ذلك التاريخ لم تعد إلى مصر.
إنها الإعلامية هالة سرحان، التي أثيرت مؤخرًا العديد من الأنباء حول عودتها مرة أخرى للقاهرة بعد غياب يصل إلى أربع سنوات، لإستنأف نشاطها من جديد في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة بنظام حكم الرئيس مبارك، لاسيما أن تلك الأنباء تحمل سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق المسؤولية عن إجبارها على الرحيل تارة، وتحملها لأنس الفقي وزير الإعلام السابق تارة ثانية، وتحملها لحبيب العادلي وزير الداخلية السابق تارة أخرى.
فأين الحقيقة؟ وهل عادت هالة سرحان إلى القاهرة حقًّا، أم أن ما ينشر ويذاع ما هي إلا محاولات لجس نبض الحكومة والشعب لمعرفة مدى قبوله عودة إعلامية متهمة بفبركة حلقة عن تحول المصريات إلى فتيات ليل؟
لكن مصادر قضائية أكدت لـquot;إيلافquot; أن هالة سرحان مازالت مطلوبة من قبل النيابة العامة في قضية quot;فتيات الليلquot;، وهو ما ذهب إليه أيضًا المحامي نبيه الوحش صاحب البلاغ الذي فجر القضية.
سقوط إعلامية
كانت هالة سرحان قبل بداية العام 2007 الإعلامية الأشهر في مصر، وكانت حلقات برنامجها quot;هالة شوquot; على شاشة قنوات quot;روتاناquot; ينتظرها الملايين من المصريين، ولكن فجأة تحولت من استضافة الفنانين والمشاهير إلى مناقشة قضايا مثيرة للجدل، فإنقلب عليها الرأي العام، ونالت سخط المصريين، وبدأت مناقشة تلك القضايا بـquot;العادة السريةquot;، وأنتهت بـquot;فتيات الليلquot;.
وأثارت الحلقة الأخيرة عاصفة من الغضب في أوساط المصريين، حيث استضافت ثلاث فتيات، قلن إنهن يحترفن بيع المتعة الجسدية للرجال مقابل المال، وإزدادت العاصفة قوة فأطاحت بهالة بعد أن استضاف برنامج quot;90 دقيقةquot; الفتيات الثلاث، وكشفن أنهن لسن بائعات هوى، بل فتيات محترمات قبضت كل واحدة منهن مبلغ 400 جنيه، مقابل القيام بهذا الدور. وأنقلبت الدنيا على الإعلامية، وتقدم ثلاثة محامين ببلاغات ضدها، متهمين إياها بالإساءة لسمعة مصر وبناتها، وصدر قرار من النائب العام بضبطها وإحضارها، ومنع إذاعة الحلقة، ولكن كانت هالة قد سافرت إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة.
أنباء لا تنقطع
ومنذ بداية العام 2007، وحتى الإسبوع الأخير من الشهر الحالي أبريل 2011، لم تهدأ الأنباء الواردة من دبي، التي تشير إلى قرب عودة هالة سرحان إلى القاهرة، وإستئناف عملها، وتقديم برنامج جديد، وكانت البداية في نهاية العام 2007 نفسه، ونشطت تلك الأنباء مرة أخرى منتصف العام 2010، قبل شهر رمضان، بالتزامن مع زيارة أسامة الشيخ رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق للإمارات العربية المتحدة، حيث خرجت أنباء من دبي تقول إنه إلتقى هالة سرحان، وعرض عليها العودة للقاهرة، وتقديم برنامج على شاشة التلفزيون الرسمي للدولة، لكن الشيخ الذي يحاكم حاليًا في قضايا فساد وتربح وظيفي، نفى تلك الأنباء لاحقًا.
وتجددت تلك الأنباء الإسبوع الماضي، بالتزامن مع إذاعة قناة quot;روتاناquot; برموهات لحلقات من برنامجها quot;هالة شوquot; مسجلة في غضون العامين 2005 و2006، مع مسؤولين ومعارضين مصريين يتنبأون فيها بتصاعد الغضب الشعبي ضد الحكومة، مصحوبة بصورة لهالة سرحان وكلمة quot;ثورة الحوارquot;، وتظهر في نهاية البرومو كلمة quot;أهلا وسهلاquot; مرة، وquot;اشتقنالكquot; مرة أخرى.
وعززت الأنباء بما يقال إنه مطلب من شباب ثورة 25 يناير بعودتها، لاسيما بعد إعلان تأييدها للثورة، حيث قيل إنها كتبت على صفحتها على الفايس بوك quot;70 مليار مبروك لمصرquot;، وقيل إنها عادت بالفعل وتستعد لتقديم برنامجها الجديد من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، وأن قناة quot;روتاناquot; استأجرت إستديوهين للبرنامج.
هالة مطلوبة
لكن هالة لم تعد حتى الآن، وقد لا تعود، فهي مازالت مطلوبة جنائيًّا، حسبما قال مصدر قضائي لـquot;إيلافquot;، وأضاف أن المدعوة، هالة عبد الله سرحان، لم يرفع إسمها من قوائم الترقب والوصول في المطارات والموانئ البحرية والمنافذ البرية، لأن القضية المتهمة فيها ما زالت منظورة أمام القضاء.
هذه التصريحات أكدها المحامي نبيه الوحش أيضًا، وهو أحد المحامين الثلاثة الذين تقدموا ببلاغات ضد هالة سرحان في العام 2007، وقال لـquot;إيلافquot; إن قضية فبركة حلقة فتيات الليل المتهمة فيها هالة سرحان لم تغلق بعد، ولم تتصرف فيها النيابة حتى الآن بالحفظ أو الإحالة للمحاكمة، مشيرًا إلى أن التحقيقات وتحريات المباحث وتقارير الطب الشرعي أدانت هالة سرحان بفبركة الحلقة التي استضافت فيها ثلاث فتيات، وزعمن أنهن بائعات متعة جسدية للرجال مقابل المال، وأوضح الوحش أن تقارير الطب الشرعي أثبتت أن إثنتين من الفتيات الثلاثة ما زلن عذراوتين وقت التحقيق بعد إذاعة الحلقة، وأن الثالثة ليست بكرًا، لأنها متزوجة، وأثبتت التحقيقات مع الفتيات الثلاثة أنهن كن تعملن في برنامج quot;هالة شوquot; ضمن الجمهور المتواجد بالإستديو، وأن هالة سرحان عرضت عليهن القيام بدور فتيات ليل مقابل 400 جنيه، ووعد بوظيفة في قناة quot;روتاناquot;، وأكدت لهن أن صورتهن لن تظهر وسيتم تغيير أصواتهن، لكن بعد إذاعة الحلقة تعرفت أسرهن عليهن من خلال أصواتهن، وصارت حياتهن في خطر، وإضطررن إلى قول الحقيقة، وتقدمن ببلاغ للنائب العام ضد هالة سرحان، إتهمنها فيه بخداعهن، لافتًا إلى أن التحقيقات مع فريق إعداد البرنامج والعاملين فيه أثبتت كذلك أن هالة أشرفت على الحلقة المفبركة على حد قوله.
ونوه الوحش بأنه أقام مؤخرًا دعوى قضائية جديدة يختصم فيها النائب العام، لعدم التصرف في القضية حتى الآن، على الرغم من إنتهاء التحقيقات بإدانة هالة سرحان، مشددًا على ضرورة إحالتها لمحكمة الجنايات، وتوقع الوحش حدوث ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أن إنتهى عهد quot;الطرمخةquot; وquot;دفن القضايا في المكاتبquot; على حسب تعبيره.
وإعتبر الوحش ما يذاع على قناة quot;روتاناquot; وما ينشر في الصحف ووسائل الإعلام حول عودة هالة سرحان إلى مصر، محاولات لجس نبض الشعب المصري والحكومة، لمعرفة مدى قبولهم لعودة إعلامية متهمة بتشوية سمعة فتيات مصر، لافتًا إلى أن هالة سرحان سيتم إلقاء القبض عليها بمجرد نزولها من الطائرة، لأن اسمها مازال على قوائم الترقب والوصول.
لم تعد
وفي السياق ذاته، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـquot;إيلافquot;، هالة سرحان لم تعد إلى مصر، متوقعًا عدم عودتها، لأن القضية المتهمة فيها لم تغلق حتى الآن، وأشار إلى أن الأخبار التي إنتشرت مؤخرًا كانت محاولة لجس النبض ليس أكثر، لكن في الحقيقة هي تعلم جيدًا أن عودتها صارت أصعب منذ ذي قبل، ففي الماضي، كانت من الممكن أن تعقد صفقة مع أحد رموز النظام السابق لتعود بموجبها آمنة، لكن الوضع الحالي بعد نجاح الثورة في إسقاط النظام السابق، لم يعد يقبل الصفقات، وبالتالي لن يستطيع أحد إنقاذها من السجن في حالة العودة من دون إغلاق ملف قضية quot;فتيات الليلquot; نهائيًّا، وهذا أمر صعب.
التعليقات