دمشق:قررت شركة quot;غزالquot; المنتجة لمسلسل quot;رجالك يا شامquot; بالاتفاق مع مخرجه علاء الدين كوكش تغيير اسمه إلى quot;رجال العزquot;، وهو مسلسل تلفزيوني يتألف من ثلاثين حلقة، تتناول الحياة الدمشقية في ثلاثينيات القرن الماضي أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وذلك من خلال حكاية شعبية عن البطولة والوفاء والتضحية، كتبها السيناريست طلال مارديني، ويجسد شخصياتها الرئيسية عدد من أبرز نجوم الدراما السورية.
ويصوّر المسلسل الحياة الشامية والقيم البسيطة التي كانت تجمع الناس في تلك الفترة، وأحداثه تدور في حي ساروجة الدمشقي، ويتضمن الكثير من الخطوط الدرامية والحكايات.
وقال المخرج كوكش لـquot;إيلافquot; بأن أن مسلسل quot;رجالك يا شامquot; مختلف عن غيره من أعمال البيئة الشامية لأنه ينحى باتجاه عوالم الحكاية الشعبية وشخصياتها والدراما الإنسانية، بعيداً عن عالم التاريخ والتوثيق السياسي بالنسبة للبيئة الدمشقية.
واعتبر كوكش أن في هذا العمل أكثر من حكاية، وأكثر من رابط بينهم، وهذا ما يستهويني مؤخراً أي الدخول في عالم الخيال الشعبي الذي لا نجده إلا في الكتب، وفي هذا العمل يقدم قصص الناس الشعبيين البسطاء وغير البسطاء، وكيف يعيشون ويحلمون ويحبون، وهو ما يحمل روح البيئة ونبضها.
ويعتبر مخرج العمل علاء الدين كوكش الأب الحقيقي لدراما البيئة الشامية ورائد هذه الأعمال، فهو من أخرج مسلسل ldquo;أبو كاملrdquo; عام 1990 ليفتح الباب أمام أعمال البيئة الشامية كلها، ثم قدم بعد ذلك مسلسل ldquo;أيام شاميةrdquo; الذي حاز على جماهيرية واسعة، ومن ثم مسلسل ldquo;أهل الرايةrdquo; الذي استقطب نسبة عالية من المشاهدة، كما شارك في إخراج حلقات من مسلسل ldquo;باب الحارةrdquo;.
المحور الأساسي للعمل هو قصة أحد المناضلين ضد الاحتلال الفرنسي وهو عبد الرحمن أبو اللبن المعروف بـ quot;عبود الشاميquot;. ويجسد هذا الدور قصي خولي الذي يكون ثائراً ومناضلاً ضد الاحتلال الفرنسي، يُتهم ظلماً بقتل زعيم الحارة quot;أبو شكريquot;، بعدما لفق له هذه التهمة الخائن quot;أبو سليمquot; بالتعاون مع الفرنسيين. هكذا، يعبئون أهل الحارة ضده، فيُحكم على عبود بالإعدام، ويصير مطارداً من أهل الحارة والفرنسيين في الوقت عينه. وحين يهمّون بالقبض عليه، يدافع أحد شباب الحارة عن عبود لأنّه يعرف جيداً أنّه بريء. عندها، يتمكن عبود من الهرب، لكن النتيجة تنتهي باستشهاد الشاب على أيدي الفرنسيين، فيقرر عبود الانتقام والثأر له.
توارى عبود عن الأنظار واختار ملجأ بعيداً عن المدينة، وراح يقنص الفرنسيين ويجمع أسلحتهم، ومن ثم يرميها لأهالي حي ساروجة، الذين كانوا يفاجأون بهذه الأسلحة ولا يعلمون مصدرها، وظل الأمر على هذه الحال، حتى انكشفت الحقيقة فجأة، وعرف أهالي الحي ولاسيما الزعيم الجديد ldquo;نوريrdquo; أنهم قد ظلموا عبود كثيراً، فراحوا يرسلون إليه الأخبار لكي يعود إلى حيه معززاً مكرماً، لكنه أبى ذلك، لأنه اعتاد العيش في البراري.

قصة العمل تتضمن الكثير من الأحداث الشائقة والمثيرة، والتي تتداخل فيها الخطوط الدرامية والحكايات الفرعية وتتشابك، لتجسد فصلاً من فصول الصراع التقليدي بين نوازع الخير والشر، حيث ينتصر الخير أخيراً، ويركز العمل كسائر الأعمال التي تتناول البيئة الشامية على العادات والتقاليد الأصيلة والقيم النبيلة، ويدعو للحفاظ عليها، لكنه ينفرد لأول مرة في دراما البيئة الشامية بأجوائه البوليسية الشائقة.

ويضم المسلسل مجموعة من الفنانين السوريين الذين شاركوا سابقاً في هذه النوعية من المسلسلات كالممثلة منى واصف، وليليا الأطرش، وميلاد يوسف. ومنهم من يشارك للمرة الأول في أعمال البيئة الشامية كرشيد عساف، ودينا هارون.
ويلعب الفنان قصي خولي شخصية عبد الرحمن أبو اللبن ldquo;عبودrdquo;، وهو شاب يتيم ومن رجالات الحارة الشجعان، يتعرض لمؤامرة من قبل ldquo;أبو سليمrdquo; ويتهم بقتل زعيم الحارة، فيحكم عليه بالإعدام، ويطارده أهل الحارة والفرنسيون، لتتبين فيما بعد براءته وأنه مناضل وثائر ضد الاحتلال الفرنسي.
ويعود الفنان رشيد عساف إلى المشاركة في أعمال البيئة الشامية بعد غياب نحو عشرين عام منذ أن سبق وعمل مع المخرج كوكش في مسلسل البيئة الشامية (حارة الملح).
ولفت عساف إلى أنه يجسد في العمل دور (نوري) وهو زعيم الحارة، وأكد أن العمل قائم على بطولات جماعية، حيث يضم ممثلين على مستوى عالي، مضيفاً quot;سنقدم البيئة بشكلها الإنساني المرهف، وسنقترب من الحكاية الإنسانية أكثر، وسنبتعد عن الشكلية لإيصال المضمون للمتلقي بأعلى حس.
أما الفنانة الكبيرة منى واصف فتؤدي دور أم نوري، وهي امرأة حكيمة، تدافع عن الحب في ظل التقاليد والعادات الصارمة، وتلعب الفنانة ميسون أبو أسعد دور فاطمة التي تربطها قصة حب بأحد شباب الحارة ldquo;ياسينrdquo;، وتعاني كثيراً من تبعات هذا الحب، فيما يؤدي دور هذا الشاب الفنان ميلاد يوسف، وهو مدرس هاجسه الدائم نشر العلم والمعرفة، بين الأطفال والكبار على حد سواء.

الفنان حسن دكاك يلعب شخصية ldquo;أبو أحمدrdquo; اللحام، وهو أحد رجالات الحارة الذين تربطهم علاقات وطيدة مع الثوار في الغوطة، ويقومون بمدهم بالسلاح، بينما تلعب الفنانة ليليا الأطرش دور ldquo;ليلىrdquo; زوجة الزعيم.
الفنانة رغد مخلوف كشفت لنا عن تفاصيل دورها في مسلسل البيئة الشامية (رجال العز)، حيث تجسد شخصية (شفيقة) تدور قصتها في حب شاب يتقدم ليتزوجها فيتعثر الزواج وهذا الحدث تقلب حياتها إلى شبه تمرد على عائلتها ويؤثر في علاقتها بالأخت الصغرى لتبدأ بالتسلط عليها.
وبعد أن عرف بأدواره وحضوره في البيئة الشامية ضمن مشاركته في الكثير من الأعمال، انضم الفنان ميلاد يوسف لأسرة المسلسل حيث يجسد شخصية quot;ياسينquot;، أستاذ همّه نشر العلم وتثقيف من حوله، لديه أحلام كبيرة، تربطه علاقة حب مع فتاة لكنهما يحاولان أن يتصرفا ضمن ضوابط تلك الفترة، مشيراً إلى أن ما يميز العمل أنه جديد من نوعه ويضم كاركترات بعيدة بعض الشيء عن الكاركترات الشامية التي اعتدنا عليها وفيه بعض الخروج عن المألوف من حيث تطرقه لشكل العلاقات في تلك الفترةraquo;.
وعن احتمال أن يكون هناك جزء ثان من المسلسل، قال كوكش quot;في (أهل الراية) لم يكن مخططاً لجزء ثان، لكن جماهيرية العمل فرضت ذلك على الشركة المنتجة، وفي (رجال العز) هناك بعض الخطوط التي ستبقى شبه مفتوحة، بمعنى أنها قد تقبل مستقبلاً أن يكون هناك بناء لقصص جديدة من خلالها، وهو الأمر الذي يمكننا من تقديم جزء ثانٍ إذا ما لاقى هذا الجزء النجاح المأمولquot;.