بعد غيابٍ عن السَّاحة الدراميَّة، تعود الكاتبة، فجر السعيد، بمسلسل يحمل عنوان quot;بقايا جروحquot;، وفي لقاءٍ خاصِّ مع quot;إيلافquot; تحدَّثت السعيد عن غيابها، وأعمالها، وآمالها.


الكويت: لم يكن غيابها كل هذه الفترة بلا فائدة، بلعادت الكاتبة، فجر السعيد، إلى ممارسة الكتابة وأمسكت بقلمها وخطت السيناريوهات الدرامية، وكان لـquot;إيلافquot; السبق فى الحديث معها فور عودتها للإنتاج والكتابة، لتكشف عن اسرار أعمالها القادمة، وماهية الأفكار التي تبنتها في كتاباتها في ظل ما تمر به المنطقة من أحداث حرجة، فلم يغب كل هذا عن ذهنها وكتبت عن الواقع والأحداث الجارية، وتناولت الكثير من الخطوط الشائكة في كتاباتها.

وتعود فجر السعيد بـquot;بقايا جروحquot;، وتدافع عن قناتها quot;سكوبquot; وتؤكد بأن quot;صوتك وصلquot; موجود ومستمر على الرغم من منعه.

في البداية حدثينا عن جديدك quot;بقايا جروحquot;؟ وما الرسالة التي تريدين إيصالها للمشاهد من خلال هذا العمل؟
هي ليست رسالة بالتأكيد إنما مجموعة رسائل، فلا يمكن ان أقدم عملاً دراميًّا من 30 حلقة، وأن أوصل من خلاله رسالة واحدة فقط بل جملة من الرسائل، وأتمنى من كل قلبي أن أنجح أنا وفريق العمل في إيصالها، لإن العمل الفني هو نتاج جهد مجموعة، ولا يمكن أن ينسب لفرد واحد أيًّا كان.

quot;بقايا جروحquot; هو رسالة للمجتمع تؤكد أن الإنسان بتصرفاته وسلوكياته ماهو إلا بقايا جروح قد تسوقه الى طريق الصواب، وقد تجبره على الإنحراف، وفي هذا العمل بالتحديد أقدم نماذجًا تحاكي الواقع من خلال قصة quot;طيبةquot; وهيفتاة تعدت سن الزواج ولم يكتب لها نصيب، فكيف تواجه المجتمع الذي يرفض التعامل مع إمرأه فوق الأربعين غير متزوجة، إضافه الى خطوط عديدة متشابكة أهمها تسليط الضوء على جماعة الإخوان المسلمين وبسط نفوذهم على المجتمع من خلال سيطرتهم على قطاع التعليم وتسيس هذا القطاع.

فجر السعيد من الأسماء التي فرضت نفسهاعلى الساحة الدرامية لسنوات لكن ما سر هذا الانقطاع ؟ وما تبعات هذه العودة بعد انقطاع طويل ؟
إنشغلت لفترة طويلة في وضع لبنات محطة quot;سكوبquot;، وسرقني العمل السياسي من عشقي الأول وهو الدراما، واليوم أعود من جديد لأمارس هوايتي، فالعمل الفني بالنسبه لي هواية وليس مهنة، وبالتأكيد الإنقطاع أبعدني عن الساحة وعما يدور فيها، فهناك أجيال جديدة ظهرت وأسماء جديدة برزت، ويجب أن نتعامل معها كواقع مفروض علينا، في السابق كنت أسعى لخلق نجوم جدد، أما الآن فأنا كمن يبدأ من جديد علي أن أتعامل مع الموجودينعلى الساحة لجس نبض السوق، ثم الإنطلاق من جديد برؤية وفكر جديد يضيف للعمل الدرامي الخليجي، وما أحب أن أؤكده أن عودتي جاءت بإشتياق شديد ولهفة لتقديم عمل فني يشبع غروري الفني.

شهدت الساحة الدرامية في الآونة الاخيرة تألق بعض الأقلام النسائية مثل هبة مشاري حمادة، ووداد الكواري، وغيرهن، هل حركت هذه الاسماء قلم فجر السعيد للدخول في المنافسة النسائية لكتابة النصوص؟ وكيف تقيمين الاقلام النسائية في الساحة الخليجية؟ ومن يشدك منها؟
وداد الكواري نجمة كبيرة من قبل أن أبدأ في الكتابة، وكانت ولا تزال الأفضل في الساحة، فهي تملك من الخبرة والممارسة ما يجعلها تسيطر بقوة وحرافية على أدواتها، فالشخصيات في نصوصها كالخيوط المغزولة في نسيج من الحرير متماسكة وجميلة.

أما هبه مشاري حمادة فتتميز بحوار جميل جدًّا قل ما تجد مثله في النصوص المقدمة في الدراما الخليجية.

وأضف إلى ما ذكرت الشاب عبدالعزيز الحشاش فهذا قلم واعد ونجم كبير إذا ما قرأنا كتاباته بسنه وتجربته في الحياة، وأعتقد أن الحشاش سيكون نجم السنوات القادمة، بقليل من التجربة في الحياة مع الموهبة الفذة التي يملكها.

والحقيقه لا أجد نفسي في صدد التنافس مع الموجودينعلى الساحة، وكلًّا منا يكمل الآخر، لأن هدفنا في النهاية تقديم عمل فني يثري الساحة، والدراما الخليجية تحتمل الكل.

ألا تخشين المنافسة في ظل قوة النصوص وضخامة الإنتاج ؟
طبعًا لإأنا أقيم حسابًا للمنافسة ولو لم أر في نفسي القدرة على المنافسه لما عدت، وأنا عائده لأقدم عملاً ينافس الأعمال الباقية وبقوة، ولم أعد لأتسلى، فسترون عملاً دراميًّا مختلفًا عن الأعمال الموجودة وبرؤيه فنيه متطورة

بكل شفافية كيف تصفين الدراما الكويتية بشكل خاص؟ والدراما الخليجية بشكل عام؟ وماذا تحتاج ؟
الدراما الخليجية في أحسن حالاتها وإن كانت تواجه مشكلة في النصوص، وعلى الرغم من جمال الصورة في الاعمال المعروضة حاليًا إلا أن أغلب الأعمال تعاني من مشكلة كبيرة في النصوص، ولو توفرت نصوص جيدة لأصبحت الدراما الخليجية هيالاولى من دون منافس.

من خلال بقايا جروح إستعنتبأسماء شابة، فهل خي قادرة على المنافسة ؟
من قال وجوه شابة؟ فالمسلسل خلطة قديم وجديد، فهل تعتبر إبراهيم الصلال وجه شاب مثلاً، أو زهره الخرجي، أو انتصار الشراح، وأحمد السلمان، وعبدالرحمن العقل، وعبدالإمام عبدالله، وزهرة عرفات، ومنى عبدالمجيد، وابراهيم القطان، هل كل هؤلاء وجوه شابة؟أنا لم أعد الى الساحة إلا للمنافسه ولن أقبل الا بالصفوف الامامية.

تقول الناس تقول انك تقدمين الدراما المثيرة، ونحن نرى غير ذلك، فما سبب هذا الاتهام ؟
أعترف إني أقدم دراما مثيرة ولكن الإثارة بالطرح والفكرة وليس بالمشهد، ومن يتصور أن فجر السعيد تقدم إثارة المشهد يبدو أنه لم ير أعمالي،بل شاهدأعمالاً أخرى وأختلط عليه الموضوع. الإثارة شي جيد ولصالح العمل ولكن ليس بالشكل المنفر، وأتصور أن هناك أعمالاً قدمت في المواسم السابقة على مستوى عالٍ من السخافة بطريقة الإثارة.

ما سبب تنكر غالبية النجوم لفجر السعيد في الأونة الأخيرة؟
الحياة دولاب، فإذا كنت سيد مجالك تجد المنافقين حولك يمجدونك ويأدون لك فروض الولاء والطاعة، وإذا خفتت الأضواء من حولك إبتعدوا وتنكروا، وهذه حال الدنيا، والأمر ليس مقتصرًا على الفن أو المجال الفني فقط، فكم من مسؤول في الدولة كان حوله الكثير ومجلسه عامر وبمجرد إبتعاده عن العمل العام لا يجد من يقول لهصبحك الله بالخير.

quot;صوتك وصلquot; على الرغم من منعه، إلا أنك مصرة على تقديمه علمًا أن الشخصيات التي تقديمها من خلال البرنامج مشابهة لشخصيات في الدولة، فما سبب هذا الاصرار ؟
عمل ناجح وحقق أعلى نسبة مشاهدة في السنوات السابقة، وأوجد نقلة نوعية في سقف النقد السياسي في الكويت في سابقة تسجل لي فلماذا أبتعد عنه؟ لا أجد مبرر للإبتعاد عن مجال تسيدته وكنت الأولى فيه.

هل الحالة السياسية مناخ خصب لمثل هذه البرامج ؟
طبعًا الحالة السياسية في الكويت تشجع على مثل هذه الأعمال، إضافة إلى الحرية التي نتمتع بها، وقضائنا العادل الذي أنصفنا في كل القضايا التي رفعت علينا بعد عرض quot;صوتك وصلquot; 1 و 2.

الكاميرا الخفية مع ثامر الشعيبي لم تقدم نجاحًا فهل ستعيديها ؟
من قال إن البرنامجلم يحقق نجاحًا؟ بالعكس على الرغم من قوة quot;صوتك وصلquot; فيالعام وسرقته للأضواء من جميع البرامج الكوميدية التي عرضتعلى المحطات المحلية، الا أن ثامر الشعيبي ووليد الضاعن نجحوا بتحقيق نسبة مشاهده عالية، ولك أن تراجع شركات الإحصاء، فأعلى نسبة مشاهده في الكويت خلال رمضان السابق كانت لـquot;صوتك وصلquot; وquot;صادوهquot;..

ما سر بكاء مذيعي قناة quot;سكوبquot; حتى أصبح البعض يطلق عليها قناة quot;سكوب البكائيةquot; هل تفرضين هذا الاسلوب عليهم ؟
أعجبني سؤالك فكيف نفرض على إنسان البكاء غصبًا عنه؟ أولاً الكلام يخص المذيع سعود الورع فلا يوجد غيره في القناة يبكي والتعميم خطأ، ولكن قوة بروز سعود جعلتكم تتصورون الكل لأن بعض الناس تر إن سعود الورع هو قناة سكوب، ولكنني أحب أن أشدد على أن القناة هيشعبية وتختلف عن القنوات الأخرى الموجودة، وهي قناة تلامس المواطن العادي بهمومه ومشاكله، نبكي معه ونفرح معه، وعندما تحدث مشكلة لمواطن ما نشعر من خلالها بمستوى القهر الإنساني الذي يتعرض له ونجد دموعنا تنهمر لا إيراديًّا، فنحن بشر لدينا إحساس ومشاعر ولا يمكن أن تتعامل مع حالات إنسانية بغير مكترث وفرح، أحيانًا المذيع يبكي من ضيق الحيلة امام أحد المشاكل التي لا نجد من ينتصر لها، وإذا كانت إنسانية مذيعي quot;سكوبquot; المفرطة هيأحد عيوبهم فإنه عيب محبب لي.

أين وصلت قضية الاعتداء على القناة في القضاء؟
لا زالت جارية وكلي ثقه في عدالة قضائنا، وإذا لم آخذ حقي بالقانون، فأكيد سآخذه من رب العالمين فهو العادل الذي لا ينظلم عنده عبد.