بغداد: أكد الناقد الموسيقي العراقي عادل الهاشمي ان المقارنة ستكون لصالح المسلسل اللبناني quot;الشحرورةquot; الذي يتحدث عن حياة المطربة صباح مقارنة بالمسلسل العراقي quot;فاتنة بغدادquot; الذي يتناول حياة المطربة عفيفة اسكندر، مشيراً الى أن مسلسل عفيفة اسكندر وقع في اخطاء عديدة ، لكنه من ناحية أخرى اعرب عن فرحه بتصوير العمل الذي يعد الاول من نوعه في العراق الذي يتحدث عن سيرة شخصية فنية مرموقة مازالت على قيد الحياة، كما اثنى على الممثلين الذي قدموا الشخصيات الرئيسية في العمل .
* كيف شاهدت المسلسل الذي تناول المطربة عفيفة اسكندر؟
أولا الغناء وخاصة في الحلقات الاولى للمسلسل كان غناء يعود الى سليمة مراد، وصديقة الملاية، وبدرية انور، وزكية جورج ، لأنهن أسبق منها في الغناء، فهي ولدت في العام 1918 وجاءت الى بغداد لتغني، فهي من مواليد اربيل، وهناك نقاط جوهرية تضفي على المسلس طابع حيوي منها انه اول مسلسل ينتج لفنانة عراقية ما زالت حية ، هذا جانب ايجابي ، اما من ناحية الاخطاء فنقول نعم هناك اخطاء كثيرة، ولكن فرحنا بالاحتفاء بفنانة عراقية هو الذي يجعلنا نتغاضى بل نقلل من شدة النقد الذي من الممكنأن يوجه للعمل ، فالمسلسل فيه جانب ايجابي اخر ايضاً وهو أننا لاول مرة في تاريخ العراق نرى أن الملاهي البغدادية كانت منتدى للعوائل العراقية، وهذا تحول خطير، لأننا في يومنا هذا لم العوائل العراقية ترتاد دور السينما، وهذا يعطيك صورة شريفة للمرحلة التي كانت عليها الملاهي، وكانت عليها الدواعي الفنية، كان ظهور مطربة احتفال بانبثاق عيد حقيقي للاسماع العراقية .
* اين يكمن الخطأ حسب متابعتك ومعرفتك ؟
الخطأ يكمن اساسا في تسمية المسلسل، ماذا يعني (فاتنة بغداد) هل تتحدث عن مطربة ام تتحدث عن سيدة جميلة فاتنة؟ نحن نحتفي بالمطربة وليس بالسيدة الفاتنة، وعليه تسمية المسلسل quot;فاتنة بغدادquot; هو اول فخ كان يجب ان يتحاشاه اي مسلسل، لان هناك (اسمهان) فاتنة الدنيا وحسناء الزمان، الى جانب صوتها العجيب التكوين اذ ليس هنالك نظير في الاصوات النسائية لصوت كصوت اسمهان، ولكن المسلسل الذي روى حياة اسمهان لم يختر عنواناً كـquot; فاتنة quot; ولا قال انها جميلة انما قال اسمهان ، تكفي انها اسمهان ، هذا جانب مهم.
الجانب الاخر ان هناك عددا من الفنانين اظهروا براعة في التمثيل التعبيري على الوجه من دون استخدام الحركات ذات النزعة الغرائزية كانت في المسلسل رفعة حقيقية خاصة في الممثلين مثل محمد هاشم، وكريم محسن، وايناس، وعبد الجبار الشرقاوي، ولكن هذا لا يعني ان المسلسل لم يقع في اخطاء بل ان الاخطاء ظهرت واضحة .
* الا ترى ان هناك اغان ليست في زمانها الصحيح ؟
نعم هناك اغاني غنتها عفيفة اسكندر في الاربعينيات والخمسينيات اذيعت في سياق المسلسل بينما المسلسل ينتهي في العام 1936 لحظة قيام بكر صدقي بالانقلاب ، وانتهى بعشرين حلقة ، هل هذا يجوز؟ الجواب : لايجوز بالطبع ، مثلا اغنية (بعيونك عتاب) ظهرت في العام 1957 كيف تذاع في المسلسل ، لكن انا اشد على يد مؤلف المسلسل علي صبري لانه مؤلف واعد لديه امكانية حقيقية وصورة مبشرة لمؤلف واعد ممتاز.
* السياق التاريخي المغلوط يؤثر على ذاكرة الناس ؟
طبعا يؤثر تماما وانا بصريح العبارة لانني فرح بهكذا تقدير لفنانة جاوزت التسعين من عمرها فلا اريد على الاطلاق ان اهشم هذا المنجز الطيب لذلك اتغاضى بعض الشيء عن الاخطاء الكبيرة التي لحقت بالمسلسل ولكنه يبقى بذرة طيبة باتجاه الدراما العراقية .
* لماذا اغفل المسلسل معلومة عن علاقة عفيفة بمحمد عبد الوهاب ؟
عبد الوهاب اراد لعفيفة ان تغني في فيلم (يوم سعيد) عام 1940 وكان قد لحن لها اغنية من كلمات الشاعر محمود بيرم التونسي عنوانها (ام الشعر الموكوس) وللعلم ان محمود الشريف لحن لعفيفة ولحن لها محمد فوزي وهي في القاهرة ولكنها هربت بعد ان سمعت ان امها مريضة فعادت الى بغداد وندمت على فعلتها لان كان من الممكن ان يطلبها فريد الاطرش لتمثل معه فيلما، كان هنالك مشروع بينهما،وربما لم تذكر المعلومة لانها بعد عام 1936 .
*بين هذا المسلسل ومسلسل (الشحرورة) عن المطربة صباح اية مقارنة لديك ؟
لا توجد مقارنة، مسلسل الشحرورة اكثر حيوية، ثم ان مسلسل الشحرورة يتحدث عن حياة بلا قيود ،يعني ان صباح عاشت حياة بلا قيود، صباح عندما سئلت عن عدد الازواج الذين ارتبطت بهم قالت لا اتذكر لكثرة الازواج، ثانيا ان صباح خاضت صراعا حقيقيا مع اصوات عصرها وكانت هناك نزعة اقليمية شرسة في مصر تحارب كل فنان وافد من الدول العربية، لكن احتضان فريد الاطرش لصباح، واحتضان محمد عبد الوهاب، والقصبجي، والسنباطي، وزكريا احمد، ومحمود الشريف قلب المعادلة، حتى ان قرارا صدر بمنع صباح من دخول مصر، واقع الحال الشحرورة مسلسل مدروس على جميع الاصعدة، فيما لم يكن كذلك مسلسل عفيفة اسكندر لان القائمين على المسلسل كانوا في لحظة ارتجال وليس في لحظة تأمل وتفكير وتقدير لاحداث المسلسل .
* اين يكمن التميز في العملين ؟
من ناحية التمثيل اضع مسلسل عفيفة اسكندر، خاصة الشخوص الذين ذكرت اسماءهم، في مرتبة مقدمة لانهم كانوا يمثلون بالوجه والتعبير وهو قمة الفعل الدرامي في فن التمثيل ولكن في مجال الاحداث وتنسيق هذه الاحداث وربطها بالواقع السياسي فأن مسلسل الشحرورة كان اعمق واقوى لانه يستعرض الحياة الفنية الكاملة لصباح بينما مسلسل عفيفة اسكندر يستعرضها الى سنة 1936 وهي الى حد هذه السنة لم تغن اغنية خاصة بها .
* لماذا لم يتناول المسلسل العراقي حياة عفيفة اسكندر كاملة كما حياة صباح ؟
هذا السؤال يوجه الى المؤلف ، وأود ان اذكر ان في عمان جرت نقاشات حول المسلسل شارك فيها الاستاذ فيصل سعيد فهمي ابن الشهيد سعيد فهمي وشارك فيها اساتذة واكاديميون وكان رأيهم ان المسلسل يجب ان يكتمل ولكن يبدو ان امكانات الجهة الانتاجية لم تتحمل ان يكون المسلسل في كامل حياة المطربة من ناحية التكلفة والنقل وغير ذلك .
التعليقات