على الرغم من إنتهاء عرض الأعمال الرمضانيَّة، إلَّا أنَّ التَّدقيق في الحلقات الأخيرة يكشف عن تحولها إلى حلبة للتنافس بين الفنانات في ارتداء الأزياء.
القاهرة: مع تطور الأحداث في الحلقات الاخيرة من الأعمال الرمضانية، التي عرضت ظهرت مباراة فنية ليست في الاداء بين الفنانات المشاركات في نفس العمل، وإنما مباراة في الازياء التي لا تتناسب احيانا مع طبيعة المشاهد التي يقدموها، وإنما تأتي في إطار لفت انظار الجمهور اليها.
المنافسة الابرز كانت بين لوسي وغادة عبد الرازق في مسلسل quot;سمارهquot;، وعلى الرغم من وجود العديد من المشاهد لسماره التي تقدم دورها الفنانة، غادة عبد الرازق، في منزل زوجها المعلم سلطان الذي يقوم بدوره الفنان، حسن حسني، او وحدها في المنزل وتستقبل الضيوف فيها، الا ان الملابس والماكياج جاء مبالغًا فيه إلى درجة كبيرة لا تتناسب مع جلوسها في المنزل، وايضًا الوان الملابس والماكياج التي ارتدتها غادة لا تناسب مع مرحلة الخمسينات التي تدور فيها احداث المسلسل.
وإرتدت لوسي هي الاخرى ملابس شبابية وبتصميمات حديثة، على الرغم من انها تقدم دور ام سمارة في المسلسل، كما ارتدت ايضًا مجموعة من الجلاليب التي لا تتناسب مع المرحلة العمرية التي تقدمها في المسلسل، وعلى الرغم من ظهور الممثلة اللبنانية مروى في المسلسل كضيفة شرف، الا انها نافست غادة ولوسي في الازياء حيث ارتدت مجموعة من الفساتين التي تواكب موضة 2011 وليست موضة الخمسينات.
دافعت لوسي عن ملابسها في المسلسل مؤكدة ان طبيعة الشخصية هي التي فرضت عليها ارتداء مجموعة من الملابس اللافتة، مشيرة الى ان الراقصة المعتزلة دائمًا ما تحرص على ان تكون في كامل اناقتها حتى لا تشعر بوصولها الى مرحلة عمرية يبتعد عنها فيها الرجال، إذ تريد ان تكون دائمًا محل إعجاب كل من يراها.
تؤكد لوسي انها ارتدت مجموعة من الملابس المتشابهة في حلقات متفرقة عملاً بمصداقية العمل، لأن الراقصة يكون لديها مجموعة من الملابس ترتديها على فترات متباعدة، ولا ترتدي ملابسها لمرة واحدة فقط، موضحة ان السيدات في مرحلة الخمسينات كانوا اكثر اهتمامًا بالموضةمن الان.
الأمر نفسه تكرر في مسلسل quot;كيد النساquot; والذي شهدت حلقاته الأخيرة تحولاً كبيرًا في الملابس التي ترتديها كل من فيفي عبده وسمية الخشاب، إذ تحاول فيفي عبده دائمًا ارتداء ملابس مثيرة في المنزل، لافتة للانظار، بغض النظر عن ما إذ كانت تتلائم مع عمرها ام لا، كذلك سمية الخشاب التي تفننت في ارتداء العديد من الملابس المثيرة في إطار تنافس كل منهما على حب المعلم حنفي، حيث تجسد فيفي عبده دور المعلمة كيداهم الزوجة الاولى للمعلم، وتلعب سمية الخشاب دور صافية الزوجة الثانية التي ارتبط بها قبل شهور، وكانت قبل ذلك تعتبرها كيداهم عدوتها.
وبرر المخرج احمد صقر ملابس كل من سمية وفيفي بضرورة درامية في اطار الأحداث، لتنافس كل منهما على رجل واحد، مشيرًا الى ان الأمر نفسه يحدث في الواقع عندما يرتبط الرجل بامراتين، حيث تعمل كل منهما على لفت انتباهه عن الاخرى لتفوز به.
وأشار الى ان الحلقات الاولى للمسلسل لم تظهر فيها سمية الخشاب باي ملابسلافتة، حيث ارتدت ملابس متواضعة للغاية، نظرًا لكونها قدمت دور فتاة فقيرة في بداية الأحداث، موضحًا ان ملابس فيفي عبده من البداية لافتة للانتباه، نظرًا لشخصيتها القوية.
بدورها دافعت فيفي عبده عن ملابسها في المسلسل، مؤكدة انها ترتبط بطبيعة شخصية المعلمة quot;كيداهمquot; التي قدمت دورها، مشيرة الى ان الملابس المثيرة والزهوة كانت جزءًا من طبيعة السيدة التي تعتبر نفسها اجمل سيدة في المنطقة.
ولفتت الى ان مشاهد الفلاش باك التي عرضت في المسلسل كانت تظهر فيها quot;كيداهمquot; بملابس متواضعة، حيث كانت لا تزال امراة فقيرة غير قادرة على الإنفاق، لكنها ظهرت من بداية الأحداث سيدة أقوى من اي رجل في المنطقة التي تعيش فيها، او في مجال تجارة المخدرات الذي تعمل به.
وتؤكد فيفي احترامها للمشاهد الذي يتابع الدراما التليفزيونية، لافتة الى ان دخول التليفزيون لمنزل كل أسرة يفرض قيودًا معينة على الفنان، على العكس من السينما التي تكون فيها مساحة أكبر من الحرية، لأن الجمهور هو الذي يذهب إليها بينما في التليفزيون يحدث العكس وتذهب الى المشاهد.
المنافسة ايضًا وصلت الى ملابس الفنانات الصاعدات، حيث ارتدت كل من من دنيا عبد العزيز والفت عمر في مسلسل quot;إحنا الطلبةquot; مجموعة من الملابس التي لا تتناسب مع ملابس الطالبات الجامعيات.
وأكد الناقد محمود قاسم ان هذه الظاهرة ليست جديدة على الدراما التليفزيونية، وتعود الى كون بعض الفنانات لا يجدن التمييز بين التمثيل والاستعراض في الازياء، مشيرًا الي ان فكرة النجم الاوحد والاستجابة لجميع طلبات الممثل سواء من الإنتاج او الإخراج هي السبب وراء ذلك.
وأشار الي ان كل عام تتكرر نفس الاخطاء من فنانات محددات مندون ان يهتم بها احد، على الرغم من الكتابات النقدية التي تستعرض هذه الاخطاء المكررة، لافتا الى ان صناع الدراما يعتبرون النقاد بمثابة اعداء لهم ومن ثم لا يسمعون برأي يختلف مع ما يقدموه.
التعليقات