أكدت المطربة العراقية أمل خضير أن الأغنية العراقية الاصيلة قادرة على أنتعود لتكون لها الاولوية في السماع من متذوقي الغناء العربي إذا ما تمت رعايتها من خلال بعض الفضائيات أو إقامة المهرجانات الغنائية للاجيال التي قدمت الأغنيات الأصيلة.


بغداد:أعربت المطربة امل خضير أن أسفها أن تسمى الأغنية العراقية الحالية بالأغنية لأنها لا تمتلك المواصفات الحقيقية للأغنية، وأشارت أمل، التي عادت الى بغداد بعد إقامتها في سورية وغيابها القسري بعد وفاة نجل شقيقتها الفنانة سليمة خضير، الى أن الغناء أصبح تجارة، وأن الفضائيات أصبحت تتعامل مع الأغنية بالمال .

* طال غيابك ولم نعد نسمع صوتك منذ وقت طويل ، لماذا؟
- مررت بظروف عائلية صعبة جعلتني ابتعد خلال المدة الماضية وألتزم البيت ، كما أن ظرف البلد بشكل عام لايساعد على الظهور ، كما انني كنت في سورية التي احداثها الحالية جعلتني أضطر الى العودة للعراق الذي مرجعنا اليه أولاً واخيراً ، ولكن نتمنى الرعاية لنا كفنانين.

* ما الجديد لديك من الاغاني؟
لا جديد في الحقيقة، وإن كنت قد سجلت مجموعة أغنيات ولكن لم تتلق الرعاية الكافية والخدمة المطلوبة اعلامياُ، وكنت سجلت وصورت أغنية وحيدة عنوانها (راقي) منذ زمن طويل ، فكيف يمكن للفنانين الحقيقيين أن يبرزوا وسط هذا الصخب، وللاسف لم اجد الرعاية الكاملة.

* اين الخلل في عدم رعاية الفنانين الكبار والإهتمام بهم؟
- الخلل في الفضائيات التجارية التي تعتمد في تعاملها مع الفنانين على المادة ، للاسف الخلل في القنوات الفضائية التي تتعامل بالمادة والتجارة وهي التي تسيء الى الاغنية وتضع الاغنية العراقية الاصيلة على الرف ، لكن مع كل ذلك تبقى الاغنية الاصيلة هي الاعلى في كل العصور والازمنة .

* هل هنالك أوجه مقارنة بين الغناء السابق والحالي؟
- ابدا .. ابدا .. لا يوجد وجه مقارنة ولا اسمح بالمقارنة ، فأين الثرى من الثريا، واما ما يقال من تسمية (اغنية شبابية) على اساس ان ما يقدم الان هو غناء شبابي ، فليست بهذا السوء ، في زماننا ظهرت اغنية شبابية ولكن ليس بهذا المستوى المتردي ، يعني ما معنى (الدفان يغمزلي) وما معنى (بتل البتل وجكجكه او بس بس ميو) ، هذا عيب ، كانت اغنينا الشبابية مثل (جنة جنة والله يا وطنه) و (راحوا ما بعد نلكاهم) لرياض احمد وغيرها ، اما الاغنية الحالية فلا هي مونولوج حتى نقول انها تنتقد حالة في المجتمع ، ولا هي اغنية تحترم الذوق العام ، فالكلمة هي الاساس ، والاغنية رسالة وتربية للذوق العام ، وللاسف لم يحدث هذا ، وانا لا اتهجم على المغنين الشباب ، بل اعترف ان هناك اصوات شبابية جميلة واختيارات حلوة ولكن بشكل عام للاسف التردي واضح .

* هل يمكن للاغنية العراقية الاصيلة ان تفرض نفسها امام هذا الاسفاف ؟
- أنا متأكدة ان الاغنية العراقية اذا ما عرضت وخًدمت في الفضائيات العراقية فسوف تنسف كل شيء اسمه اغنية في هذا الوقت ، وان كنت اقول (حرام) ان نطلق على ما يقدم الان وصف (اغنية) ، وانا متأكدة لو ان اغانينا تقدم بشكل جيد مع رعاية خاصة لاقامة مهرجانات غنائية على مستوى جيد ، متأكدة ان الاغنية العراقية ستثبت وجودها من جديد وستكون الاولوية لها في السماع .

* هل انت مع ان يقام مهرجان للاغنية الحالية ؟
- الاغنية الحالية حرام ان يقام لها مهرجان ، وحرام ان تبث وذلك للمستوى الرديء الذي تتميز به .

* ما سر خلود الاغاني السبعينية والثمانينية؟
- لانها تتضمن الكلمة الصادقة الحلوة الهادفة التي تخدم المجتمع وهي رسالة ايضا ، وتتضمن اللحن الحلو البديع وكذلك المطرب الذي يتمتع بمواصفات عالية وهو يكمل جمالية الكلمة واللحن فتخرج الاغنية رائعة .

* ما السبب وراء قلة الاصوات النسائية العراقية ؟
- أولاً ظروف البلد ، وثانياً التعامل التجاري مع الفن لأن الاغنية اصبحت عبارة عن أموال، وهذه من الاسباب التي تعطل وتؤخر محاولات الفتيات في الدخول الى الفن ، وقد اصبح كل من لديه فلوس يستطيع ان يسجل اغنية ويصورها ويبثها في الفضائيات التجارية ، وهذا الشيء يمنع ظهور اصوات نسائية حقيقية ، فمن اين للفتاة الشابة القدرة على تسجيل اغنية بمبالغ ضخمة ، فضلا عن الظروف الاجتماعية المعروفة ، ولكن لو كانت هنالك مؤسسات حكومية ترعى الاصوات الشبابية النسائية من الممكن ان تظهر اصوات جميلة تكون امتدادا للاصوات التي ما زالت اغانيها في الذاكرة .

* لمن توجهين كلامك للعناية بالاغنية ؟
- اخاطب وزير الثقافة والدوائر الفنية الحكومية ، ان تهتم بالغناء الاصيل ، وان تحرص على اقامة المهرجانات الغنائية الحقيقية لانها تثبت وجود الاغنية على الرغم من كل الاساءات للاغنية العراقية ، فكل مهرجان يرعى اصالة الاغنية يؤكد وجود الاغنية الاصيلة وبقاءها في ذاكرة الناس لتجدد مع الزمان ، وكان من المفروض ان تلتفت الوزارة الى هذا منذ زمان .