أكَّدت الفنانة الأردنيَّة، ريهام عزيز، أنَّها بدأت عملها الفني بدور منقَّبة كي لا تعتمد على جمالها منذ بداية مشوارها، مشيرةً إلى أنَّها تفضِّل العمل في السينما على التلفزيون.


دمشق: quot;لم أود أن أبدأ مشواري الفني بالاعتماد على الجمال لذا بدأت بدور منقبةquot; بهذه الكلمات بدأت الفنانة الأردنية، ريهام عزيز، حديثها لـquot;إيلافquot;، وأشارت إلى أن فيلم quot;نصف ملغ نيكوتينquot; شكل نقطة تحول في مشوارها ودخولها إلى الوسط الفني، وأنها اختارت دور المنقبة في الفيلم لأنها لم ترغب في أن تكون أولى إطلالاتها على الجمهور بدور الفتاة الجميلة، ورفضت أن تكون بدايتها بأدوار الإغراء كي لا يتم استغلالها في باقي الأدوار وبالتالي تأطيرها بهذا النوع من الشخصيات، على الرغم من أنها لا تمانع تأديتها إذا كانت الفكرة تعبر عن المضمون على حد تعبيرها.

وأكدت ريهام أنها لا تمانع تأدية الأدوار الجريئة ولكن ضمن حدود احترام المشاهد العربي بشكل لا يخدش الحياء، وبرقابة معقولة كي لا تشوه سيرتها الذاتية المليئة بعدد من الخطوط الحمراء.

وأشارت الفنانة ريهام إلى أنها أرادت في بداية مشوارها الفني الاعتماد على الموهبة والكاريزما وعلى قدرتها على التمثيل بعيونها وصوتها فكان لها ما أرادت من خلال فيلمها الأول الذي جسدت فيه دور فتاة والدها شيخ ضرير ترتدي النقاب، ويجمعها القدر مع رسام من غير دينها تحبه وتعرض على والدها فكرة أن يتزوجا ولكنه يتجاهل الموضوع، وتسير الأحداث بشكل يظهر مدى الحب الذي يجمعها به وخوفها من نزع النقاب ليراها، وفي النهاية تقرر عدم الزواج به ويطلب منها أن يرسمها فتقبل ويزيل النقاب ويرسمها على أنها مريم العذراء وبعدها يفترقان، وفي النهاية تزيل الفتاة النقاب وتفتح مرسماً تعلم فيه الأولاد الرسم.

وعلى الرغم من قلة الإنتاج السينمائي، اعتبرت ريهام نفسها محظوظة بعد مشاركتها في خمسة أفلام روائية طويلة وأربعة أفلام قصيرة، وأن هدفها الأساسي هو الظهور في السينما، معتبرةً أنه (فن الخلود) خصوصًا بعد حالة التقدير المعنوي الذي وصلت إليه من خلال المشاركة في عدد من المهرجانات والجوائز التي حصلت عليها.

وأكدت ريهام أنها لو ركزت كل طاقتها باتجاه الدراما كانت سترتقي إلى مصاف النجوم في سوريا، معبرةً عن رضاها بكم الأعمال التي شاركت فيها في التلفزيون وأنها لا تعتبر نفسها مقلة في العمل، مشيرةً إلى أنها اعتذرت العام الماضي عن ثلاثة مسلسلات من بينها quot;في حضرة الغيابquot; لنجدت آنزور مقابل عملها في عمل سينمائي الذي تطلب منها تعلم اللغة الإيطالية، وأنها تختار دومًا العمل في السينما عند المفاضلة بينه وبين الأعمال الدرامية على الرغم من المردود المادي في التلفاز.

وعبرت الفنانة الأردنيةعن مقدار اهتمامها بالدور الذي تجسده، ولفتت إلى أنها تعلمت لغة كاملة لتنطق بها في خمسة مشاهد في الفيلم الأخير لها quot;دمشق مع حبيquot;، وكل ذلك كي لا يضيع جهد طاقم العمل في الفيلم بعد عرضه في المهرجانات وانتقادهم أدائها بسبب الركاكة بنطق الجمل مثلاً، مشيرةً إلى أن الفنان يجب عليه العمل بحرفية عالية ليعبر عن المشاهد بواقعية كي يستطيع إقناع الجمهور.

وأضافت الفنانة ريهام أنها على استعداد أن تتحمل كل أنواع التعب والمخاطر في سبيل مشاركتها في أحد الأفلام بعد اقتناعها بمخرجه وبالنص المكتوب ليضيف إلى رصيدها الفني، مشيرةً إلى أن السينما التي تشارك بها تعبر عن موهبتها ورؤيتها وفلسفتها الخاصة.

وعن اعتذارها عن مسلسل quot;في حضرة الغيابquot; أكدت ريهام أنها غير نادمة على الإطلاق بامتناعها عن المشاركة خصوصًابعد الأصداء الايجابية للفيلم الذي شاركت فيه، إضافة إلى أنها كانت ربما ستضيع بين كم النجوم والشخصيات المشاركة في المسلسل، وأنها بالأساس لا تطمح لأن تكون فنانة تلفزيونية وأن الدراما لا تعني لها الشيء الكثير، وأنها لا تتابع الأعمال التلفزيونية لأكثر من ثلاث حلقات حتى لو شاركت فيها، على الرغم من أن الدراما السورية مميزة ومهمة، ومن الجميل أن تصل للجمهور عن طريق التلفزيون الذي له جمهوره، متمنية أن تحافظ الدراما السورية على موقعها وأن لا تنحدر.

وعن الدراما في بلدها الأردن، أكدت ريهام أنه لا يوجد تسويق للفنان في الأردن كما هو الحال في سوريا، وأن الدراما السورية أقوى بكثير، مشيرةً إلى أنها مقيمة في سوريا منذ زمن طويل وولدت فيها، وأن أغلب علاقاتها في سوريا ولا تملك علاقات في الوسط الفني الأردني، وأنها حين تزور الأردن على فترات قصيرة وأغلب أوقاتها تقضيه مع العائلة.

وفي سياق آخر، عبرت ريهام عن أمنيتها في الوصول إلى شهرة الفنانة السورية منى واصف، رافضةً قول إن عمر الفنانات يحد من نشاطهن، وأن الفنانة عندما تثبت جدارتها سيذكرها التاريخ وأن أداء واصف حاضر دوماً في ذهن كل الأجيال وذاكرته.

وأضافت ريهام أن الطموح للشهرة أمر مشروع لكل إنسان، ولا يوجد أحد لا يفكر بالشهرة ولا يتمناها، ولكن هدفها الأكبر هو تقديم فن حقيقي يصل إلى العالمية من دون حواجز، وهذا يقترب من مقولة الفن لأجل الفن بالابتعاد عن الاستعراض والتسلية المبتذلة.

وأشارت ريهام إلى أن التركيز سينصب بشكل أكبر على السينما بعد التغيرات التي شهدتها المنطقة العربية، وقالت إن مهمة الفن الأساسية هي إيصال رسالة وفلسفة ومعاناة الشعوب والحروب والصراعات وأن الرسائل الكبيرة تعبر عنها في السينما، واستشهدت بفيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي quot;هلأ لوينquot;، وقالت إنه يعبر عن الأوضاع هذه الفترة وأنه نال إعجاب الجمهور والنقاد.

واستطردت بالإشارة إلى الأسلوب الجديد السلس في تقديم فكرة الفيلم بطريقة ممتعة ومشوقة وخصوصًا معالجتها للفكرة، وأشارت إلى أنها كانت تتمنى أن تكون إحدى المشاركات فيه دون أن تحدد الدور حتى لو كان مشهداً واحداً، وقالت إن المخرجة نادين استطاعت أن توظف كل ممثلة بالدور المناسب تماماً وأن الأداء كان مقنعاً دون وجود أي زيف.

وعن دور المخرج محمد عبد العزيز (زوجها السابق) بتوجهها السينمائي، أشارت الفنانة ريهام إلى أنها وثقت بالمخرج محمد عبد العزيز فكان عرابها الأوحد الذي ملك قلبها ليكون زوجها وأب أطفالها، والبوصلة التي تدلها على الطريق الصحيح، وأن المخرج محمد عبد العزيز هو الذي شجعها على التمثيل.

وأضافت أنها تحب التمثيل منذ صغرها وأنها متابعة للسينما القديمة وأفلام (الأبيض والأسود) وحلم التمثيل كان يغريها، وأن عبد العزيز أتاح لها هذه الفرصة للدخول في الوسط الفني بعد التعرف إليه من خلال أن لكل منهما الشغف نفسه وحب السينما، وأنهما كانا محظوظين باللقاء والتعارف فبدآ معاً بالخطوة الأولى من خلال الفيلم نفسه.

وأشارت ريهام إلى أنها قدمت العديد من الأدوار المنتقاة بعناية وشكلت حضوراً مميزًا لها، ورشحت للعديد من الأدوار ولكنها فضلت التمهل كونها لا ترغب في الصعود السريع.

واختتمت الفنانة ريهام بأنها بصدد التحضير لمجموعة من الأعمال منها الفيلم القصير الصامت (وجه آخر للقتل) بمدة عشر دقائق، وتجسد بطلة الفيلم الوحيدة، بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام القصيرة التي تكتبها بنفسها وستنتجه على حسابها، مضيفةً أنها تطمح للإخراج وستبدأ بإخراج الأفلام القصيرة.