تكشف الضابطة الأميركية السابقة أمارليس فوكس في مذكراتها بعضًا من جوانب حياة الجاسوسية بعدما جندتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمهام سرية؛ تتبع القنابل النووية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

"إيلاف" من بيروت: لا نتوقع في العادة الحصول على شهادة ضابط في وكالة الإستخبارات الأميركية عن الروحانية والإنسانية، لكن الضابطة الأميركية السابقة أمارليس فوكس التي قضت معظم العشرينات من عمرها محاولة إبعاد المواد النووية عن أيدي الإرهابيين، تتحدث في كتابها الجديد "الحياة السرية في وكالة المخابرات المركزية الأميركية" Life Undercover: Coming of Age CIA (240 صفحة، منشوران نوبف، 18.89 دولارًا) عن الحب والعطف.

تقول فوكس في كتابها: "إنهم بشر، وهم في خضم شن حرب تنطوي على جرائم بشعة لا تُغتفر ضد الإنسانية، لكن الطريقة للوصول إلى نهاية تلك الحرب هي فهم إنسانيتهم، بدلًا من إنكارها".

بداية النشاط

كانت أماريليس في سنتها الأخيرة بجامعة أوكسفورد تدرس علم اللاهوت والقانون الدولي، عندما أُلقي القبض على معلمها دانييل برل وقطع رأسه من قبل عناصر تنظيم القاعدة، ما أثار غضبها بسبب بشاعة المشهد الذي بقيت تشاهده في مقطع فيديو نشرته الجماعة الإرهابية، وحفزها ذلك لأن تتقدم بطلب للحصول على الماجستير في الصراع والإرهاب بجامعة جورج تاون في واشنطن.

في البداية، نجحت فوكس في ابتكار خوارزمية تساعد في التنبؤ باحتمالية وجود خلية إرهابية في أي منطقة حول العالم. وفي غضون 21 يومًا، جندتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية للقيام بمهام سرية، بعد أن اختارها دالاس جونس، وسرعان ما تم نقلها وتجنيدها بالخدمة السرية، ذراع وكالة المخابرات المركزية، التي تنفذ عمليات ضد الإرهاب.

القنابل النووية

وُضعت فوكس كجاسوسة تحت غطاء غير رسمي، وكفنية متخصصة في الفنون القبلية والسكان الأصليين، ثم أرسلت إلى الشبكات الإرهابية في المناطق النائية من الشرق وآسيا، واستمرت بهذه المهمة طوال ثماني سنوات متتالية، رافضة التخلي عنها تحت أي ظرف.

دفعتها طبيعة عملها طوال 8 سنوات في العمل داخل معاقل تنظيم القاعدة المختلفة إلى تتبع القنابل النووية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية المخبأة في حقائب كانت قوية بما يكفي للقضاء على مدينة مانهاتن بأكملها. كما تمكنت من إقناع أحد قادة القاعدة بإلغاء تفجير في باكستان، كان من شأنه أن يقتل العشرات من المدنيين. والجدير ذكره أنه على الرغم من كل هذا الصخب، تذكر فوكس في مذكراتها أنها حظيت بحياة طبيعية.

في شنغهاي

عندما أنجبت فوكس ابنتها زوي، كانت تعيش سرًا مع زوجها، وكلاهما تظاهر بأنه رائد أعمال فنية في شنغهاي. تجسس الصينيون على الزوجين من خلال مدبرة منزل كانت تعمل مع المخابرات الصينية. بدورها، استخدمت وكالة المخابرات المركزية الأميركية الحيلة للتجسس على الجواسيس الصينيين.

أخفت فوكس مذكراتها الخطيرة، وأسرار اجتماعاتها داخل حفاضات طفلتها الرضيعة ووضعتها داخل شنطة سيارتها حتى لا يتم كشف أمرها في حال تفتيش سيارتها المليئة بحفاضات الأطفال.

غادرت فوكس (38 عامًا) وكالة المخابرات المركزية الأميركية في عام 2010. وهي تعيش الآن مع ابنتها (11 عامًا) في لوس أنجلس مع زوجها الجديد، روبرت ف.كينيدي الثالث، ابن روبرت كينيدي جونيور، وابنته البالغة من العمر 8 أشهر.

يقول الكتاب إن الأسماء والمواقع والتفاصيل التشغيلية تغيرت لحماية مصادر المخابرات وأساليبها، إذ تشير فوكس أنها لم تستطع التحدث عن مناقشاتها الخاصة مع وكالة المخابرات المركزية، وتستطرد قائلةً: "كنت أعرف قبل أن أضع القلم على الورقة ما هو التوجيه في حالتي وما هي التفاصيل التي يجب تغييرها، وشعرت كما لو أن الأمر قابل للتنفيذ لأنها ليست قصة تشغيلية، بل قصة قادمة".

القصة على التلفاز

تعاقدت الممثلة الأميركية بري لارسون مع شركة "أبل" لإنتاج مسلسل درامي عن أماريليس فوكس، في أثناء احتفائها بأصداء عرض فيلمها الجديد "كابتن مارفل"، بعد طرحه في عدد من الدول.

تستعرض حوادث المسلسل قصصًا وتجارب حقيقية من كتاب مذكرات أماريليس فوكس "الحياة السرية في وكالة الاستخبارات الأميركية" الذي صدر في أكتوبر المنصرم، ويسلط المسلسل الضوء على عمل فوكس في وحدة العمليات السرية وعلاقتها بالمقربين منها.&

تعمل فوكس حاليًا على رواية جديدة موجهة للبالغين، وستستضيف سلسلة وثائقية قادمة من "نتفليكس" حول الحرب على المخدرات، وهو مشروع تطلب منها السفر إلى كينيا وتايلاند وميانمار وكولومبيا، والاندماج مع جيوش تلك البلدان.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن " نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nytimes.com/2019/10/10/books/amaryllis-fox-life-undercover-cia.html