إيلاف من دبي: نفى أغسطس قيصر أوفيد إلى قرية قاتمة على البحر الأسود، وحظر كتابه "فن الحب" (The Art of Love) من المكتبات الرومانية. وفي عام 1121، أجبرت الكنيسة الكاثوليكية بيتر أبيلارد، المعروف بمؤلفاته وبحوثه في المنطق وشغفه بالفيلسوفة الفرنسية إلواز، على حرق كتابه.

في الدول الديمقراطية، يمكن الكتاب أن تثير الذعر، لذا يستسهل الحكام فرض الرقابة على الأدب. لكن هذا الحظر يجذب الفضوليين.

في ما يأتي ثمانية كتب ممنوع أن تقرأها.

لجّا (Lajja)، تأليف تسليمة نسرين وترجمة أنشيتا غاتاك
منشورات فايكنج-بينغوان الهند؛ 337 صفحة؛ 13 دولارًا و 9 جنيهات إسترلينية

مسألة حظر كتاب تسليمة نسرين "لجّا" أحدثت صخبًا، فـ "لجا" تعني "العار" بالبنغالية. تصور هذه الروايو انتقام المسلمين من الأقلية الهندوسية في بنغلاديش بعدما هدم حشد هندوسي مسجدًا في أيودهيا بالهند في عام 1992. تراقب نسرين عائلة دوتا التي لا تزال تحمل ندوب العنف ضد الهندوس، وتتكلم عن معاناة أفرادها. حظرت الحكومة البنغالية الكتاب، ففرت نسرين إلى السويد حيث فازت في عام 1994 بجائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي. وانتشرت نسخ من الرواية سرًا في بنغلاديش، فيما وزعها الهندوس في الهند في الحافلات والقطارات. تقول نسرين إن روايتها لم تكن تدور حول الصراع بين الهندوس والمسلمين، بقدر ما كانت تدور حول "الصراع بين الإنسانية والهمجية، بين من يقدرون الحرية ومن لا يقدرونها".

صديق (Friend)، تأليف بايك نام نيونغ وترجمة إيمانويل كيم
منشورات جامعة كولومبيا؛ 288 صفحة؛ 20 دولارًا و 14.99 جنيهًا إسترلينيًا

"الصديق" هي الرواية الأولى التي وافق نظام كوريا الشمالية على إتاحتها بالإنكليزية. نُشرت في عام 1988، وتروي قصة شخصيات عالقة في صراعات زوجية وخيبات أمل، بناء على تجربة بايك نام نيونغ في جلسات الاستماع الخاصة بالطلاق في كوريا الشمالية. لكن حكومة الجارة الديمقراطية كوريا الجنوبية حظرت الكتاب، بعدما أدرجته وزارة دفاعها ضمن قائمة تضم 23 "كتاباً مثيراً للفتنة" محظور قراءتها في جيش كوريا الجنوبية (بينها اثنان من تأليف نعوم تشومسكي). ينطبق هذا الحظر على الذكور لمدة 18 شهرًا أو أكثر بعد خدمتهم العسكرية الإلزامية. تتمثل مخاوف الوزارة في أن الصورة المتعاطفة مع الجارة الشمالية يمكن أن تقوض عزم الجنود على الدفاع عن بلادهم. يمكن قراء "صديق" أن يتوقعوا بعض الوعظ الأخلاقي الواقعي الاشتراكي، لكن قوة هذه الرواية تكمن في تصويرها الحياة العادية في كوريا الشمالية.

رقصة الشياطين (The Devils’ Dance)، تأليف حامد إسماعيلوف وترجمة دونالد رايفيلد
منشورات تيلتيد أكسيس؛ 200 صفحة؛ 12 جنيهًا إسترلينيًا

عندما أُجبر حامد إسماعيلوف على الفرار من أوزبكستان في عام 1992، اتهمته حكومته بأنه يظهر "ميلًا ديمقراطيًا غير مقبول". منذ ذلك الحين، كتب إسماعيلوف في المنفى أكثر من 12 رواية، كلها محظورة في أوزبكستان. تعيد "رقصة الشياطين"، وهي أول رواياته الأوزبكية التي تُترجم إلى الإنكليزية، تصور حياة المثقفين المنشقين الأوزبكيين الحقيقيين في أثناء سجنهم قبل إعدامهم في عام 1938. بينهم بطل الرواية، الشاعر والمؤلف المسرجي عبد الله قديري. عندما سجنته شرطة ستالين السرية، أتلفت الرواية التي كان يكتبها عن خيانات القرن التاسع عشر والجواسيس والملكات الشعراء. يخطر ببال إسماعيلوف أن قديري قد أعاد في زنزانته بناء تلك الرواية.

العين الأشد زرقة (The Bluest Eye)، بقلم توني موريسون
منشورات فينتاج إنترناشيونال؛ 206 صفحات؛ 16 دولارًا و 9.99 جنيهات إسترلينية

في هذه الرواية يتكلم توني موريسون عن الجمال والكراهية الذاتية العنصرية، وهي مدرجة منذ فترة طويلة ضمن قوائم الكتب المحظورة في بعض المدارس الثانوية الأميركية، إذ يشتكي الآباء من مقاطع فيها تصور العنف الجنسي. "العين الشد زرقة" هو رابع أكثر الكتب المحظورة في عام 2022، بحسب منظمة PEN America التي تعنى بحرية التعبير. في عام 2016، أقر المجلس التشريعي في فرجينيا "مشروع القانون المحبوب" الذي سمي تيمنًا بإحدى روايات موريسون المثيرة للجدل، للسماح للآباء بإعفاء أطفالهم من مهام القراءة إذا اعتبروا أن المادة صريحة جنسيًا. اعترض الحاكم الديمقراطي للولاية على مشروع القانون، ولهذا لم يعد الأميركيون انتخابه عن الحزب الجمهوري في عام 2021. قبل 40 عامًا، قال موريسون: "ثمة هستيريا مرتبطة بفكرة القراءة التي لا تلائم ما يحدث في الواقع".

الصين في عشر كلمات (China in Ten Words)، تأليف يو هوا وترجمة آلان أتش بار
منشورات دكوورث؛ 240 صفحة؛ 8.99 جنيهات إسترلينية

تفرض الحكومة الصينية رقابة مشددة على المطبوعات، ويتم تخصيص رموز خاضة للنشر مع استثناءات نادرة لناشرين تديرهم الدولة. لكن لا حدود للخيال. وهذا الخيال هو ما سمح ليو هوا بأن يصبح المؤلف الأكثر مبيعاً في موطنه الأصلي لروايات تصور رحلة الصين من وحشية الثورة الثقافية إلى الاضطرابات التي أحدثتها المادية. رأى يو هوا قواسم مشتركة بين التاريخ والحاضر، فلجأ إلى الكتب الواقعية. كتابه مجموعة مختارة من المقالات التي بنيت حول المذكرات والتأمل في الماضي وفي الصين المعاصرة. لم يكن ممكنًا نشره في الصين، فالفصل الأول، "الناس"، يشير إلى الدماء التي أريقت في ميدان تيانانمن في عام 1989.

بيضة صغيرة (Piccolo Uovo)، تأليف فرانشيسكا باردي ورسم ألتان منشورات لو ستامباتيلو؛ 22 صفحة؛ 11.90 يورو
تانغو يحتاج إلى ثلاثة (Tango Makes Three)، تأليف بيتر بارنيل وجوستين ريتشاردسون ورسم هنري كول
منشورات ليتل سايمون؛ 36 صفحة؛ 8.99 دولارًا و 7.99 جنيهات إسترلينية

ما الضرر الذي يمكن أن تسببه بيضة صغيرة مجسمة؟ الكثير، طبعًا إن سألت عمدة البندقية. ففي عام 2015، وفي اثناء أداء اليمين الدستورية، أمر لويجي بروجنارو مدارس الحضانة في البندقية بحظر 49 كتابًا للأطفال تعتبر تهديدًا للتقاليد العائلية. وبعد صخب، وافق بروجنارو على إعادة طرح هذه الكتب باستثناء اثنين: قصة "Piccolo Uovo" المصورة المستوحاة من قصة حقيقية لبيضة بطريق تبناها ذكران من طيور البطريق في حديقة حيوان سنترال بارك في نيويورك، فتخشى هذه البيضة الصغيرة أن تفقس لأن ذلك سيطرح تساؤلات حول هويتها. يستطيع الكبار والصغار الذين لا يتحدثون الإيطالية أن يبحثوا عن كتاب أطفال أميركي عن طيور البطريق نفسها. إنه "Tango Makes Three" الذي تحظره المكتبات الأميركية.

الكتاب المقدس

في يونيو 2023، أزالت إدارة المنطقة التعليمية في ولاية يوتا الأميركية نسخة من سفر الملك جيمس من الكتاب المقدس عن رفوف مكتبات المدارس الابتدائية والمتوسطة بموجب قانون الولاية الذي يسمح بحظر "المواد التعليمية الإباحية أو غير اللائقة". قدم هذا الالتماس أحد الآباء المحبطين من حظر كتب الأخرى، بينها "العين الأشد زرقة". واتهمه المحافظون الذين انزعجوا من حيلته هذه بالسعي إلى تقويض جهود ولاية يوتا لحماية الأطفال من المواد الإباحية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية