إيلاف من فينيسيا: كرم المخرج الفرنسي الكبير كلود ليلوش بجائزة "كارتييه الفخرية" التي تُخصص لشخصية قدمت إسهامًا أصيلًا واستثنائيًا في صناعة السينما المعاصرة، ليأتي التكريم بالتزامن مع عرض فيلمه الجديد "أخيراً" أخر الذي يعرض بالمهرجان خارج المسابقة الرسمية ويعتبر بمثابة تتويج لمسيرة سينمائية حافلة بدأها في ستينات القرن الماضي.

ويُعد كلود ليلوش من أبرز الأسماء في تاريخ السينما الفرنسية، وصنع لنفسه مسارًا خاصًا يميزه عن غيره من المخرجين الفرنسيين الكبار. فسرعان ما حقق شهرة عالمية بفضل فيلمه الشهير "رجل وامرأة" الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي وجائزتي أوسكار في عام 1967.


لم يتوقف ليلوش عند هذا النجاح، بل واصل إبداعه في تقديم أفلام تجمع بين الدراما والكوميديا والجريمة والمغامرات والموسيقى، مما جعله مخرجًا متعدد المواهب وذا رؤية سينمائية متفردة.

ويُشيد مدير مهرجان البندقية، ألبرتو باربيرا، بليلوش قائلاً: "كلود ليلوش هو واحد من أهم مخرجي السينما الفرنسية، وقد استطاع أن يقدم أفلامًا تمزج بين الأنواع السينمائية المختلفة، كاسرًا التقاليد السائدة بأسلوبه الفريد. طوال أكثر من 60 عامًا من النشاط السينمائي، صنع ليلوش أفلامًا لا تُنسى، تجمع بين الميلودراما والكوميديا الجماعية، وتمتاز بموهبة بارعة في سرد القصص".

ويُعتبر ليلوش مخرجًا غير تقليدي، حيث يميل إلى كسر الأنماط التقليدية في السرد السينمائي، مُستمدًا إلهامه من مواضيع شتى تتراوح بين الحب والمغامرة والموت والولادة من جديد.


ومن خلال فيلمه الجديد "أخيرًا"، الذي سيُعرض في مهرجان البندقية خارج المنافسة، يواصل ليلوش استكشافاته السينمائية بأسلوب يمزج بين الخفة والعمق. يحكي الفيلم قصة لينو، المحامي الناجح الذي يقرر فجأة ترك كل شيء وراءه والانطلاق في رحلة عبر فرنسا.

وفي خضم رحلته، يواجه لينو تحديات غير متوقعة، منها اضطراب دماغي يمنعه من الكذب، مما يؤثر بشكل كبير على حياته المهنية والشخصية. ومع تقدم الأحداث، يدرك لينو أن كل ما يحدث لنا في الحياة، مهما بدا غريبًا أو مؤلمًا، يحدث لخيرنا في النهاية.

يتميز الفيلم الجديد بأسلوب ليلوش السردي المتنوع، الذي يمزج بين الكوميديا والدراما، ويعكس رؤيته في تقديم قصص إنسانية بسيطة ولكنها مليئة بالعواطف والمعاني العميقة ومن المقرر أن يطرح بالصالات السينمائية العالمية خلال نوفمبر المقبل.