يفيدنا الباحثون الالمان ان الجلد سيصبح مصنعًا لانتاج الادوية المضادة لارتفاع ضغط الدم.

طلال سلامة من برن (سويسرا): سيضحي الجلد مصنعًا لانتاج الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم! هذا ما يفيدنا به الباحثون الالمان، في جامعتي غيسن وماربورغ، والأميركيون من معهد الصحة الوطني الذين اعتمدوا في اكتشافهم على الهندسة الجينية وعلوم زرع الأعضاء في الجسم. يكفي انتزاع خزعة جلد صغيرة ثم زرع جين، يعمل على انتاج مادة قادرة على تخفيض ضغط الدم(هي ببتيد مدر الصوديوم الأذيني Anp)، في بعض الخلايا الجلدية ثم اعادة زرع هذه الخزعة، التي تمت هندستها جينيًا، في الطبقة الجلدية مجددًا. هكذا، تبدأ هذه الخزعة الجلدية، المبرمجة والمهندسة جينيًا، إنتاج الدواء الهرموني(الببتيد) ثم تحريره في الدورة الدموية للتحكم بضغط الدم، على المدى الطويل.

للآن، تطال الاختبارات الحيوانات حصرًا. ما يعني أن التطبيقات على البشر ستستغرق وقتًا. مع ذلك، هناك أمل عظيم أن تستبدل هذه الطريقة من الهندسة الجلدية الجينية علاجات كلاسيكية، متعددة وفاعلة، لا يتابعها باستمرار(كما ينبغي) المرضى المصابون بارتفاع ضغط الدم. بفضل التقنية الثورية الجديدة، فان الجلد سيتحول الى مستودع كبير من الأدوية قادر على مساعدة هؤلاء المرضى دومًا. هذا وبدأت الجالية العلمية تعتمد على جدية نتائج الهندسة الجينية منذ سنوات قليلة فقط. آنذاك بدأ الجميع يتحدث عن تركيبة تدعى quot;أورغانويدquot; (Organoid) يتم هندستها مختبريًا وقادرة على العمل كما بعض أعضاء الجسم منتجة بالتالي مواد تتفاعل داخل الجسم كما الأدوية. في هذه الحالة فان تركيبة أورغانويد هي الجلد المهندس جينيًا.

وتتميز التقنية الجديدة بعدم لجوء الأطباء الى استعمال أدوية مضادة لرفض الجسم. اذ ان الخلايا الجلدية المُعاد زرعها بالجسم جزء من الأخير وليس غريبة. ومن الممكن مستقبلاً استخدام هذه التقنية كذلك للتطبيق على أمراض أخرى سببها جينات مريضة متحولة كما التليف الكيسي (cystic fibrosis) وهو مرض وراثي.