طلال سلامة من برن: تمثل خلايا المنشأ السلاح السري للغليوبلاستوما، وهو من أخطر السرطانات التي تصيب الدماغ. تتحول هذه الخلايا الى خلايا بطانية تلعب دوراً، عادة، في تكوين الأوعية الدموية. لكن بدلاً من لعب هذا الدور، تعمل خلايا المنشأ السرطانية، بعد تحولها الى أخرى، بطانية، على بناء شبكة الأوعية الدموية الضرورية لتغذية ونمو السرطان. هذا ما يفيدنا به فريق من الباحثين الأوروبيين بقيادة أطباء إيطاليين من معهد الصحة العليا بمدينة روما.

بدلاً من quot;تجنيدquot; الأوعية الدموية السليمة، لتغذيته، يعمد الغليوبلاستوما على بناء شبكة مستقلة من الأوعية الدموية، التي تعمل على تغذيته ليلاً ونهاراً، بواسطة خلايا المنشأ السرطانية. ما يعني أنه يوجد جيش من خلايا المنشأ الشاذة، هذه، مسؤول عن quot;اطعامquot; الغليوبلاستوما بكل ما يحتاجه من أغذية. يذكر أن الغليوبلاستوما لا أمل من الشفاء منه لكون الأدوية الفعالة القادرة على مواجهته غير موجودة بعد.

تم اكتشاف آلية عمل خلايا المنشأ السرطانية عن طريق تحليل أنسجة مجموعة من المرضى ومقارنتها بأنسجة سليمة بهدف تحديد مزاياها ورسم أهداف علاجية محتملة لها. في الحقيقة، يتحرك الباحثون الأوروبيون نحو تصنيع علاج ابداعي يعتمد على مجموعة من الأدوية القادرة على وقف تحول خلايا المنشأ السرطانية الى أخرى، بطانية، قادرة بصورة مستقلة على تكوين شبكة من الأوعية الدموية التي تعمل على تغذية الغليوبلاستوما.

في حال أثبتت هذه الأدوية نجاحها فانه بالامكان تطبيقها على أنواع أخرى من السرطانات الشرسة، كما بعض أنواع الميلانوما(سرطان الجلد) والنيوروبلاستوما، وهو سرطان يتطور من الخلايا العصبية ويذهب ضحيته الأطفال خصوصاً.