طلال سلامة من برن (سويسرا): يشهد العام الجاري خطوات واعدة لتفعيل العلاج الأونكولوجي، المتعلق بمحاربة كافة أنواع السرطانات وفق الوضع الصحي لكل مريض على حدا، عن طريق الأخذ بالاعتبار أكثر من بارامتر. اذ يتوجه العلاج اليوم الى تحليل الحمض النووي لكل مريض الى جانب التغيرات الجينية(التي لا تصيب جميع مرضى السرطانات انما فئة منهم) والتحولات على الصعيد الخلوي التي تجعل بعض الأدوية أكثر فاعلية من أخرى في مرحلة العلاج.

في الوقت الحاضر، تدور المعارك للشفاء من السرطان حول هذه البارامترات. في سياق متصل، تفيدنا دراسة ايطالية، أنجزها الباحثون في المعهد الوطني للسرطانات بمدينة ميلانو، أن البروتين المعروف باسم quot;بي 53quot; (P53) مؤشر صالح قادر على تحديد ان كان العلاج الكيماوي يعمل أم لا لدى فئات معينة من مرضى السرطان. علماً أن العلاج الكيماوي يجلب معه على المريض منافع وتعقيدات صحية لها أهمية مطلقة أثناء جلسات العلاج. لذلك، فان ايجاد الطرق الذكية، لاختيار هؤلاء المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من منافع هذا العلاج والتعرض بصورة محدودة الى أعراضه الجانبية، قبل أم بعد عملية استئصال كتلة الورم الخبيثة، جوهرية.

هكذا، فان البروتين quot;بي 53quot; يحتل الآن دوراً طليعياً في تحديد مدى فاعلية العلاج الكيماوي مع طبقة حساسة من مرضى السرطان. وتبرز أهمية عظيمة لهذا البروتين في التنبوء ان كان العلاج الكيماوي ناجح أم لا لدى المرضى المصابين بسرطان الخلية الحرشفية (Squamous cell carcinoma) وهو يعتبر من سرطانات الجلد الشائعة جداً، ويتراوح قطره من مليمترات قليلة إلى عدة سنتمترات، وقد يكون مؤلماً عند اللمس. ان بعض سرطانات الخلية الحرشفية تظهر على شكل قروح لا تلتئم. كما أن مكانها الأكثر شيوعاً هو الشفة السفلية للفم.