قد تدفع نتائج دراسة جديدة فريق المناخ التابع للأمم المتحدة لإعادةوجهة نظره الخاصة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

اجرى علماء دراسة الأعاصير ابحاثا يمكن ان تدفع فريق المناخ التابع للأمم المتحدة الى اعادة النظر بطروحاته القائلة ان انبعاثات ثاني اكسيد الكربون تسببت في زيادة عدد العواصف المدارية. وكان التقرير الأساسي للجنة التغير المناخي الدولية اعلن ان الزيادة العالمية في عدد العواصف التي تهب بقوة الأعاصير منذ عام 1970 يرتبط على الأرجح بالاحتباس الحراري.

وتابع التقرير عددا من أشد العواصف ضررا في التاريخ مثل اعصار كاترينا الذي ضرب نيو اورلينز واعصار دنيس الذي ضرب كوبا في عام 2005. واضاف تقرير اللجنة الدولية للتغير المناخي ان بامكان البشرية ان تتوقع حدوث زيادة كبيرة في مثل هذه العواصف خلال القرن الحادي والعشرين ما لم يتمكن العالم من السيطرة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

واسهم هذا التحذير في تحويل الأعاصير الى واحد من اكبر التهديدات الناجمة عن الاحتباس الحراري وتعلل بها نائب الرئيس الاميركي الأسبق آل غور ووزير الطاقة البريطاني ايد ميليباند بوصفها خطرا متعاظما يتربص بالبشرية. بل ان غلاف كتاب غور الجديد يصور فكرة فنان عن عالم مبتلى بالاعاصير كتحذير لما يمكن ان يحدث إذا استمرت انبعاثات الكربون في الازدياد.

ولكن دراسة جديدة نشرتها مجلة quot;نيتشر جيوساينسquot; ترسم صورة مغايرة. وترى ان ارتفاع عدد الأعاصير وتواترها منذ عام 1995 جزء من دورة طبيعية وأن زيادات مماثلة سُجلت في السابق ثم اعقب كل زيادة هبوط في عدد الأعاصير.

كما تستند الدراسة الجديدة الى نماذج بناها العلماء بالكومبيوتر في توقعاتهم بأن التأثير الأرجح لظاهرة ارتفاع حرارة الأرض سيكون انخفاض عدد العواصف المدارية بنسبة تصل الى 34 في المئة حتى عام 2100. ولكنها تذهب الى ان العواصف المدارية عندما تهب يمكن ان تصبح أقوى قليلا متوقعة ارتفاع متوسط سرعة الريح بنسبة 2 ـ 11 في المئة بحلول 2100.

وتُعد العاصفة اعصارا عندما تزيد سرعة الريح المصاحبة على 74 ميلا في الساعة (نحو 120 كيلومترا في الساعة) وتصاحب اعصارا من الفئة 4 أو 5 مثل اعصار كاترينا سرعة ريح تزيد على 150 ميلا أو أكثر من 241 كيلومترا في الساعة.

وتنقل صحيفة التايمز عن العالم كريس لاندسي من مركز الأعاصير الوطني التابع للحكومة الاميركية الذي شارك في اعداد الدراسة، ان المركز توصل الى نتائج تختلف اختلافا كبيرا عن طروحات لجنة المناخ الدولية. واضاف quot;أن هناك الكثير من المخاوف المشروعة حول التغير المناخي ولكن الأعاصير ليست من بينهاquot; مشيرا الى انخفاض عدد الأعاصير وحدوث زيادة طفيفة في شدتها.

ورغم ان الدراسة الجديدة تبدو ضربة أخرى تتلقاها اللجنة الدولية للتغير المناخي فانها يمكن ان تدشن بداية جديدة تبين ان فريق المناخ الأممي الذي تعرض الى انتقادات واسعة ، يمكن ان يعترف بالاخطاء ويصححها في ضوء الاكتشافات العلمية الجديدة.

وأُجريت الدراسة التي نُشرت في مجلة quot;نيتشر جيوساينسquot; بتكليف من المنظمة العالمية للارصاد الجوية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تسهم في متابعة عمل لجنة المناخ الدولية، وذلك في محاولة لحسم السجال العلمي الذي أُثير حول العلاقة بين الاحتباس الحراري والعواصف المدارية.

ويعود تاريخ هذا السجال الى موسم الأعصاير في عام 2004 عندما ضربت اربعة اعاصير قوية اميركا الشمالية والوسطى. ودفعت علماء بارزين في لجنة المناخ الدولية الى عقد مؤتمر صحفي في جامعة هارفارد حذروا خلاله من ان ارتفاع حرارة الأرض يمكن ان يؤدي الى مزيد من هذه الأعاصير.ولكن لاندسي اشار الى غياب الاسانيد العلمية التي تشفع مثل هذا التحذير وفي عام 2005 استقال من لجنة المناخ الدولية التي كان عضوا بارزا فيها احتجاجا ووجه رسالة اتهم فيها فريق المناخ الأممي بانه اصبح quot;مسيساquot;.

ويشار إلى أنه لم يصدر رد فعل مؤكد على الأبحاث الجديدة من لجنة المناخ الدولية، ولكنها اعلنت انها تراجع العديد من التساؤلات التي أُثيرت بشأن ابحاثها وتفكر في تصحيح استنتاجاتها حيثما يكون التصحيح مطلوبا. وقال البروفيسور كريس فيلد، وهو من اكبر العلماء الأعضاء في اللجنة، انه يريد منها ان تعتمد انظمة جديدة في تدقيق تقاريرها وتصويبها عندما تظهر اخطاء مهمة واكتشافات جديدة.