طلال سلامة من برن (سويسرا): يقود الباحثون الاسرائيليون، في قسم علوم الاتصال بجامعة حيفا، طريقة نوعية لاكتشاف مرض باركنسن في مرحلة مبكرة جداً تخول الأطباء التدخل، في الوقت المناسب، لتقويض تقدمه بالجسم الى مراحل خطرة ومميتة. ويفيدنا هؤلاء الباحثون أن تغيير نبرات الصوت، لدى المرضى، تأخذ مجراها المرضي قبل سنوات من اكتشاف الباركنسن لديهم. ولا علاقة للأمر بصعوبات تكوين ونطق الكلمات (Disartry) التي تظهر بدورها على المرضى في مرحلة متطورة من اصابتهم بالباركنسن.

لرصد التغيير الباكر في نبرات الصوت لجأ الباحثون الى كمبيوتر خاص، قادر على تحليل الصوت وغربلة نبراته. ما يجعل تشخيص الباركنسن يدخل منحى ثورياً لكون التقنية المعلوماتية المستخدمة، اسرائيلية المصدر، غير جراحية ودقيقة ويمكن تكرارها عدة مرات(على نفس المريض) وهي زهيدة التكلفة. يكفي على المريض أن ينطق جملتين اثنتين أمام الميكروفون! وفي حال رصد التحليل الصوتي أي تشوه في النبرات الصوتية فان العلاج الوقائي ينطلق فوراً ما يجعل المريض يربح سنوات عدة تخوله تحسين نوعية حياته متفادياً بالتالي ما هو quot;أعظمquot; مرضياً. يذكر أن 60 في المئة من الأعصاب، التي تتحكم بالحركة الجسدية، يذوب مع تقدم باركنسن بالجسم.

مقارنة بطرائق التشخيص بالصور، تعتبر التقنية الاسرائيلية الأفضل سواء لناحية تكلفتها الرخيصة أم لناحية استخدامها بصورة واسعة النطاق. هكذا، أضحت التشوهات التي تطرأ على نبرات الصوت quot;جاسوسةquot; مرض باركنسن التي يمكن لهذا الكمبيوتر، الاسرائيلي الصنع، تعقبها لانقاذ حياة المرضى عن طريق ابطاء تقدم مرض باركنسن لديهم أم ردع عملية التآكل العصبي بصورة كاملة!