لؤي محمد: مع تزايد البدانة بين الأميركيين خلال الثلاثين عاما الأخيرة زادت معها أمراض القلب والسكري وحالات الوفاة المبكرة وأصبحت الزيادة في الوزن عبئًا على اقسام الأمومة حيث يولد الأطفال.

وحسب الدراسات الأخيرة تشكل النساء الحوامل اللواتي يعانين من البدانة خُمْس عدد من يحملن وهن في وزن طبيعي وهذا يعني أن وزن المرأة التي لا يزيد طولها عن خمسة أقدام وخمس بوصات يصل وزنها إلى حوالي 85 كيلوغراما حسبما ذكر باحثون من quot;مراكز التحكم بالأمراض ومنعهاquot; الفيدرالية. وتشير أدلة طبية إلى أن البدانة تساهم في معدل العمليات القيصرية القياسي وتزيد من حالات التشوه الخلقي ومعدل وفاة الأمهات والأطفال.

وكانت المستشفيات خصوصًا في المناطق الفقيرة قد أجبرت للتكيف مع هذا الوضع الخطير. إذ راحت تشتري أدوات جراحية أطول ومكائن أكثر تطورا وأسرة أكبر. كذلك راحت هذه المستشفيات بتدريب كادرها كي يتمكنوا من إرشاد النساء بكيفية فقدان الوزن بل حتى القيام بعمليات تقليص المعدة قبل أن يبدأن الحمل.

ففي مركز ميمونايدز الطبي ببروكلين حيث تشكل نسبة النساء الحوامل والبدينات في آن واحد 38% اعترفت باتريشيا غارسيا لمراسل صحيفة نيويورك تايمز أنها أصيبت بجلطة دماغية نتيجة لبدانتها ومن بين الأمراض الأخرى التي أصيبت بها السكري والضعف الكلوي.

وفي شهر حملها السابع كان من المفترض أن تشعر برفسات الجنين في بطنها. لكنها ظلت نائمة على ظهرها فوق سريرها في المستشفى بينما ظل الأطباء يبذلون الجهود لإطالة فترة حملها. وغارسيا التي تبلغ حاليًا 261 رطلا قالت إنها لا تشعر باي شيء بسبب حالة احتجاز الماء في جسدها. وفي يوم 5 مايو(مايس) أظهر فحص بجهاز السونوغرام أن نمو الطفل متخلف عن عمره وصدر أمر باجراء عملية قيصرية طارئة لها وهذا بعد تأخير ولادتها باحد عشر أسبوعًا.

واضطر الاطباء اعطاءها مخدرًا عامًا لأنه كان من الصعب إيجاد المكان الذي تزرق فيه إبرة التخدير النصفي في عمودها الفقري بسبب البدانة. وتطلبت العملية القيصرية ما بين أربع إلى خمس دقائق بينما لا تستغرق في الحالات الطبيعية الأخرى أكثر من دقيقة وتمكن الاطباء من إخراج طفل وزنه رطل و11 اوقية.

وأظهرت الدراسات أن احتمال وفاة الأطفال المولودين حديثا من امهات بدينات تساوي ثلاثة أضعاف الأطفال من أمهات طبيعيات خلال الشهر الأول من أعمارهم، وان احتمال ولادة أطفال ميتين من أمهات بدينات يصل إلى ضعفي نسبة الوفيات بين الأطفال المولودين من أمهات طبيعيات.

وإذا كان الأطباء قد نجحوا في إنقاذ غارسيا فإن نقص وزن طفلها أجبرهم على وضعه على جهاز للتنفس. ولم يكن بإمكانها أن تراه إلى من خلال الفيديو لكن بعد شهر أخذ ابنها من جهاز الانعاش ليعاد إلى امه سالمًا.

وقدرت المستشفى تكاليف العناية بالأم وطفلها بأكثر من 200 ألف دولار مقارنة بـ 13000 دولار للولادة الطبيعية.

ووعدت غارسيا طبيبها بأنها ستفقد من وزنها وترى ابنها عند تخرجه من الجامعة. وقالت معلقة: quot;أنا ساطبق نظام حمية قاس جدًا . أنا لن أمر بهذه التجربة مرة أخرىquot;.