طلال سلامة من برن (سويسرا): تكون شعيرات الدم كابيلاريز شبكة من الأوعية الدموية المجهرية، قطرها حوالي 10 ميكرون، تربط التفرعات الشريانية الدقيقة بالتفرعات الوريدية الدقيقة. وثمة طريقة فريدة تعتنقها الشعيرات الدموية لطرد النفايات، كما خثرات الدم وصفائح الكولسترول والكالسيوم، التي تعيق وصول المواد المغذية الى خلايا الدماغ، منها. وتتمثل هذه الطريقة في quot;بصقquot; هذه النفايات عن طريق انتاج غشاء يقوم بتغليف هذه النفايات وطردها، خارج الوعاء الدموي. علاوة على ذلك، تتراجع سرعة عملية التنظيف الذاتية، للشعيرات الدموية، بنسبة 30 الى 50 في المئة، لدى المسنين. ما يؤدي، في أغلب الأوقات، الى موت هذه الشعيرات، بعد فترة وجيزة.

هذا ما يفيدنا به الباحثون السويسريون، في قسم العلوم البيولوجية الجزيئية، بجامعة زوريخ. صحيح أن أوعية الدم الكبيرة تتفادى التعرض لتداعيات الخثر وذلك بمساعدة اما ضغط الدم، الذي يقوم بتكسير هذه الخثر، أو مجموعة من الانزيمات التي تقوم بتذويب هذه الخثر. بيد أن آلية التنظيف التي تحفزها الشعيرات الدموية كانت غير معروفة بدقة.

في سياق متصل، يشير الباحثون السويسريون الى أنه غالباً ما تعجز هذه الانزيمات أم ضغط الدم عن تنظيف خثر الدم من الشعيرات الدموية في الساعات 24 الى 48 الأولى، على تكوٌن هذه الخثر، التي تعتبر فترة زمنية شديدة الأهمية لنجاح عملية التنظيف. كما أن ضغط الدم أم الانزيمات تقود مهمتها بنجاح في نصف الحالات تقريباً عندما يكون انسداد شعيرات الدم ناجم عن خثر دم وليس عن عوائق أخرى لا سيما صفائح الكولسترول صعبة الذوبان. هكذا، تعمل الشعيرات الدموية على انتاج غشاء يعمل على تغليف النفايات. بعد ذلك، يرمي وعاء الدم النفايات المغلفة نحو أنسجة الدماغ، عن طريق احداث ثقب في جداره، أوتوماتيكياً!