تحاول المانيا اثارة اهتمام الشبيبة لديها لحماية البيئة عبر مشاريع شبيبة تقام في الصيف، والبرامج التي تضعها جذبت الآلاف من تلاميذ وطلاب وتلاقي اقبالا كبيرا ما دفع ببعض البلدان الاوروبية الى تبنيها.


اعتدال سلامه من برلين: ما يلفت النظر هو ما ورد في اخر استطلاع للرأي اجرته احدى المؤسسات الالمانية التي تهتم بشؤون الشبيبة ان رغبة الشباب تراجعت في اقتناء سيارة او قيادتها، حتى ان البعض قال لم يعد للسيارة اهمية كبيرة في حياتي، ما شكل مشكلة لمصانع السيارات لان اكثر الذين يشترون سيارات هم الشباب.

وقد يفسر ذلك الاقبال الذي لا يتراجع للالمان على شراء الدراجات، ما دفع بحكومات الكثير من الاقاليم الى تخصيص طرقات في الشوارع خاصة لراكبي الدراجات، وتعتبر مونستر من المدن الاكثر استخداما للدراجات وقلة استخدام السيارات، حتى انه اطلق عليها اسم مدينة الدراجات. ومن اجل تشجيع الاستغناء عن السيارات المسببة في ارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون تقام طوال السنة حملات التوعية للمشاركة في الرحلات على الاقدام او الدراجة، لكن ايضا المشاركة في مشاريع تتعلق بحماية البيئة.

فمع اقتراب موعد عطل الصيف المدرسية والجامعية يبدأ تسجيل اسماء التلاميذ والطلاب الراغبين في المشاركة ببرامج كثيرة توفرها لهم عدة مؤسسات زراعية وحكومية المانية من اجل المساهمة في حماية البيئة. وتلاقي هذه البرامج منذ ان وضعت عام 1990 رواجا كبيرا بين الشباب والشابات. اذ يزداد باطراد عدد الذين يبدون استعدادا للمشاركة في حماية البيئة والطبيعة، ما رفع عدد الاماكن المخصصة لهذه الخدمة الى اكثر من 800 غير ان عدد المشاركين يبلغ مئات الالاف، فالبعض يستغني عن رحلة مع ذويه الى اسبانيا او النمسا مثلا من اجل العناية بالغابات وحماية الحيوانات فيها كجزء من حماية الطبيعة.

لكن توجد برامج اخرى تهدف الى تشجيع الشباب على حماية البيئة، حيث يعمل شباب وشابات تتراوح اعمارهم ما بين 17 و27 سنة لقاء اجر زهيد لدى منظمات وهيئات حماية البيئة او لدى المجالس المحلية او في الزراعة او استثمار الغابات، فيعيشون في الطبيعية ويخدمونها في الوقت نفسه. اما حقول العمل فمتنوعة، بدءا بغرس الاشجار ومرورا بالعناية بمصادر المياه في الانهار والبحيرات وغيرها وحتى العمل في محطات الارصاد الجوية او التوعية البيئية، او المساهمة في بحوث لحماية البيئة والمنابع الطبيعية منها الانهار والبحيرات، وفي هذا المجال تجري مباريات لافضل افكار تخدم حماية البيئة.

ومن اجل تنظيم العمل في هذه البرامج وضعت الحكومة في شهر ايلول( سبتمبر) عام 2006 قانونا ينظم المشاركة في عام البيئة التطوعي ويقام كل عام بمشاركة معظم الولايات الالمانية، وتساهم وزارة شؤون الاسرة والشباب والمرأة بتغطية تكاليف الوظائف البيئية التي تدوم عادة ثلاثة اشهر في ما يتعلق بمواسم الزراعة وتكون في فصلي الصيف والخريف، وفي ما يتعلق بحماية البيئة والانشطة الاخرى فان فترة العمل الطوعي فيه تدوم عاما.

ونتيجة نجاح هذا البرنامج الذي يستقطب كل عام المزيد من الشباب، تريد بلدان كثيرةأعضاء في الاتحاد الاوروبي تبني فكرة التطوع لمدة عام لعمل الشباب في قطاعات كثيرة، حيث ثبت ان افضل وسيلة لحماية البيئة هي بتبني الشباب والجيل الجديد لها وايقاظ المسؤولية لديهم حيالها.

ومن اهم نتائج هذا البرنامج تمكن الشاب الالماني يان هوفر( 19 سنة ) العام الماضي بمساعدة برنامج حاسوبي طوره بنفسه من العثور على طريقة لتنظيم كمية المياه الجارية في انهار فرعية تصب في نهر شبريه الذي يمر في برلين للتنبؤ مسبقا بارتفاع منسوب المياه فيه نتيجة الامطار الغزيرة التي تتساقط في الصيف. وفي احدى المسابقات فازت غريس فرايل وتدرس في جامعة كارلسروه بجائزة مالية لمسابقة الشبيبة الاوروبية للبحوث في خدمة البيئة قيمتها 3000 يورو، لبحثها حول تأثير الاشعة ذات الموجات المكروية على الاغراس الصغيرة المستنبتة من البذور.