طمأن أستاذ علم البيئة البروفسور علي عشقي أنه لا خوف من الهزات الأرضية التي استعادت نشاطها أخيرًا، وأكد أن الإستغلال الجائر للمياه الجوفية هو من أهم أسباب الزلازل في المملكة السعودية. وكان النشاط الزلزالي قد تجدّد أخيرًا في شرق المملكة بمدينة حرض البترولية بزلزال بلغت قوته (4.4) على مقياس ريختر.

جدة: على الرغم من أنمدينة حرض التابعة لمحافظة الأحساء شرقي السعودية معتادة على تكرار حوادث الهزات الأرضية، إلا أن الهزة الأخيرة التي حدثت يوم الاثنين الماضي أفزعت سكانها وأشعلت المخاوف في نفوس الكثيرين لقوة الهزة التي شعر بها غالبية سكان حرض، خلافًا للهزات الأرضية السابقة التي لم تتجاوز حدود الأربع درجات.

وطمأن أستاذ علم البيئة البروفسور علي عشقي بأنه لا خوف من تلك الهزات الأرضية، وأوضح في تصريح خاص بـquot;إيلافquot; بأن أحد أسباب الزلازل هي البراكين التي تتسبب في صعود المجمع في طبقة الأرض، وأبان عشقيبأن خطورتها ومدى تأثر الطبقة الأرضية يتراوح حسب درجة ونسبة الانزلاق الصخري الذي ينتج عنه هزات أرضية، وأضاف أما عن السبب الثاني فإنه يعود إلى انخفاض تلك الطبقة الصخريّة على طبقة أخرى بتمدد طولي يصل إلى أمتار متعددة.

وعن الزلزال الذي حدث في منطقة حرض أكد بأنه ناتج عن استغلال جائر للمياه الجوفية (وهي مياه موجودة في طبقات طينية تتمركز بين طبقات الأرض وتتمدد مع الوقت حتى تصل إلى مئات الكيلومترات)، وليس نتيجة لإنزلاق صخري كما يشاع بين العامة، وقال عشقي بأن ذلك لا يحدث سوى في مناطق البراكين.

وأضاف البروفيسور عشقي quot;بمجرد سحب المياه الجوفية قام الهواء بإحتلال المنطقة فتسبب في حدوث إنهيار هائل في ارتفاع مكامن الطبقات الطينية نتيجة فقدانها للماء فحدثت الهزات الأرضية في المنطقة.الأمر الذيسيتكرر بعدما حدث في كلٍّ من المدينة المنورة والإحساء ومدينة تبوكquot;.

يذكر أن مدينة حرض تقع فيها أكبر مشاريع شركة الزيت العربية quot;ارامكوquot;، الذي ينتج فيها معمل حرض للغاز والزيت أكثر من مليون برميل يوميًا من الزيت، الأمر الذي ارجع العديد من السكان والخبراء إلى أن تكون أعمال الحفر والاستخراج للنفط هي المسبب الأول لها، وعن ذلك قال البروفيسور عشقي إلى أن الماء والبترول حين يكونان في طبقات الأرض لا يختلفان عن بعضهما كون عمليات الضخ لكليهما وتأثيرهما وعمقهما في الأرض واحدة، فالفراغات التي تحدث في طبقات الأرض كبيرة بسببهم.

وشهدت السعودية في آيار/مايو من العام 2009 نشاطًا زلزاليًّا في منطقة العيص غربي السعودية مما استدعى مغادرة كافة سكانها حرصًا على سلامتهم جراء التتابع في النشاط الزلزالي الذي يحيط به العديد من الحرات البركانية التي ساهمت في تنشيطه عددًا وقوّةً.