إعتبر عدد من الاطباء في فلسطين أن التغييرات المناخية قد لاتؤثر بشكل مباشرفي الناس لكن فارق السن له تأثير بينهم لو تعرضوا لها بشكل مباشر. ونفى بعض رجال الدين الربط بين التغييرات المناخية الحالية ويوم القيامة الذي قالوا إن القرآن والسنة وضحاه للناس. إيلاف تواصل سلسلة ملف التغييرات المناخية ورد فعل البيئة حولها. وآراء المختصين في العلم والدين.هنا تقرير من القدس.

ملكي سليمان من القدس: أدى ارتفاع درجات الحرارة في دول العالم الى وفاة عدد من الاشخاص نتيجة الجفاف لاسيما كبار السن في حين استبعد بعض المختصين في الارصاد

الإمارات تحاول صدّ البحر قبل أن يبتلعها

الجوية وعلم الجعرافيا ان يكون هذا الارتفاع ناتجا من التغير المناخي بشكل مباشر وانما ناتج من توزيع الضغط الجوي على سطح الكرة الارضية ما ادى الى ارتفاع درجات الحرارة وصلت الى 6 درجات في بعض الدول.

في وقت تحذر فيه دراسات لخبراء بيئيين من تدهور كبير في مناخ الأرض، تواصل قمم الدول الكبرى، والصناعية خاصة،احراز الفشل في التوصل لاتفاق خاص بتقليص الانبعاثات الحرارية التي تتسبب بالاحتباس الحراري والتغييرات المناخية الكبيرة كارتفاع وانخاض درجة حرارة الأرض، واندلاع الحرائق في الغابات والتسبب في الفيضانات التي ربط الخبراء فيما بينها خاصة التي اندلعت مؤخرا في كل من روسيا وباكستان.

من جانب آخر هناك من يربط بين التغييرات المناخية والبعد الديني معتبرا انها عبارة عن غضب الهي يكون مقدمة لحلول يوم القيامة. وقد يربطه البعض مع ما تتوقعه حضارة المايا من أن عام 2012 سيشهد يوم نهاية الارض أو يوم القيامة.

إيلاف تفتح هذا الملف البيئي لتوضيح صورة هذه الكارثة من خلال تقارير ولقاءات مع خبراء ورجال دين عبر مراسليها من عدة عواصم.

وفي فلسطين اعتبر بعض رجال الدين ان معاصي البشر يعاقب الله عليها في الدنيا والاخرة وكثير من الاقوام مسحوا او مسخوا او عذبوا نتيجة معاصيهم ولا يعلم هذا الامر الا الله وان نهاية الكون لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى، فيما اعتبر بعض الاطباء ان تعرض الاجسام لاشعة الشمس بشكل غير مباشر لا يضر من الناحية الصحيةبتلك الاجسام وانما يكون كبار السن اكثر تأثرا من ارتفاع درجات الحرارة والتعرض الى اشعة الشمس اكثر من الصغار.

وفي لقاءات خاصة مع ( ايلاف) تحدث كل من الدكتور محمد ابو صفد رئيس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، عن ارتفاع درجات الحرارة في فلسطين والمنطقة وكذلك عن تأثير الفيضانات في دول العالم والاحتباس الحراري والحرائق وتأثيراتها على البيئة، فيما تحدث الشيخ يوسف ادعيس نائب قاضي القضاة في فلسطين عن تفسير هذه الكوارث الطبيعية التي حدثت من الناحية الدينية، واخيرا تحدث الدكتور نعيم صبرا اخصائي في الجراحة العامة وماجستير في الصحة العامة ومدير عام المستشفيات في وزارة الصحة الفلسطينية عن مدى تأثير ارتفاع درجات الحرارة على جسم الانسان وكيفية التأقلم مع هذه المتغيرات الطبيعية.

ابو صفد: قوانين صارمة للمحافظة على البيئة

وقال الدكتور محمد ابو صفد ل( ايلاف):quot; ان من اسباب فشل مؤتمر كوبنهاغن حول البيئة تعود لاسباب سياسية كون ان الدول المشاركة في المؤتمر لم تتناول موضوع البيئة وغيره بشكل علمي وصحي وانما من منطلق سياسي لذا فشل هذا المؤتمر، مشيرا الى انه من اجل الحفاظ على بيئة نظيفة لا بد من سن قوانين صارمة تمنع اشعال النيران في الغابات والقاء زجاجات المشروبات في الغابات اذ ان الزجاج يمكن ان يتسبب بإشعال النار في الاعشاب منوها بأن الحرائق التي تحدث في الغابات في روسيا وغيرها تساهم في جفاف التربة لانها تستمد المياه من التربة وان حدوث الحرائق في مناطق شبه صحراوية يختلف عن المناطق الباردة من حيث الوقت الذي تحتاجه تلك الاشجار لتعود وتنمو من جديد اذ ان المناطق الصحراوية تحتاج الى وقت طويل للانبات من جديد بعكس المناطق الباردة.

واضاف د ابوصفد :quot; ان الفيضانات التي تحدث في الباكستان وغيرها شر وخير في الوقت ذاته بمعنى انها تقتل وتدمر المنازل والمحاصيل ولكنها بعد جفافها تصبح تلك الاراضي خصبة جدا.

وقال الدكتور ابو صفد:quot; ان لارتفاع درجات الحرارة تأثيرا سلبيا على الانتاج الزراعي بمعنى انه ينقص هذا الانتاج نتيجة لزيادة نسبة تبخر الماء ولكن النباتات تحتاج الى وقت طويل لكي تتأقلم مع المتغيرات المناخية الجديدة.

وخلص ابو صفد الى القول:quot; انه من الصعب التنبؤ بالاحوال الجوية لاكثر من اسبوع وكلما زادت الفترة الزمينة فان نسبة التوقعات تقل لذا من الصعب التنبؤ بموسم فصل الشتاء خلال العام المقبل بأنه سيكون مطرا غزيرا كما قال احد الباحثين العالميين.

الشيخ ادعيس quot;: نهاية الكون لا يعلمها الا الله

وقال الشيخ يوسف ادعيس ل( ايلاف) :quot; انه منذ ان بعث الرسول محمد(ص) اخبر عن الساعة اي يوم القيامة انها قريبة بايات واحاديث نبوية شريفة كما وخبر القرآن الكريم عن ذلك بايات عن علامات يوم القيامة وكما وان السنة النبوية الشريفة تحدثت عن علامات كبرى وصغرى عن يوم القيامة ولكني لا اقول ان ذلك هو قرب يوم القيامة سوى انها ايات كونية يجريها الله وهي من سنن الكون. ان حرارة مرتفعة وان تكون برودة شديدة وجو معتدل او شح في الامطار وكلها ايات ربانية مشيرا الى ان المعاصي عندما تنتشر يعاقب الله عليها في الدنيا والاخرة. وكثير من الاقوام مسحوا ومسخوا وعذبوا نتيجة لمعاصيهم ولا يعلم هذا الامر الا الله سبحانه وتعالى ولكن من المقطوع به ان المعصية تورث العقوبة مثلا منع الزكاة تحبس الامطار وتقلل من البركات والخيرات وكثير من الامور التي يقترفها الانسان تؤدي الى عقوبات ربانية.

وانتهى الشيخ ادعيس الى القول:quot; ان المرء المسلم والمؤمن لديه اعتقاد جازم لا شك فيه ان كل شيء له بداية له نهاية ولكن متى هذا في علم الله عز وجل، ومن الطبيعي ان العالم له نهاية لكن متى ان العلم عند الله عز وجل وان كان الاخرون اصحاب الديانات الاخرى يفسرون الظواهر هذه على قرب نهاية العالم فلا احد يعتقد بنهاية العالم اكثر من الانسان المسلم.

د صبرا: تأقلم جسم الانسان مع الحرارة والبرودة
واخيرا قال الدكتور نعيم صبرا ل( ايلاف):quot; ان جسم الانسان اذا تعرض لاشعة الشمس بشكل مباشر يسبب له مشاكل صحية وجفافا لا سيما كبار السن والمرضى الذين يعانون امراض الكلى والضغط وعليهم الاكثار من شرب السوائل وبخاصة في شهر رمضان الفضيل مشيرا في الوقت ذاته إلى ان التغير الطارئ في المناخ وارتفاع درجات الحرارة في العالم ليست ظاهرة ايجابية وسيعاني منها العالم مستقبلا وسيحدث الجفاف والفقر ومن اجل مكافحة التغير البيئي لا بد من الدول القيام بخطوات ومنها سن قوانين وانظمة لمعالجة التلوث البيئي، منوها بانه لوحظ منذ بداية شهر رمضان الجاري ازدياد في عدد المرضى المراجعين للمستشفيات ولكن هذا الامر ليس له علاقة بارتفاع درجات الحرارة وانما نتيجة الصوم لاسيما لمن يعانون امراضا مزمنة مثل الكلى اذ ان الجفاف يؤدي الى الاصابة بالفشل الكلوي كما وان بعض المراجعين يشتكون من المغص المعوي والام الراس لاسيما في الايام الاولى من الشهر، معتبرا ان الجسم يمكن ان يتاقلم مع الحرارة والبرودة ولكن بشكل تدريجي، منوها بان الاطفال اقل عرضة للاصابة بالجفاف من الكبار كون ان اجسامهم تحتوي على سوائل اكثر، ولكن ما تشهده مستشفيات الضفة الغربية هذه الايام ونتيجة لارتفاع الحرارة زيادة عدد حالات لدغ الافعى والعقرب.