تسابق المنظمات الأممية الزمن لانقاذ أكبر عدد ممكن من ضحايا الفيضانات في باكستان.

جنيف: أجمعت المنظمات الأممية المعنية بعمليات الاغاثة في باكستان اليوم انها تسابق الزمن لانقاذ أكبر عدد ممكن من ضحايا الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخرا الذي وصل عددهم الى نحو 16 مليون شخص وفقا للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون.

فمن ناحيته حذر صندوق الامم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسف) اليوم من تداعيات نقص تمويل عملياتها الانسانية في باكستان.

وقال متحدث باسم الصندوق في مؤتمر صحافي ان يونيسف تشعر بقلق بالغ ازاء عدم توفير الأموال لمياه الصرف الصحي ومعالجتها حيث تعرض ملايين الأطفال لخطر الاصابة بالأمراض التي تنقلها المياه.

وتصف يونيسف وضع حالات الطوارئ الانسانية في باكستان بأنها quot;أكبر من تسونامي وهايتي وزلزال باكستان الأخير معاquot; مشيرة الى الحاجة الماسة لتوسيع نطاق توزيع المياه الصالحة للشرب وتوفير المرافق الصحية المهمة لتفادي الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا والاسهال فضلا عن الأمراض المعدية الاخرى والأمراض الجلدية وارتفاع معدلات سوء التغذية.

واكدت ان الفيضانات ضربت quot;أفقر الفقراء أي أولئك الأقل قدرة على البقاء على قيد الحياة في الظروف الحالية القاسية والذين يعانون في الظروف العادية من مشكلات صحية مختلفةquot;.

وفي الوقت نفسه قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نطاقا واسعا من حالات الطوارئ لم يتم تغطيته بشكل كاف ما يدل على أن الحالة تزداد سوءا لاسيما مع حدوث المزيد من عمليات النزوح الهائلة.

وقال المتحدث الاعلامي باسم المفوضية اندريه ماهاتشيش في المؤتمر الصحافي نفسه ان quot;الاحتياجات العاجلة لا تزال تطغى على قدرة منظمات الاغاثة الأممية والحكومية على حد سواء حيث تتكشف أبعاد الأزمة شيئا فشيئاquot;.

بينما اشار برنامج الأغذية العالمي الى انه quot;يخوض معركة ضد الطقس السيئ مع انهيار البنية التحتية واتساع رقعة المساحة التي يجب تغطيتها اذ تستخدم وكالات الاغاثة البغال والحمير للوصول الى المناطق النائية أملا في انقاذ من لم يتمكنوا من الحصول على اية مساعدات بسبب وعورة الوصول اليهم وصعوبة رحيلهم من المكانquot;.

في حين تؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن هناك نحو 485 ألف أسرة تنتظر اماكن مأوى لها في اقليم البنجاب بينما تعاني نحو 180 ألف أسرة اخرى في اقليم السند من الوضع نفسه فيما تمكنت بعض الاسر من الحصول على أماكن اقامة مؤقتة لا تكفي أموال الاعانة المتاحة لاستمرار الحياة فيها بشكل يتناسب مع حجم الكارثة.

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية ان ما تم الحصول عليه الى اليوم من معونات لا يتجاوز 35 بالمئة من اجمالي المبالغ المطلوبة لمواجهة الكارثة والتي قدرتها المنظمات الأممية بحوالي 460 مليون دولار في حين يتوقع الخبراء أن تتجاوز تكاليف معالجة تداعيات الكارثة واعادة بناء المناطق المتضررة بمليارات الدولارات.