اسلام اباد: قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الاحد إن اعادة بناء باكستان بعد أسوأ فيضانات في عقود من الزمن قد يستغرق خمس سنوات وان استجابة المانحين الاجانب قد تكون بطيئة للغاية.

وقال بيليكي جيليتا الامين العام للاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر quot;المحاصيل تلفت. البنية التحتية بما فيها القنوات ..القنوات الرئيسية والقنوات الفرعية.. دمرت. ولاعادة تشغيل ذلك يحتاج الامر الى زمن طويل. قد يمتد الى خمس سنوات.quot;

وألحقت الفيضانات أضرارا بنحو 20 مليون شخص حيث قتلت ما يصل الى 1600 وشردت زهاء مليوني شخص. وتسببت في تصاعد سريع للغضب الشعبي.

واضاف جيليتا انه يتعين على المجتمع الدولي ألا يقيس مدى خطورة الكارثة باجمالي عدد الوفيات ولكن عليه ان يعي ان ربع المعونات الطارئة اللازمة فقط هي التي وصلت.

وفاضت أنهار رئيسية على ضفافها بسبب الامطار الموسمية الغزيرة مما أدى الى غرق أودية جبلية وسهول خصبة في باكستان حيث جرفت المياه قرى ودمرت جسورا وطرقا. وتضررت بسبب الفيضانات في باكستان منطقة في مساحة ايطاليا تقريبا.

وتقول الامم المتحدة ان الربع فقط من المبلغ الذي تحتاج اليه البلاد لاعمال الاغاثة المبدئية وهو 459 مليون دولار وصل للبلاد التي حذرت من موجة وفيات ثانية بين ستة ملايين شخص لا يزالون في حاجة للغذاء والمأوى والماء الصالح للشرب والدواء.

وقال جيليتا لرويترز في مقابلة quot;اذا لم يتوفر ذلك وبكميات كافية قريبا..لنقل في غضون شهر أو شهرين..فعندئذ ستكون هناك مشكلة خطيرة. أمراض ووفيات لاسيما بين الاطفال وكبار السن.

quot;لسنا على يقين حتى الان بشأن وجود تعهدات حكومية كافية. الان وعلى المدى البعيد. يضاف لذلك انه يتعين على شعوب العالم ان تحاط علما لتساهم..لتشارك.

quot;الامراض التي تنجم عن الماء الملوث ستأتي. هذا ليس موضع شك. سوء التغذية سيحدث. هذا ليس موضع شك ايضا.quot;

وقارن جيليتا - وهو من اثيوبيا - الوضع في باكستان بمجاعة لا توليها الحكومات الاهتمام الذي تستحقه حتى يصبح الوقت متأخرا جدا ويمكن ان يفتر اهتمام وسائل الاعلام الدولية.

وقال جيليتا quot;تتوقع الحكومات ان يكون لدى المجتمع بعض المرونة على الارجح وانه يتعين على الحكومات المحلية ان تكون قادرة على الاهتمام. الشعور يكون ان البلاد ستتغلب على الامر.

quot;هذا ليس وضعا يمكن للبلد ان يتجاوزه. انه وضع أكبر كثيرا بالنسبة لدولة مثل باكستان.quot;

وقام جيليتا بجولة في الاماكن المنكوبة والتي بلغت فيها مستويات المياه أسطح البيوت تقريبا ولم ير ما يسعده.

وقال جيليتا quot;نادرا ما ترى أطفالا يبتسمون على الرغم من انك عادة ما تجد الاطفال يأتون ويلوحون حين يرون أجانب وحين يرون سيارات مارة.quot;