كامل الشيرازي من الجزائر: حتى لا تتكرر مآسي السنوات القليلة الماضية في الجزائر، يشدد أخصائيون تحدثوا لـquot;إيلافquot;، على أهمية إيكال عملية ختان الأطفال إلى جرّاحين متمرسين، مع مراعاة قواعد النظافة والاهتمام بالتحضير السيكولوجي للأطفال المُقبلين على الختان حفاظا على سلامتهم. ينتقد الدكتور quot;جمال الدين أولمانquot; الأجواء التي صارت عمليات الختان تُجرى فيها كل عام بالجزائر، مثلما لا يستسيغ محدثنا إصرار مواطنيه على ختان أبنائهم بشكل جماعي في ليلة السابع والعشرين من رمضان، رغم إمكانية إجراء العملية في أي وقت من أوقات العام.
ويركّز د.أولمان على حتمية قيام الجرّاحين فحسب بعمليات الختان، مشددا على كون أي شخص لا يمتلك صفة جرّاح ليست له صلاحية تنفيذ الختان، والالتزام بقواعد النظافة، فضلا عن التحضير النفساني للأطفال، محذرا من مخاطر بالجملة يقع الأطفال ضحايا لها في حالة التهاون، كما يبرز الدكتور أولمان أنّه خلافا لما يعتقد البعض، فإنّ الختان عملية دقيقة وقد يفرز في حال عدم القيام به على الوجه الأكمل، انعكاسات وخيمة قد تصل تعقيداتها إلى مستوى إعاقة الطفل جنسيا وما يترتب عن ذلك من تبعات نفسية واجتماعية.
بدوره، يشدد الدكتور محمد بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين على حساسية توافر كافة الشروط الصحية اللازمة لعملية الختان، ويحذر د.بركاني من كون الضغط الكبير الذي يطال الجرّاحين في ليلة القدر من كل عام، إذ يقوم فيها عشرات الآلاف من الأولياء بجلب أطفالهم لغرض الطهارة، وينجم عن ذلك اكتظاظ كبير وفوضى بحكم الحركة الكثيفة لأولياء الأمور، وبكاء الأطفال وما يترتب عن ذلك من ضجيج يزعج ويؤثر على فعالية عمليات الختان، لذا يدعو د/أولمان الأولياء إلى التخلي عن عادة تطهير أبنائهم في رمضان، تبعا لتأثير ذلك إيجابا على عمليات الختان وإجراؤها في قالب من الهدوء والسكينة.
من جانبه، يشدّد الدكتور quot;كمال ايساخمquot;، على أهمية مراعاة التدابير التنظيمية، وانفراد الأطباء الجراحين بالإشراف على عملية الختان تفاديا لتكرار حوادث سابقة، ويستهجن إيساخم إجراء عمليات الختان إلى وقت قريب في المدارس والمساجد وقاعات الرياضة ومقار البلديات، رغم افتقارها لشروط النظافة التي تقتضيها هذه الجراحة التي يُفترض إجراؤها في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات فحسب.
ويؤكد أولمان وبركاني على عدم التهاون في مسألة النظافة التي ينبغي أن تشمل المقرات والتجهيزات وكذا الجرّاحين والممرضين، خصوصا في عمليات الختان الجماعي، والانعكاسات الخطيرة للغاية المترتبة عنها.
بهذا الشأن، يعدّد أولمان جملة من المخاطر، أبرزها النزيف الحاد وخطر العدوى وما تثيره من تعفن لا سيما في فصل الصيف، إضافة إلى تسبب عملية ختان غير سليمة في تشنجات وتمزقات قد ينجر عنها بتر أحد الأعضاء، مع احتمال أن يمتد الخطر إلى العضو الجنسي للطفل، وهو ما قد يربكه طوال حياته.
ويتقاطع الأخصائيون الثلاثة في أهمية الانتصار لتحضير نفساني يمكن من تهيئة سيكولوجية لائقة يجنب الأطفال تبعات الضغط الذي تفرضه العائلة والمحيط ككل، ومن شأن التحضير المذكور أن ينتج عملية ختان متجرّدة عن أي تعقيدات، ويستطيع أي طفل أن يُشفى بعد ثمانية إلى عشرة أيام، خلافا لعمليات أخرى لا تحترم الشروط، فإنّ مخلفاتها تجعل الشفاء يستغرق وقتا طويلا قد يستمر لسنوات عديدة.