الياس توما من براغ : أكدت دراسة صحية تشيكية حديثة أن حياة الناس في القرن العشرين تأثرت بشكل ايجابي ليس فقط من خلال نظرية النسبية أو من خلال تصميم أول جهاز كومبيوتر أو غزو الفضاء وإنما أيضا من خلال التوصل إلى موانع الحمل الهرمونية التي لم تمنح النساء فقط المقدرة مع أزواجهن على تخطيط ولادة الأطفال وإنما أيضا التمتع بالجنس من دون أخطار ومضاعفات .
وأشارت الدراسة إلى أن حبوب موانع الحمل الهرمونية تؤثر أيضا بشكل ايجابي على صحة وجمال النساء ورغم ذلك يتم التكهن إلى اليوم من قبل بعض الأوساط حول احتمالات خطورتها .
وأوضحت أن المبدأ الذي تعتمده موانع الحمل الهرمونية سهل وهو المحاكاة الهرمونية لوضع مشابه لوضع الحمل فالحبة التي تتناولها المرأة تمنحها هرموني استروجين و البروجيستون اللذين يؤثران على المبايض وقناة المبيض أو ما تعرف طبيا باسم قناة فالوب وعلى الرحم ولذلك يقوم الهرمونان بمنع خلق المواد التي تحرض على الاباضة .
وأضافت إن هرمون استروجين يهتم بتنظيم الدورة الشهرية بشكل مستقر وبان لا يحدث خلالها عملية نزيف فيما يمنع هرمون البروجيسترون نضج البويضة إضافة إلى قيامه بتكثيف البلغم في منطقة عنق الرحم وبالتالي يمنع السائل المنوي من الدخول .
وعلى الرغم من أن الحبوب الحالية لمنع الحمل قد وصلت إلى المستوى الادنى من حيث محتوى الهرمونات فيها وبالتالي فان تأثيراتها الجانبية معتدلة فان الكثير من النساء يفكرن فيما إذا كنا يقمن بالشيء الجيد تجاه أجسامهن من خلال الاستخدام الطويل الأمد لهذه الحبوب .
ويؤكد طبيب النسائية ياروسلاف يينيتشيك بأنه بعد مرور خمسين عاما على طرح هذه الحبوب الهرمونية للاستخدام فإن ميزاتها الايجابية تزيد على السلبية .
ويضيف أن الحبوب الحالية لمنع الحمل تحقق للنساء الكثير من الفوائد الايجابية مثل انتظام العادة الشهرية والحد من فقدان الدم خلال الدورة الشهرية وتخفيض آلام الدورة كما يتم بشكل هام تخفيض خطر نشوء الحمل خارج الرحم كما تؤثر هذه الحبوب بشكل هام بالنسبة للكثير من النساء على موضوع البشرة وحبوب الشباب .
وأشار إلى أنه تم أيضا إثبات نتائج ايجابية لهذه الحبوب ضد نشوء بعض الأورام السرطانية والالتهابات وأمراض الروماتيزم كما تم بفضل استخدام هذه الحبوب تخفيض عدد حالات الإجهاض بشكل راديكالي .
وعلى الرغم من المزايا الايجابية لحبوب منع الحمل الهرمونية إلا أن الدراسة تنصح بإتباع الحذر في استخدامها ولاسيما تقديمها للفتيات والنساء اللواتي لا يمارسن الجنس ويردن هذه الحبوب من اجل تحسين بشرتهن أو تكبير صدرهن فقط .
وتنبه الدراسة إلى أن حبوب منع الحمل لها تأثيرات جانبية من أكثرها تكرارا الشعور بتوتر في الصدر و بألم خفيف في الرأس وبزيادة طفيفة مؤقتة في الوزن وزيادة طفيفة في مخاطر تشكل الانسدادات الشريانية ولهذا يتوجب على الأطباء ايلاء الاهتمام للأمر الأخير لدى النساء اللواتي يترددن إلى عيادتهم .
ويؤكد الدكتور يينيتشيك انه قبل كتابته الوصفة الطبية الخاصة باستخدام حبوب منع الحمل فانه يهتم بموضوع وجود احد في العائلة يشكو أو لديه إشكالات في موضوع الانسداد الشرياني أو لديه إشكالات في ضغط الدم .
وأشار إلى أن النساء المدخنات اللواتي يستخدمن الحبوب الهرمونية يعتبرن من المجموعات الخطرة إضافة إلى النساء اللواتي لديهن إشكالات قلبية أو اضطرا بات في عمل الكبد والنساء البدينات .
ويعتبر من النتائج الجانبية لاستخدام حبوب منع الحمل تراجع الرغبة الجنسية لدى النساء ولهذا ينصح الأطباء في هذه الحالة بتجريب نوع أخر من موانع الحمل .
وأشارت الدراسة إلى أن موانع الحمل في الوقت الحاضر تستخدم على شكل حبوب أو حقن كما يمكن غرسها تحت الجلد أو استخدامها كلصقة توضع على الجلد
وتؤكد أن التطور الحالي يتجه للتخلي عن نظام الدفقات الكلاسيكية واختصار الفترة الزمنية التي لا يتم فيها استخدام الحبوب التي تحتوي على مواد نشطة وبفضل ذلك يحصل انخفاض قليل في مستوى الهرمونات في الجسم وينخفض أيضا ظهور الأعراض غير المسرة التي ترافق عملية الانخفاض هذه مثل الشعور بألم في الرأس وتوتر في الصدر أو ألم في الحوض .
ورأت أن الاتجاه الحالي للأبحاث يركز ليس فقط على مستخدمي الموانع أي النساء فقط وإنما أيضا على الأطفال المستقبليين وأن العلماء يركزون الآن في أبحاثهم على تطوير حبوب تحتوي على أوراق حمضية تعتبر هامة جدا بالنسبة لتطور الجهاز العصبي للجنين كما لا يتوقف العلماء الآن عن السعي لتطوير حبوب لمنع الحمل للرجال وان كان هذا الأمر لا يلوح في الأفق القريب بعد .

عن تاريخ موانع الحمل

ــ كان ينصح النساء في مصرفي القرون القديمة بان يستخدمن واقيات مصنعه من الكتان بعد تغميسها في العسل والتمر المدقوق أو أن يتم في الفرج وضع روث التماسيح الجاف .
ــ لقد اخترع اليونانيون القدماء التحاميل المعدة من حبات الرمان وقد اقترح أرسطو استخدام البخور وزيت شجر الأرز
ــ جرب الرجال في القرون الوسطي استخدام الواقي الذكري المصنوع من أحشاء الحيوانات أو من مثانة السمك
ــ تم في النصف الأول من القرن العشرين تجريب إمكانية استخدام الأغشية والتعقيم المشع كما تم النصح باللجوء إلى المضاجعة المتقطعة .
ــ توصل الطبيب لودوويغ هابيرلانديت في عشرينيات القرن الماضي إلى أن النساء يفرزن أثناء الحمل كمية اكبر من الهرمونات لكنه لم يجرب مستحضراته سوى على الأرانب
ــ يعتبر أب مانع الحمل الهرموني غريفوري بينكوس الذي يقف وراء إنتاج أول الحبوب التي حملت اسم quot; اينفويد quot; وكان ذلك في عام 1960 .
ــ تم بعد ذلك و بشكل تدريجي تغيير معدل وكمية الهرمونات المختلفة كي تكون مناسبة بالحدود القصوى لها والتي تؤمن الحماية من الحمل الغير مخطط له والمحافظة في نفس الوقت على انتظام الدورة الشهرية .