لندن:
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم ان بريطانيا لم تعد قادرة على ايقاف الاحتباس الحراري لذلك عليها ان تركز على طرق للاستعداد لدرء خطر الاثار التي من الممكن ان يسببها تغير المناخ والمتمثلة في الفيضانات وموجات الجفاف وارتفاع مستويات سطح البحر.

ونقلت الصحيفة عن كارولين سبيلمان وزيرة البيئة والاغذية والشؤون الريفية في بريطانيا قولها في اول خطاب لها منذ توليها المنصب ان تغير المناخ امر لا مفر منه مضيفة انه من المهم جدا الاستمرار بالعمل على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير لمنع حدوث مشكلات أكبر من ذلك وانه في ضوء احتمال تعرضنا لبعض آثار تغير المناخ التي لا يمكن تجنبها هناك حاجة للاستعداد له وللاوضاع السيئة التي ستنتج عنه.

وأضافت الصحيفة ان سياسة الحكومة البريطانية ركزت في السنوات الماضية على جعل الناس يخفضون من نسب انبعاث غازات الكربون من خلال اطفاء الانوار وزرع الخضراوات بأساليب بسيطة مشيرة إلى انه في الوقت الذي استمر فيه انبعاث الغازات السامة بالزيادة إضافة إلى نمو بعض البلدان النامية مثل الصين والهند وتقليص الموارد العامة سيتم التركيز وبشكل متزايد على الاثار الناجمة عن تغير المناخ.

واشارت الصحيفة إلى ان الحكومة ستضع خططا لحماية محطات توليد الطاقة الكهربائية من الفيضانات وضمان قدرة المستشفيات التغلب على مشكلة ندرة المياه خلال فصل الصيف الجاف.

وذكرت الصحيفة ان درجات الحرارة ارتفعت فعليا نحو 8ر0 درجة منذ بداية الثورة الصناعية في بريطانيا إلا انه من المتوقع ان ترتفع أكثر من ذلك بسبب زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي ستستغرق عقودا لرفع درجة حرارة الغلاف الجوي.

وأوضحت الصحيفة ان بعض الجماعات البيئية أعربت عن غضبها ازاء تغير المناخ بهذا الاتجاه وخشيت من ان تكون مسألة عدم معالجة تغير المناخ انما هي بدافع تخفيضات النفقات بدلا من انقاذ الارض مشيرة إلى انه لم يتم عدم عرض مبالغ مالية جديدة على الشركات او القطاعات العامة لمساعدتها في الاستعداد لآثار تغير المناخ.

من جهته قال مدير عام شركة جمعية سويل أسوسييشن البريطانية لورد بيتر ميلكيت ان التركيز على الاستعداد لآثار تغير المناخ أكثر من محاولة التخفيف منها هو أمر خطير للغاية.

يشار إلى ان الكثير من الدول ضاعفت استعداداتها لمواجهة التغير المناخى عبر تحسين نظم توقع الاعاصير والموجات الحارة والحد من معدلات الفقر فى الدول النامية خلال العقود القليلة الماضية الامر الذي ادى إلى الحد من أعداد الوفيات فى تلك الدول.