دمشق: للمحميات الطبيعية دور كبير بالمحافظة على الاصول الوراثية للنبات والحيوان باعتبارها بنكا ومخبأ وراثيا تحصن الانواع النباتية والكائنات الحيوانية من الانقراض خاصة مع تزايد تهديد هذه الانواع بالحرمان من الحفاظ على انواعها اذ تخسر الكرة الارضية سنويا بمعدل 3000 نوع وفق تقرير للامم المتحدة.

وانطلاقا من اهمية المحميات في حياتنا انجزت الجمعية السورية للبيئة دليل القسم النباتي كمرحلة اولى من مشروع دليل المحميات السورية وتعمل على استكمال دليل القسم الحيواني برصدها لثماني محميات وهي اول جمعية اهلية في سورية تتولى مهمة اعداد دليل علمي عن المحميات.

ويغطي الدليل مختلف المناطق الجغرافية من منطقة الساحل والجزيرة والبادية والمنطقة الوسطى ويوفر قاعدة بيانات غنية عن المحميات والقوانين المتعلقة بإنشائها وإدارتها والجوانب الجغرافية البيئية والطبيعية والتنوع الحيوي النباتي والحيواني في هذه المحميات مع ملحق عن الجانب الاجتماعي والسياحة البيئية كما يحتوي الدليل على مجموعة متنوعة من الصور التوثيقية.

واوضح المهندس سمير صفدي من الجمعية لوكالة سانا ان الدليل يتضمن الانواع النباتية التي تنمو بشكل طبيعي ومتواجدة بشكل اساسي في الطبيعة من جبال وغابات وبادية ويرصد كل ما تتضمنه المحمية من انواع نباتية وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام فيبحث بالموقع والمكان والمساحة والسكان المحليين الموجودين بالمنطقة والنباتات والحيوانات والطيور التي تعيش في المحمية حيث سيصل بقسميه النباتي والحيواني إلى الف صفحة ويحوي نحو 400 صورة موثقة.

واشار إلى انه من بين 20 محمية في سورية اختيرت ثماني محميات اساسية ومنها .. جبل عبد العزيز في الحسكة و حوائج نهر الفرات في الرقة وابوقبيس في منطقة الغاب بحماة و الارز والشوح في الساحل والفرنلق شمال غرب سورية ومحمية السويداء بحيث تمثل كل مناطق سورية.

وبين صفدي ان الهدف من الدليل الذي وضع بمشاركة 13 خبيرا محليا هو تعريف الناس بالنباتات والمجموع الحيواني الموجود في المحميات وبحياة السكان المحليين ونشاطاتهم وظروف عملهم واهتمامهم بالمحمية إلى جانب كونه دليلا علميا يستفيد منه الطلبة في المدارس و الجامعات لاسيما الدارسين في كليات الزراعة ويكون في متناول ايدي زوار المحميات لتكوين فكرة واضحة عما يعيش فيها من كائنات وغطاء نباتي و الالمام بعناصر البيئة وتحفيزهم على الاهتمام بالمحمية وكذلك تشجيع الناس على اقامة محميات خاصة .

ومن بين المشاريع الملفتة للاهتمام التي تعمل عليها الجمعية إلى جانب الدليل انجاز مشروع مركز التوعية البيئية والدراسات المائية حيث تعمل الجمعية ليصبح مركزاً متكاملاً للبحوث والأنشطة البيئية و مركز تدريب و توعية بيئية في قلب مدينة دمشق القديمة إلى جانب قلعتها الأثرية وفي امتداد الحديقة البيئية بين فرعي نهر بردى القنوات وبانياس على أرض مساحتها حوالي 700 م2 في جو علمي مع الحفاظ على البيئة والتراث الدمشقي القديم.

ويهدف المشروع إلى المساهمة في التوعية البيئية للأطفال والطلاب والمجتمع عن طريق تطبيق برامج توعية بيئية تتم في مناخ ومكان ملائم وفق منهجية مدروسة ونشاطات هدفها الحفاظ على بيئة سليمة وحيوية ورفع سوية الوعي البيئي في المجتمع والمحافظة على الموارد الطبيعية وعلى رأسها المياه.

وسيحتوي المركز على مكتبة بيئية ورقية والكترونية ومعشبة نباتية ومخابر وقاعة محاضرات ومدرج وقاعة تدريب وقسم نادي الأطفال وسيزود البناء بخلايا لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كما سيراعي جمع مياه الأمطار حصاد المياه ومن المخطط أن يراعي البناء كافة الشروط البيئية وسيكون في حال إنشائه أول مركز بيئي متكامل لجمعية بيئية في سورية .

واشار صفدي إلى ان المركز المقرر احداثه هو عبارة عن بيت تراثي قديم منحته محافظة دمشق بعد استملاكه إلى الجمعية وان العمل قائم على ترميم البيت بتصميم دمشقي منسجم مع النسيج العمراني لدمشق القديمة بتكلفة تقدر بنحو 50 مليون ليرة سورية لافتا إلى ان الجمعية تحاول الاحاطة بكل العناصر ليكون اجمل واحدث مكان للتوعية البيئية في سورية وبالشروط البيئية الكاملة من العزل وتوفير الطاقات المتجددة .

كما يجري بالوقت نفسه العمل على احياء حديقة جديدة في قلب حديقة حلب العامة على طريقة الحديقة الاندلسية بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات في اسبانيا ومحافظة حلب .

واوضح صفدي انه سيتم اقتطاع جزء من حديقة حلب العامة بمساحة ستة دونمات تأخذ الطراز الاندلسي بالتنسيق والبناء والزراعة على ان يبدأ المشروع الشهر المقبل .

وكانت الجمعية قامت بداية موسم هذا الصيف بحملة تنظيف لمدينة دمشق القديمة على عدة مراحل بالتعاون مع السفارة السويسرية ومتطوعي الجمعية ومحافظة دمشق والمدرسة الفرنسية بدمشق إلى جانب المشاركة بمؤتمرات ودورات تدريبية كان آخرها في بيروت بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للبيئة حول كيفية التعامل مع المانحين وزيادة موارد الجمعية واقناع المانحين بدعم الجمعية ماليا .

ولدى الجمعية برامج ثابتة ودائمة مثل المسابقة البيئية لافضل نموذج اختراع تطبيقي أو افكار ابداعية خلاقة تتعلق بآليات التكيف مع التغيرات المناخية أو ترشيد الطاقة أو استخدامات الطاقة المتجددة وكذلك مشروع النادي البيئي للشباب الذي بدا العمل عليه قبل ثلاث سنوات مع متطوعي الجمعية السورية للبيئة الشباب بهدف تشكيل مجموعة من الشباب تعمل على حماية البيئة ونشر الوعي البيئي في المجتمع عن طريق تنفيذ برامج وانشطة بيئية في جو من العمل الجماعي والمرح .

وتقوم الجمعية ايضا بالمشاركة في اعادة تاهيل السبلان في مدينة دمشق القديمة بالتعاون مع وكالة التعاون الفني الالمانية حيث تمت اعادة تجديد 11 سبيلا توفر مياه الشرب مجانا للمواطنين وفي مشروع حران العواميد بالتشارك مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لزراعة سلة خضار متنوعة وتسويقها مباشرة إلى منزل المستهلك عن طريق الجمعية بهدف نشر طريقة الزراعة النظيفة التقليدية الخالية من المبيدات والهرمونات إلى جانب مشروع دليل الحديقة النباتية والتنوع الحيوي لمحيط دمشق والندوة او المقهى التابع للحديقة النباتية والنادي البيئي للاطفال .

وتركز الجمعية خلال المرحلة القادمة على ثلاثة مشاريع ومنها اطلاق نواد بيئية للشباب في المدارس بالتعاون مع جمعية بيئتنا اللبنانية ومشروع ادارة النفايات الطبية بالتعاون مع جمعية قوس قزح اللبنانية وجمعية عايدة الاسبانية ومشروع اعداد منهاج بيئي للاطفال بالتعاون مع مشروع مسار واحدى الجمعيات السويسرية إلى جانب مشروع جديد من نوعه في سورية وهو جمع وإعادة تدوير البطاريات بمشاركة 32 مدرسة من دمشق وريفها بهدف التوعية حول خطر نفايات البطاريات على البيئة .

ومنذ تأسيس الجمعية قبل نحو تسع سنوات نفذت الجمعية عشرات المشاريع والبرامج التي لاقت اهتماما واسعا وصدى ايجابيا مثل برنامج حماية شريان دمشق اوقفوا موت بردى والحملة الوطنية للنظافة حلوة النظافة إلى جانب حملات التشجير والمعارض وجلسات التوعية البيئية .

وحددت الجمعية التي تاسست عام 2001 رسالتها في المساهمة بالحفاظ على البيئة بكل عناصرها من أرض وهواء وماء والتنوع الحيوي في سورية من خلال العمل على رفع مستوى الوعي البيئي وتعزيز المهارات الفنية والبيئية لدى أفراد ومؤسسات ومنظمات المجتمع المحلي بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والاهلية ذات العلاقة.

وتهدف الجمعية إلى المساهمة في تحسين الوضع البيئي والجمالي في سورية من خلال أنشطة ومشاريع بيئية تنموية تشاركية مع الجهات المعنية المختلفة و رفع مستوى الوعي البيئي بالتركيز على الأطفال والشباب والمرأة وتعزيز المشاركة المجتمعية في أنشطة الجمعية عن طريق نشر ثقافة العمل التطوعي و بناء القدرات لأعضاء الجمعية والمجتمع المحلي بالتدريب وتنفيذ الأبحاث والمشاريع والأنشطة البيئية.

كما تهدف الجمعية إلى تعزيز الشراكات مع الجهات العاملة في مجال البيئة وذلك بعقد اتفاقيات واقامة شبكة اتصال وتعاون مع الجمعيات والمنظمات المعنية بالبيئة والتراث محليا واقليميا ودوليا وتعزيز البحث العلمي المحلي وصياغة تشريعات وقوانين ذات علاقة بحماية البيئة من خلال التعاون مع الجهات المعنية .