صلاح أحمد من لندن: اكتشفت عالمة في أحراش كينيا ما تعتبره فصيلة جديدة مما يعرف بالفيل الزبابة، وهو حيوان ثديي يشبه الفأر ويقتات على الحشرات.

لكن هذا النوع من الفيل الزبابة، وهو من الفئة العملاقة، يختلف عن الفصائل المعروفة منه لأنه يتمتع بعلامات تمييزية منها ردفان سوداوان في أسفلهما وفخذان داكنا الحمرة وساقان يبلغ طولهما قدمين. وإذا صح أن هذه فصيلة جديدة منه، فستكون الثامنة عشرة المعروفة، وكلها يعيش في افريقيا.

العالمة هي غريس وامبوي، زميلة جمعية علوم الحيوان التابعة لمؤسسة laquo;إيدج اوف ايكزيستانس اللندنيةraquo;. وقد عثرت على هذا الحيوان غير المألوف في معرض بحثها عن فصيلة أخرى نادرة منه ذات ردفين ذهبيين في غابات منطقة ساحلية قصية في شمال شرق كينيا. وتعرف هذه المنطقة باسم بوني دودوري.

ونقلت مجلة laquo;ناشوينال جيوغرافيكraquo; في عددها الأخير عن هذه العالمة قولها إنها لم تتعرف للوهلة الأولى على النوع الجديد الذي اكتشفته بسبب مميزاته الجسدية المختلفة عما تعرفه عن أنوع الفيل الزبابة. وبعد مراقبته مع فريقها المرافق، فترة من الزمن، خبأت له عددًا من الكاميرات التي تلتقط صورًا له بفعل حركته وحرارة جسده. وحتى الآن التقطت هذه الكاميرات 20 صورة لهذا الحيوان الذي يبدو أنه ينشط آناء النهار.

ويقول راج أمين، وهو ضمن الفريق المرافق لوامبوي وعضو جمعية علوم الحيوان البريطانية، إن هذا الحيوان كشف جديد لأنه laquo;يتمتع الحيوان الذي اكتشفناه بكتفين وجانبين يختلط فيهما اللون الرمادي بالأصفر البني، وفخذين داكني الحمرة وكفلين ضاربين في السوادraquo;.

يذكر أن أفيال الزبابة تُقسّم عمومًا إلى فئتين: الأولى هي العملاقة والثانية هي الصغيرة الدقيقة الملامح. والفصيلة المكتشفة حديثًا تنتمي للأولى، التي تشمل أربع فصائل أخرى معروفة. وتتميز هذه بأذنين كبيرتين وساقين رقيقتين وذيل طويل laquo;شائكraquo;. وهي ثدييات تعيش بشكل رئيس على الحشرات التي تبحث عنها تحت أعشاب الغابة بأنف طويل.

ويقول الفريق العلمي إنه ربما شوهدت أعشاش لهذه الحيوانات. وتوضح وامبوي أن laquo;هذه الأعشاش مخبأة بالكامل تحت الأشجار والشجيرات. وهي عبارة عن حفر ضحلة مغطاة بطبقة فوق أخرى من الأوراق حتى يصبح مستواها فوق مستوى سطح الأرض بقليلraquo;.

وقد وجد الفيل الزبابة أول وصف له على أيدي علماء القرن التاسع عشر. وكان يعتقد وقتها أنه من عائلة الزبابة الشبيهة بالفئران لكنه ليست من القوارض في الواقع. ولاحقًا أثبتت الأبحاث أنه أقرب، من حيث المورّثات، إلى مجموعة من الثدييات الأفريقية تشمل الأفيال والآردفاك (خنازير الأرض آكلة النمل).

وسعيًا إلى إثبات أن الفيل الزبابة المكتشف حديثًا فصيلة جديدة، يتعين على العلماء جمع عينة من حمضه النووي DNA من أجل تحليل مورّثاته. وتقول laquo;ناشونال جيوغرافيكraquo; إن السبب في أن هذا النوع الجديد لم يكتشف إلا أخيرًا يعود إلى قلة الأبحاث في غابات بوني دودوري. ويعود السبب في هذا بدوره إلى قرب تلك المنطقة من مناطق الحرب الأهلية في الصومال.

لكن الإجراءات الأمنية المحسّنة في الآونة الأخيرة أثمرت فتح هذا أبواب هذا الإقليم القصي. على أن هذا في حد ذاته يشكل خطرًا على الفيل الزبابة لأن فتح الأبواب يعني بالضرورة الأنشطة الإنسانية، مثل الصيد وقطع أشجار الغابات. ويقول راج أمين: laquo;حماية فصائل المنطقة، بما فيها الفيل الزبابة أولوية عظمى ومسؤولية يجب أن تشارك فيها كل الأطراف المعنية بالحفاظ على الثروات الحيوانية في مختلف بقاع العالمraquo;.