خلفت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى نيروبي للمشاركة في احتفالات إقرار دستور جديد لكينيا جدلا واسعا وضغوطًا دولية وحقوقية كبيرة على البلد المضيف.وعلى الرغم من إبلاغ قضاة المحكمة الدولية لمجلس الأمن بزيارة البشير لاعتقاله على خلفية مذكرتي التوقيف الصادرتين بحقه، فإنّ كينيا رفضت القيام بذلك.
نيروبي: عاد الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخرطوم ، منهياً زيارة لكينيا أثارت جدلاً بسبب مطالبة المحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأوروبي باعتقاله خلال وجوده في نيروبي، على خلفية مذكرتي التوقيف الصادرتين بحقه بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور المضطرب جنوب البلاد.
وكان الرئيس السوداني توجه إلى نيروبي تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في احتفالات بمناسبة إقرار دستور جديد لكينيا، وهي من الدول الموقعة على ميثاق روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فإنها ملزمة بالتعاون مع المحكمة واعتقال البشير.
وقرر قضاة المحكمة أمس quot;إبلاغquot; مجلس الأمن بوجود البشير في كينيا، بغية اتخاذ quot;أي إجراء مناسبquot; كما طلب الاتحاد الأوروبي من نيروبي توقيفه.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها البشير لبلد موقع على ميثاق روما، إذ زار الشهر الماضي تشاد التي دعاها الاتحاد الأوروبي آنذاك أيضاً إلى اعتقاله، إلا أن نجامينا تجاهلت تلك الدعوة.
وتغاضت كينيا أمس عن الطلب الأوروبي، وكلفت وزير السياحة نجيب بالالا مرافقة البشير إلى متنزه اوهورو في نيروبي حيث جرت مراسم توقيع الدستور الجديد.
وأكد وزير الخارجية الكيني موسى ويتانغولا أن الدعوة وجهت إلى البشير إلى جانب عدد من الزعماء الإقليميين الآخرين لحضور الاحتفالات.
وقال من دون الخوض في التفاصيل إن quot;الرئيس البشير موجود هنا بناء على دعوة من الحكومة... ولأننا دعونا جيراننا كافة، وهو أحد الجيران. وزيارته ليس لها تأثير على الإطلاق على التزام كينيا في المستقبل تجاه المحكمة الجنائية الدوليةquot;.
ورفع قضاة المحكمة الجنائية الدولية تقريراً ضد كينيا إلى مجلس الأمن وجمعية الدول الأعضاء التي تشرف على عمل المحكمة لسماحها بزيارة البشير حتى يتخذا أي إجراء quot;قد يريانه مناسباًquot;.
وقال القضاة في قرارهم إن quot;كينيا لديها التزام واضح بالتعاون مع المحكمة في ما يتعلق بتنفيذ أوامر الاعتقالquot;.
من جهته هنّأ الرئيس الأميركي باراك اوباما الجمعة كينيا لاعتماد دستورها الجديد لكنه أعرب عن خيبة أمله لاستقبال الرئيس السوداني عمر البشير في نيروبي رغم مذكرتي التوقيف بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وجاء في بيان للبيت الابيض ان اوباما المولود من أب كيني اعرب عن quot;خيبة امله لاستقبال كينيا الرئيس السوداني عمر البشير على الرغم من مذكرتي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادةquot;.
وأضاف الرئيس الأميركي ان quot;حكومة كينيا التزمت بالتعاون التام مع المحكمة الجنائية الدولية ونحن نعتبر انه من المهم ان تفي كينيا بالتزاماتها إزاء المحكمة والعدالة الدوليةquot;.
من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان أمس كينيا إلى اعتقال البشير وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت إنها تشعر laquo;بالقلق لزيارة الرئيس السوداني إلى كينيا، الدولة الموقعة على ميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدوليةquot;.
وحضت نيروبي quot;على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي واعتقال وتسليم المتهمين من قبل المحكمةquot;.
واعتبرت أن المحكمة quot;أداة مهمة من أدوات المجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب على أخطر الجرائم التي تقلق المجتمع الدولي ككلquot;.
وأضافت أن quot; الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب لا يجب أن تفلت من العقاب ويجب ضمان ملاحقة مرتكبيها عن طريق اتخاذ خطوات على المستويين الداخلي والدولي quot;.
واعتبرت منظمة quot; هيومن رايتس ووتشquot; التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أن استضافة الرئيس الكيني مواي كيباكي للبشير أثارت تساؤلات عن التزام نيروبي بالتعاون مع المحكمة في التحقيقات الكينية في أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات. وقالت كبيرة استشاريي برنامج العدل الدولي في المنظمة اليز كيبلر:quot;تلطخ كينيا إلى الأبد الاحتفال بدستورها الذي انتظرته كثيراً إذا رحبت بهارب دولي في الاحتفالات quot;.
وحضت على اعتقال البشير وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت: quot; سماح كينيا لمجرم يشتبه في أنه ارتكب جرائم حرب بدخولها اختبار لالتزام الحكومة بفصل جديد في ضمان العدل في قضايا الأعمال الوحشية. ويجب أن تقف الحكومة الكينية مع الضحايا وليس مع المتهمين بارتكاب جرائم مروعة وذلك عن طريق منع البشير من دخول كينيا أو اعتقالهquot;.
التعليقات